A+ A-

مشاريع نوعية للهلال الأحمر الكويتي تخفف معاناة اللاجئين السوريين بالأردن

رئيس جمعية الهلال الاحمر الكويتي الدكتور هلال الساير ورئيس جمعية الهلال الاحمر الاردني الدكتور محمد الحديد
رئيس جمعية الهلال الاحمر الكويتي الدكتور هلال الساير ورئيس جمعية الهلال الاحمر الاردني الدكتور محمد الحديد

من محمود بوشهري

عمان - 30 - 9 (كونا) -- أشرقت شمس الأمل بعد غياب على (مصطفى) وأسرته وعاد إليهم شعور الرغبة في الحياة حين رزق بمولودته (نور) قبل 11 شهرا في عيادة (جمعية الهلال الأحمر الكويتية لمعالجة اللاجئين السوريين) بالعاصمة الأردنية عمان.
قدوم (نور) إلى الدنيا وتوفير الرعاية الطبية اللازمة لها أزال حالة الحزن واليأس عن أفراد أسرة (مصطفى) الأربعة الذين نزحوا مجبرين عن ديارهم في سوريا إلى الأردن بعيدا عن ويلات الحرب ودمارها كما هو حال أكثر من 700 ألف لاجئ سوري على اراضي المملكة.
(مصطفى) شعر بأن قطار الحياة لن توقفه الحرب الدائرة في بلاده ومن رزقه ب(نور) ليس عليه ببعيد أن يدبر عودته إلى موطنه قريبا ويمن عليه وأسرته بالاستقرار مرة أخرى.
وفي لقاء أجرته معه وكالة الأنباء الكويتية (كونا) سرد (مصطفى) تفاصيل المعاناة التي عاشتها اسرته منذ اندلاع الأزمة في بلاده قبل ستة أعوام وكيف ساهمت مساعدات الدول المانحة وفي مقدمتها دولة الكويت بتخفيف المعاناة الإنسانية عنهم بعد اللجوء وتوفير الرعاية اللازمة له ولأسرته.
وقال إن (عيادة جمعية الهلال الأحمر الكويتية لمعالجة اللاجئين السوريين) في منطقة الوحدات بالعاصمة عمان حيث مقر شريكها الهلال الأحمر الأردني استقبلت والدة طفلته منذ حملها وتابعوا حالتها الصحية بصورة دورية حتى موعد الولادة حيث أجرى لها الأطباء عملية قيصرية قبل أن تحظى المولودة برعاية متخصصة عبر أجهزة الولادات المبكرة (الخدج) كانت قد وفرتها الجمعية الكويتية لخدمة اللاجئين.
وأضاف مصطفى أن توفير جمعية الهلال الأحمر الكويتية الدعم اللازم للعيادة وتخصيصها لاستقبال اللاجئين السوريين "عمل إنساني راقي" يكشف المعدن الأصيل لشعب الكويت الشقيق ويؤكد أنه شعب جبل على فعل الخير.
ولفت إلى أن حالة التضامن والتعاضد التي كشف عنها الكويتيون مع أشقائهم السوريين ستبقى خالدة في الأذهان "ولن تفي كلمات الشكر والثناء حق هذا الشعب الذي لم يتوان لحظة عن تخفيف معاناة اللاجئين السوريين ومد يد العون لهم".
وتعد ولادة (نور) واحدة من بين 37 حالة ولادة قيصرية أجرتها عيادة جمعية الهلال الأحمر الكويتية في الفترة بين شهري أغسطس 2015 ويوليو الماضي وهي مدة عمل العيادة الممولة من جمعية الهلال الأحمر الكويتية بقيمة 500 ألف دولار أمريكي ضمن مساعي الجمعية لترجمة توجيهات سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بدعم اللاجئين السوريين وإضافة حلقة إلى سلسلة مساعدات الجمعية للشعوب المنكوبة.
وعن مشروع العيادة الكويتية وطبيعة عملها قال المدير الطبي لمستشفى الهلال الأحمر الأردني والمشرف المباشر عن العيادة الدكتور عبدالله أبو الخير ل(كونا) إن عيادة (الهلال الأحمر الكويتي) استقبلت خلال فترة عملها الممتدة لعام كامل 5917 مريضا بواقع 25 إلى 30 حالة يوميا تم التعامل معها حسب الإتفاقية المبرمة بين الهلالين الكويتي والأردني.
وأوضح أبو الخير أن العيادة استقبلت حالات الأمراض المزمنة وغير المزمنة وعددها 5700 حالة (مراجعات الطوارئ) إضافة إلى 56 ولادة طبيعية و43 عملية للأطفال وثماني حالات مراقبة (إنعاش) فيما حولت 73 حالة الى الاختصاصيين.
وذكر أن العيادة استطاعت بالتعاون مع كوادر الهلال الأحمر الأردني تقديم "خدمات جيدة" للاجئين السوريين منها تشخيص حالات المرضى وإجراء العمليات الضرورية وصرف الأدوية وذلك وفق الإمكانيات المتاحة ومبلغ الدعم المتوافر.
وأوضح أنها سخرت إمكانياتها كافة في التعامل مع الحالات الطارئة مبينا أهمية استمرار الدعم المادي وتوفير بعض الأجهزة الطبية المتقدمة تقنيا من أجل مواصلة تقديم الخدمات الطبية والرعاية الصحية المناسبة للاجئين السوريين الذين تزايدت أعدادهم في الأردن أخيرا.
إلى ذلك قال منسق المشاريع في الهلال الأحمر الأردني محمود العسود ل(كونا) إن (الهلال الأحمر الكويتي) طلب حجز مبنى في مستشفى الهلال الأحمر الأردني لغايات مشروع العيادة حيث تم تعيين كادر طبي وإداري باشر عمله في يناير 2015 ولمدة عام كامل وتم خلال هذه الفترة استقبال 3744 مراجعا بواقع 12 حالة يوميا وبقيمة إجمالية بلغت 84 ألف دولار شملت علاجات الأسنان الاولية.
وكان ممن استفاد من عيادة معالجة الأسنان اللاجئ السوري محمد حوري (37 عاما) حيث أعرب في تصريح ل(كونا) عن الشكر والتقدير لأمير دولة الكويت وشعبها الوفي والجهات الإغاثية الكويتية وعلى رأسها (الهلال الأحمر) لتوفير الرعاية الطبية والصحية له ولغيره من اللاجئين السوريين مؤكدا أهمية أنشطة الهلال الأحمر وبرامجه الإغاثية التي شملت جوانب متعددة الى جانب الرعاية الصحية منها توزيع المواد الغذائية والألبسة ومستلزمات الدراسة.
من جانبه أشاد رئيس الهلال الأحمر الأردني الدكتور محمد الحديد في تصريح ل(كونا) بالدعم الكويتي للقضايا الانسانية ليس في الاردن فحسب لكن في كل انحاء العالم معربا عن اعتزازه بالشراكة مع جمعية الهلال الاحمر الكويتية التي ساهمت في تعزيز العمل الاغاثي داخل الاردن.
وهنأ الحديد الشعب الكويتي بالذكرى السنوية لتسمية سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح "قائدا للعمل الإنساني" من قبل الأمم المتحدة مؤكدا استحقاق سموه هذا اللقب نظرا للدور الذي انتهجته الكويت في دعم القضايا الإنسانية في مختلف بقاع العالم وعلى الأخص قضية اللاجئين السوريين بتوجيهات مباشرة من سموه.
تجدر الاشارة هنا الى أن جمعية الهلال الاحمر الكويتي تسعى الى الارتقاء بمضامين العمل الإنساني التطوعي منذ نشأتها عام 1966 وأن تكون أحد أركانه الأساسية في دولة الكويت والمنطقة العربية عبر إغاثة المنكوبين حول العالم.
ومن أجل تحقيق تطلعاتها السامية في ساحة العمل الإنساني وضعت الجمعية منذ اندلاع الأزمة السياسية الحالية في سوريا خطة واضحة الأهداف لتوفير الدعم والمساعدات لأكبر شريحة ممكنة من اللاجئين والنازحين السوريين في دول الجوار السوري ومنها الأردن.
وحرصت الجمعية على مد "جسر إغاثي" من الكويت للأشقاء السوريين لنقل الحاويات البرية والإمدادات من طرود المواد الغذائية المتنوعة والمعدات الطبية والادوية وشحنات الملابس وغيرها من الأنشطة الإغاثية.
واستمرت بتقديم المساعدات الانسانية للأشقاء السوريين في الاردن الذي يضم أكثر من 4ر1 مليون سوري لجأ نحو نصفهم الى الأردن بعد اندلاع الأزمة ضمن خطة عمل شاملة تغطي العاصمة الأردنية عمان والمحافظات والمدن الأخرى فضلا عن المناطق الحدودية.
يذكر ان الكويت تحفل بسجل كبير من المساعدات الإنسانية والإغاثية التي امتدت لتشمل كل القارات وفي جميع القطاعات الإنسانية والتنموية والتي قدمت إلى الدول والحكومات والمنظمات الدولية بجميع فروعها ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات والجمعيات الخيرية في مختلف أنحاء العالم لتمثل رسالة الإنسانية والخير للعالم أجمع. (النهاية) م ج ب / م م ج