A+ A-

(تسبيت القوري)..وسيلة اقتصادية ابتكرها الكويتيون قديما للحفاظ على الأواني المنزلية

التسبيت إحدى الطرق التقليدية القديمة التي عالج بها الكويتيون الكسور التي قد تتعرض لها بعض الأواني المنزلية
التسبيت إحدى الطرق التقليدية القديمة التي عالج بها الكويتيون الكسور التي قد تتعرض لها بعض الأواني المنزلية

من شيخة اللوغاني

الكويت - 24 - 8 (كونا) -- حرص الكويتيون في الماضي على الاحتفاظ والعناية بممتلكاتهم لاسيما الأواني المنزلية ذات الطبيعة الحساسة والقابلة للكسر فاخترعوا طريقة خاصة لاصلاح تلك الآنية أطلقوا عليها (التسبيت).
فالتسبيت إحدى الطرق التقليدية القديمة التي عالج بها الكويتيون الكسور التي قد تتعرض لها بعض الأواني المنزلية المصنوعة من (الملبس) أي الصيني وعلى وجه التحديد (قواري الشاي) وهي الأباريق المخصصة لعمل الشاي والتي تنوعت أشكالها في الأسواق والبيوت الكويتية قديما فكان منها النحاس والمعدن والملبس.
ويعد (قوري الملبس) الأشهر بين جميع الأنواع حيث كان يصنع في الصين ثم يجلب إلى الخليج عن طريق التجارة مع الهند ثم تطور الأمر بتطور الزمن فاصبحت بعض الأواني المنزلية تستورد قديما من يوغسلافيا وسلوفاكيا.
وتتميز (قواري الشاي الملبس) بألوانها وزخارفها المتنوعة ومن أشهرها الأبيض المزركش بحواشي وزخارف ذهبية أو الأبيض المورد بأزهار زرقاء وخضراء وحمراء اللون وأيضا كان هناك نوع آخر من الملبس المنقوش عليه شعلة من النار وشعار وردة الزنبقة.
وبهذا الشأن قال الباحث في التراث الكويتي صالح المذن لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن (قواري الصين) التي تستخدم لإعداد الشاي أو الحليب كانت غالبا ما تتعرض للكسر جراء وضعها على مسافة قريبة من الجمر.
وأضاف المذن أن طريقة تحضير الشاي والحليب في الماضي من المعروف أنها تعتمد على (الدوه) أو (المنقلة) التي يستخدم فيها الفحم أو الحطب مما يؤدي الى كسر (القوري) اذا كانت النار شديدة الحرارة أو منسوب الشاي في (القوري) قليل.
وأوضح أنه لتلافي مشكلة الكسر كان الناس قديما يأخذون (قوري الشاي) الجديد الى (المجني) وهو الشخص المعني بإصلاح قواري الصين المنكسرة والصواني والصحون (الاطباق) عن طريق عمل طوق من المعدن حول (القوري) يأخذه من (التنك) أو من النحاس والتنك غالبا ما يكون (قوطي) أي علبة المعدن وكأنه يعمل على إعادة تدوير تلك العلبة فيقطعها الى شرائح ويلحمها مفصلا هيكلا معدنيا بحجم (القوري) المراد حمايته وهذه الطريقة كانت تسمى في الماضي (تسبيت القوري).
وذكر أنه في حالة كسر (القوري) أو أي إناء من الأواني المنزلية المصنوعة من (الصين الملبس) فإن لحامها كان يتم من مادة (النوره) وهي عبارة عن مسحوق من الأصداف مع بياض البيض يخلط فتتكون مادة صمغية يسميها الكويتيون (الدوا) يجمعون فيها القطع المتكسرة سواء كانت قواري الشاي أو الصواني أو الأواني الصينية بمختلف أحجامها فيلتصق بعضها ببعض.
وبين أن (المجني) يقوم أيضا بطلاء (الثعبة) وهي فم ابريق الشاي بالنورة لأن (الثعبة) سهلة التعرض للكسر لأنها أقرب جزء يتعرض للنار من أجزاء الابريق كذلك (يدة القوري) وهي مسكة الابريق وتطلى أيضا.
وقال الباحث المذن إن (المجني) يلجأ كذلك إلى استخدام خيوط (السيم) أي المعدن الرفيع لربط القطع الكبيرة المنكسرة من (الصينية او الغنجة) أي الطبق العائلي الكبير التي يأكل منه أكثر من شخص حيث يعمل ثقب (بالمجدح) أي المثقاب وبعدها يقوم بطلائها بمادة (النورة).
وعن أسباب قيام الكويتيين في الماضي بعملية (تسبيت القواري) بين أن التسبيت وسيلة اقتصادية فالكويتيين عرف عنهم الحرص على اقتناء الأشياء المميزة والحفاظ عليها كما أن أسعار الأواني حينها لم تكن رخيصة وصعب الحصول عليها خصوصا أطقم الصيني ذات الرسومات او النقشات. (النهاية) ش ع ل / ا ع س