A+ A-

المنتدى الاقتصادي العالمي قصة نجاح لن تتكرر

المنتدى الاقتصادي العالمي
المنتدى الاقتصادي العالمي

من تامر أبوالعينين

جنيف - 16 - 1 (كونا) -- تتجه انظار العالم اعتبارا من اليوم الاثنين وحتى يوم الجمعة الى منتجع (دافوس) شرقي سويسرا لمتابعة افتتاح اعمال الدورة ال47 للمنتدى الاقتصادي العالمي والذي يجسد منذ انطلاقته قصة نجاح لن تكرر.
وبمشاركة ثلاثة آلاف من كبار صناع القرار السياسي والاقتصادي في العالم وكبار الاكاديميين وممثلي منظمات اممية ودولية هذا العام يسجل المنتدى حدثا قياسيا بكل المعايير اذ لم يسبق ان تجمع حشد بهذه الاهمية العالمية في مكان واحد لمناقشة قضايا مستقبل العالم.
وتمثل قصة صعود هذا المنتدى منذ انطلاقه عام 1971 بفضل مديره التنفيذي ومؤسسه بروفسور كلاوس شواب وفريق عمله الدولي تجربة عالمية فريدة تستوجب وقفة لرصد تلك المسيرة.
واجمع متابعو مسيرة المنتدى في حديث لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على ذكاء بروفسور شواب الخارق اذ تمكن من خلال خلفتيه الاكاديمية من العثور على ثغرة هامة تجسدت في تطويع نظريات الاقتصاد لخدمة الشركات وابتكار نظريات اقتصادية تخدم اهداف الشركات في زيادة ارباحها.
وشكل اقبال 450 مشارك على اولى دورات هذا المنتدى من مدراء كبرى المؤسسات الاقتصادية الاوروبية بجميع تخصصاتها في حينه دفعة قوية لتحويل المنتدى الى مؤسسة ذات برنامج متواصل على مدار العام يحمل شعار (مسؤولية تحسين العالم).
ويتلهف ساسة ورجال اعمال على المشاركة في المنتدى بعائد سنوي وصل في العام الماضي الى 226 مليون دولار.
ومع انتعاش دورات المنتدى تأسست بذلك اول شبكة في العالم تجمع الاقتصاد بشقيه النظري والعملي مستقطبا الكثير من الشركات الدولية الكبرى بما في ذلك من خارج اوروبا للمشاركة في صياغة المشهد الاقتصادي العالمي.
وتزامن هذا التوجه مع تعطش النظام الرأسمالي في فترة الحرب الباردة الى تعزيز حضوره واثبات نجاحه مقابل النظم الشيوعية الاقتصادية التي كانت تحاول تعزيز تواجدها في اكثر من منطقة حول العالم.
ومع ظهور ازمة النفط ودخول الصراع العربي الاسرائيلي مرحلة جديدة اثر حرب عام 1973 تجلى دور جديد للمنتدى كملتقى رفيع المستوى وغير ملزم يمكن ان يناقش كافة القضايا الحساسة بشكل علني كبالونات اختبار لرصد ردود الفعل عليها او خلف الابواب المغلقة لترتيب ما لا يمكن ترتيبه علانية.
في عام 1975 رفع المنتدى شعار (العولمة) رمزا للمرحلة المقبلة وكطريق لا مفر منه للنمو الاقتصادي العالمي ممهدا لتطبيق هذا الشعار عبر مختلف القنوات بعد ان حظي بموافقة المشاركين في فعالياته.
وقفز المنتدى قفزة نوعية جديدة في عام 1979 بمشاركة وفد صيني لتقف المنظومة الشيوعية الاقتصادية في حلبة الرأسمالية الامر الذي وصف بأنه نجاح حقيقي للمنتدى في قدرته على كسر الحاجز بين المنظومتين وتدشين مرحلة اقتصادية جديدة.
ووجدت الادارة الامريكية حينها انه من غير المناسب ان تفسح الساحة السياسية للصين فقط فقررت المشاركة السياسية عام 1983 لتقف جنبا مع جنب مع قطاعها الاقتصادي الذي يمثل عصبا هاما في عمل المنتدى وانشطته وليلحق بها النظام السوفياتي بعد اربع سنوات.
وبحلول عام 1990 اصبح المنتدى كيانا اقتصاديا - سياسيا مؤثرا للغاية اشبه ب"دولة افتراضية" وبات يحظى بتمويل كبريات الشركات من مختلف دول العالم باجمالي رسوم سنوية تصل الى 35 مليون دولار فضلا عن 44 مليونا آخرى هي رسوم اشتراك الحضور في فعالياته.
وصنفت الحكومة السويسرية المنتدى كمؤسسة دولية ذات ثقل سياسي واقتصادي عالي وتتكفل بميزانية حمايته أمنيا والتي تبلغ ثمانية ملايين دولار.
وسيبقى المنتدى الاقتصادي العالمي ظاهرة من النادر ان تتكرر يستمد قوته من استمراريته وتجديد افكاره ومبادراته حتى وان لم تتمكن جميعها من تحسين مستقبل العالم حتى الآن على الاقل.(النهاية) ت ا / م خ