A+ A-

(المهفة) و(البادكير) والفخار.. وسائل التبريد عند أهل الكويت قديما

من سارة المخيزيم

الكويت - 11 - 2 (كونا) -- عمد اهل الكويت قديما الى استخدام ادوات ووسائل تبريد بدائية مثل (المهفة) و(البادكير) والأواني الفخارية لتفادي القيظ (حرارة الصيف) وهبوب رياح (السموم) الحارة ولتجنب الأضرار التي تسببها ضربات الشمس واتقاء حالات العطش الشديدة.
ولجأ الكويتيون الى الاستفادة مما تقدمه البيئة المحلية لصناعة هذه الادوات التي تساهم في تخفيف لهيب الصيف عنهم وتمنحهم قليلا من الهواء البارد وتحفظ لهم الماء العذب بدرجة برودة.
وتعتبر (المهفة) وهي مروحة يدوية تصنع من خوص النخيل من أكثر الأدوات انتشارا في فصل الصيف قديما حيث يقوم مستخدمها بتحريكها يمينا ويسارا امام وجهه فتحرك الهواء وتجلب قليلا من البرودة لمن يستعملها كما أنها استخدمت أيضا لتبريد الطعام الساخن.
وتتميز (المهفة) بخفة وزنها وكان الصناع يتفننون بزركشتها وتلوينها لاضفاء الجمال عليها(المهفة) ولا يخلو اي بيت أو مجلس أو سوق وحتى المساجد منها.
وكان المؤذنون بعد الفراغ من الأذان يوزعون (المهاف) فوق (المدات) وهي مفارش للصلاة مصنوعة من جريد النخل ليستخدمها المصلون اثناء وجودهم في المسجد ثم يقوم بجمعها وتتكرر هذه العملية في كل فرض صلاة.
وقد كان هناك نوع خاص من المهاف تستخدمها الحلاقون وتسمى (مهفة المحسن) وهي من القماش حيث تعلق في سقف محل الحلاقة ويتدلى منها حبل يشده الجالس ليحرك المهفة فيتحرك معها الهواء.
ومن الأساليب الأخرى التي استخدمها اهل الكويت قديما لمواجهة حر الصيف (البادكير) والاسم مأخوذ من كلمة فارسية تعني ماسك الهواء وهو برج بارز في أسطح المنازل له عدة أبواب لا تزيد عن أربعة يصطدم بها الهواء فيدخل الى الغرفة وينعش جوها ويلطف حرارتها في فصل الصيف).
وغالبا ما تكون ابراج (البادكير) على الغرف المهمة مثل الديوانية وغرفة النوم وغرفة رب الأسرة وحتى في الغرف العلوية في بيوت الأثرياء وكانت طبيعة بناء بيوت الطين قديما تسمح بدخول تيار من الهواء البارد حيث تم رفع سقف البيت وكذلك فتح نوافذ في الجدران.
وكانت تلك الأبراج من الرموز البارزة التي لعبت دورا في العمارة الخليجية والكويتية خاصة وتستخدم في الوقت الحاضر لتزيين وزخرفة المنزل من الخارج.
وبعد دخول الكهرباء عرف الناس مروحة السقف والمروحة الأرضية (القعادية) ثم تطور الوضع إلى المكيف الصحراوي وكان أصحاب البيوت التي فيها مثل هذه الأجهزة يتفاخرون بوجودها لديهم فكانت تعطي انطباعا عن أنهم من ذوي الرفاهية في ذلك الحين.
وهناك طرق بدائية اخرى لجأ اليها اهل الكويت قديما للهروب من حر الصيف اذ عمد بعضهم إلى تبليل غطاء نوم خفيف بالماء ومن ثم يتلحف به وينام مستفيدا من الهواء البارد الذي يتسلل اليه عبر الغطاء المبلل ويعيد تكرار العملية حتى انقضاء وقت الحر.
كما عمد البعض الى رش الماء حول مكان الجلوس في البيوت او المجالس او في الاسواق حيث يؤدي هبوب الهواء على الارض الرطبة الى تلطيف الاجواء الحارة.
واستخدم الكويتيون ايضا الأواني الفخارية التي تصنع خارج البلاد وتجلب للاستعمال داخل الكويت وظلت مستخدمة حتى فترة طويلة ومن هذه الفخاريات (الحب والغرشة واليحلة والبرمة) وكانت معظم أواني التبريد تصنع من مواد أولية بسيطة هي الفخار أو الطين المحروق التي تتناسب مع بساطة المجتمع في ذلك الوقت.
و(اليحلة) هي عبارة عن زير الماء الصغير الذي يوضع أسفل (الحب) وهو زير ماء كبير فتتلقى قطرات الماء التي تتسرب وتكون نقية جدا وأكثر برودة من المياه الموجودة في (الحب).
اما (البرمة) فهي إناء فخاري كبير لتبريد المياه المخصصة للشرب قديما وله كرسي يثبت عليه وتحتها يوضع إناء لجمع الماء الذي يرشح منه ويسمى (الناقوط). (النهاية) س ط م / أ م ح / ف ش