A+ A-

الزعماء الأوروبيون يؤكدون عزمهم تعزيز التكامل بمجالات الأمن والنمو

صورة تذكارية للزعماء الأوروبيين المشاركين في القمة الأوروبي الخاصة في الذكرى الستين لتوقيع معاهدتي روما أمام قصر "الكامبيدوليو" بالعاصمة الايطالية
صورة تذكارية للزعماء الأوروبيين المشاركين في القمة الأوروبي الخاصة في الذكرى الستين لتوقيع معاهدتي روما أمام قصر "الكامبيدوليو" بالعاصمة الايطالية
روما - 25 - 3 (كونا) -- أكد زعماء الاتحاد الأوروبي اليوم السبت عزمهم المشترك على دفع عملية التكامل بين بلادهم وتعزيزها في مجالات الأمن والنمو والبعد الاجتماعي الى جانب الحضور الدولي بدعم التنمية في مناطق الجوار.
جاء ذلك في (اعلان روما) الصادر في ختام قمة زعماء 27 من الدول الاعضاء بالاتحاد الأوروبي بالعاصمة الايطالية بمناسبة الذكري الستين لتوقيع (معاهدتي روما) المؤسستين لعملية التكامل الأوروبي.
وجدد الزعماء الأوروبيون في الاعلان عزمهم سويا على "مواجهة تحديات عالم سريع التغير بما يوفر الأمن للمواطنين ويتيح فرصا جديدة" عبر برنامج من أربعة محاور رئيسية.
وأوضحوا ان ذلك يأتي في ظل "تحديات غير مسبوقة" سواء على الصعيد العالمي أو في داخل الاتحاد الاوروبي على خلفية الصراعات الإقليمية و"الإرهاب" وتزايد ضغوط الهجرة والحمائية والتفاوت الاجتماعي والاقتصادي.
وأعلن ممثلو دول الاتحاد دعمهم "لبرنامج روما" والالتزام بتطبيقه لجعل الاتحاد الاوروبي "أكثر قوة ومرونة وحيوية بمزيد الوحدة والتضامن" مع احترام القواعد المشتركة وذلك "ادراكا لمخاوف المواطنين الأوروبيين وقلقهم".
وقرر القادة الأوروبيون العمل تحت عنوان "أوروبا آمنة" كي يشعر المواطنون أنهم أكثر أمنا وقدرة على التحرك بحرية داخل "حدود خارجية مؤمنة عبر سياسات هجرة تتسم بالكفاءة والمسؤولية والاستدامة" وأن تكون حازمة في الوقت نفسه في "مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة".
وتحت عنوان "أوروبا مزدهرة ومستدامة" تعهد (اعلان روما) بدفع التنمية وخلق فرص العمل وتعزيز السوق الموحدة واستقرار اليورو والقدرة التنافسية والابتكار والاستثمار في تشجيع النمو القوي والمستدام عبر الاصلاحات الهيكلية مع السعي لاندماج اقتصادات دول الاتحاد مع ضمان طاقة آمنة ورخيصة وحماية البيئة ونظافتها.
وبخصوص البعد الاجتماعي تعهد الإعلان بتشجيع التقدم الاقتصادي والاجتماعي على أساس مستدام وتكامل الأسواق الداخلية مع مراعاة تنوع النظم الوطنية ودور المنظمات الاجتماعية والنقابية الحيوي والمساواة في الحقوق والفرص وبين الجنسين.
كما اكد التزام الدول الأوروبية بمحاربة البطالة والتمييز والإقصاء الاجتماعي والفقر واتاحة أفضل تعليم وتأهيل للشباب مع ضمان حقهم في الدراسة والعثور على وظيفة في جميع أنحاء القارة والالتزام بالحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز التنوع الثقافي.
وفي اطار عنوان "أوروبا أقوى على الساحة العالمية" تعهد الإعلان بأن يطور الاتحاد الأوروبي شراكاته القائمة مع خلق شراكات جديدة بالتشديد على "تعزيز الاستقرار والازدهار في الجوار الأوروبي المباشر من الشرق ومن الجنوب بالاضافة الى الشرق الأوسط وسائر أفريقيا والعالم".
كما أكد استعداد الاتحاد على تحمل مزيد من المسؤولية و"المساهمة في خلق صناعة دفاعية أكثر تنافسية ومتكاملة" والالتزام بتعزيز أمنها المشترك وتكامل نظمها الدفاعية بالتعاون والتكامل مع حلف الناتو وأن يكون أنشط حضورا داخل الأمم المتحدة للدفاع عن "نظام متعدد الأطراف تحكمه قواعد" ثابتة ولتشجيع التجارة الحرة والعادلة وسياسة مناخية عالمية ايجابية".
وأكد الزعماء الأوروبيون الذين انتقلوا الى قصر (الكويرينالى) ضيوفا حول مأدبة أقامها الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريللا في اطار الاحتفالات عزمهم مواصلة العمل على تحقيق هذه الأهداف في اطار الاتحاد الأوروبي والاصغاء أكثر لمخاوف المواطنين والبرلمانات الوطنية.
وأقروا بضرورة المرونة باتاحة "هامش للحركة كاف لكل مستويات اتخاذ القرار والعمل على تطوير عملية صناعة القرار تتسم بالديمقراطية والفعالية والشفافية لتحقيق أفضل النتائج المرجوة".
ورغم الاجماع المتوازن الذي تحقق في صياغة (اعلان روما) اليوم يبقى تطبيق هذه النوايا وتفعيلها للخروج من حالة الجمود والأزمة في المرحلة الحالية متوقفا الى حد بعيد على ما ستسفر عنه الانتخابات التشريعية القريبة في فرنسا وألمانيا اللتين تمثلان المحور الرئيس لهيكل الاتحاد الأوروبي. (النهاية) م ن / م ع ع