A+ A-

خبير.. انخفاض اسعار النفط قرار سياسي تدعمه عوامل فنية

الخبير في استراتيجيات النفط عبدالحميد العوضي
الخبير في استراتيجيات النفط عبدالحميد العوضي

من أسامة جلال

الكويت - 12 - 11 (كونا) -- اكد خبير نفطي كويتي ان انخفاض اسعار النفط في الاسواق العالمية وإن بدا نتيجة عوامل فنية الا انه قرار سياسي بفعل الصراع الروسي الامريكي الذي كانت المحفز له الاحداث في اوكرانيا مشيرا الى ان الهبوط سيستمر خلال الفترة المقبلة.
وقال الخبير في استراتيجيات النفط عبدالحميد العوضي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقطع امدادات الغاز عن اوروبا على خلفية الصراع في اوكرانيا لم يكن مقبولا للولايات المتحدة وحلفائها وهو ما جعل هذا المعسكر يعمل على خفض اسعار النفط ومصادر الطاقة بعدة طرق فنية للاضرار بالاقتصاد الروسي المعتمد على مصادر الطاقة من نفط وغاز.
وافاد بان مصادر الطاقة ممثلة في النفط والغاز والتي تعتمد عليها الدول الصناعية الكبرى ليست محل تفاوض وغير مقبول أن تتأثر مشيرا الى ان تصريحات بوتين اعادت الى أذهانهم ما ترتب على أزمة حرب اكتوبر بين العرب واسرائيل عام 1973 وهو ما جعلهم يعملون بجد على خفض الاسعار.
واشار الى انه وبسبب ان الاجراء السريع الذي اتخذ بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا لم تؤت ثمارها كان لابد من العمل على خفض اسعار النفط لتتأثر روسيا بشكل كبير موضحا أن الغرب يعلم تمام العلم ان روسيا اصبحت تصدر اكثر من المملكة العربية السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم حيث يقدر ما تصدره روسيا حاليا بنحو 6ر10 مليون برميل يوميا.
واوضح ان الاسعار بدأت تأخذ منحنى الهبوط منذ منتصف شهر يونيو الماضي نزولا من نحو 115 دولارا للبرميل وتدريجيا الى ان وصلت لما هي عليه الان مشيرا الى انه من الطبيعي ان يتحرك الدولار وهو العملة التي يتداول بها النفط ما يعرف في علم الاقتصاد بالحركة الثنائية أي انه يهبط مع النفط ولكن ما حدث هو حركة عكسية حيث هبط النفط وارتفع الدولار.
وذكر ان ذلك يؤكد وجود حرب اقتصادية سواء بالنسبة للنفط او العملات في اشارة الى ان الروبل الروسي خسر خلال هذه الحرب نحو 40 في المئة من قيمته.
واكد ان الحرب على روسيا مستمرة الى ان تمتثل للارادة الدولية ليس في موضوع اوكرانيا فقط وانما في قضايا اخرى كدعمها للنظام السوري وايران وكوريا الشمالية وهي دول تمثل المعسكر المضاد لمعسكر الولايات المتحدة وحلفائها.
وبين ان المزاعم لبعض الدول المنتجة بانها تحاول الحفاظ على حصصها السوقية حديث واه لا اساس له من الصحة وانما الهدف هو اغراق السوق بالنفط لتتدهور الاسعار تلقائيا مبينا ان الفائض في الاسواق حاليا يبلغ بين 5ر2 الى 3 ملايين برميل يوميا حيث خزانات العالم مليئة بالنفط والبواخر ممتلئة عن اخرها والاحتياطي الاستراتيجي الامريكي في افضل حالاته.
وحول انتاج النفط الصخري باهظ الثمن وتأثره بانخفاض الاسعار قال العوضي ان الحديث عن افلاس الشركات المنتجة للنفط الصخري بسبب هبوط الاسعار غير دقيق لافتا الى ان برميل النفط الصخري حاليا ينتج بنحو ما بين 60 الى 70 دولار وهناك ابحاث تجرى على قدم وساق لخفض التكلفة وهذه الشركات التي تعمل بمليارات الدولارات لن تسمح بهبوط الاسعار اكثر من سعر الانتاج.
واكد ان الحرب بين روسيا وحلفائها وهي الدول ذات الفكر القريب الى الشيوعية مثل الصين والهند والبرازيل من جانب والولايات المتحدة ومجموعة الدول الصناعية الكبرى من جانب آخر مستمرة لافتا الى وجود ترضيات للصين بهدف تخليها عن التوافق مع روسيا حيث انها المستفيد الاكبر من هبوط الاسعار.
وشدد على ان الحرب الحديثة لم تعد حربا تقليدية بالدبابات والمدافع وانما اصبحت حربا اقتصادية وهي مستمرة حتى الاستسلام متوقعا ان تصل الاسعار خلال الربع الاول من عام 2015 ما بين 65 الى 70 دولار للخام الامريكي وتزيد عليها نحو 4 دولارات لخام نفط الاشارة مزيج برنت.
وتوقع العوضي فشل اجتماع منظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك) والمقرر في 27 الشهر الجاري مؤكدا انه لم يعد للمنظمة سيطرة فعلية على اعضائها حيث بات كل يصرح بما يراه متوافقا مع سياساته كما ان هناك دولا بالمنظمة لن تقبل بهذه الاسعار مثل فنزويلا وايران والاجتماع لن يسفر عن اتفاق لتحديد سقف الانتاج او الحصص لكل دولة.
واوضح العوضي ان الولايات المتحدة تتبع سياسات اقتصادية مقصودة واسلوب العصا والجزرة مع الدول الاخرى مشيرا الى ان الدول المنتجة للنفط وتحديدا دول الخليج العربي عليها ان تبحث عن بدائل سريعة للدخل القومي وتتبع سياسات اقتصادية لتقليص النفقات وتختار العمل على المشاريع الكبرى سريعة العوائد ومن ثم تفكر في المشروعات الاخرى.
يذكر ان سعر برميل النفط الكويتي انخفض في تداولات امس 79ر1 دولار ليستقر عند مستوى 45ر75 دولار مقارنة ب24ر77 دولار للبرميل في تداولات يوم الاثنين الماضي في حين انخفضت عقود خام برنت 67 سنتا لتصل إلى مستوى 67ر81 دولار للبرميل.(النهاية) أ س ج / ط أ ب