A+ A-

الدول العربية تعرب عن قلقها من تزايد خطر القدرات النووية الاسرائيلية

رئيس مجلس السفراء العرب وسفير دولة الكويت لدى النمسا وممثلها الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا صادق معرفي يلقي كلمته
رئيس مجلس السفراء العرب وسفير دولة الكويت لدى النمسا وممثلها الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا صادق معرفي يلقي كلمته

فيينا - 19 - 9 (كونا) -- طالبت الدول العربية مجددا هنا اليوم اسرائيل بالانضمام الى معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية واخضاع جميع منشاتها النووية لاتفاق الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية معربة عن قلقها ازاء تهديد القدرات النووية الاسرائيلية على منطقة الشرق الاوسط.
   جاء ذلك في كلمة لرئيس مجلس السفراء العرب وسفير دولة الكويت لدى النمسا وممثلها الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا صادق معرفي ألقاها نيابة عن الدول العربية امام اعمال مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
   وقال السفير معرفي انه "لا يمكننا في هذا السياق تجاهل حقيقة ان ممارسات اسرائيل السلبية في المجال النووي قد اقلقت العديد من دول العالم وخاصة دول المنطقة وتناولتها محافل دولية عديدة على مدار عقود ما يتضح في قائمة طويلة من القرارات اصدرتها المنظمات الدولية".
   واضاف انه "على الرغم من ذلك ترفض اسرائيل تطبيق القرارات المذكورة وتتعمد التقليل من شأن المعاهدة وتعتبرها غير فعالة في الشرق الاوسط في حين ان عدم انضمام اسرائيل للمعاهدة هو الذي يهدد السلم والامن الاقليمي في منطقة الشرق الاوسط".
   واشار الى ان اسرائيل تتدعي باستمرار ان انشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط يشترط قبل كل شيء تحقيق سلام شامل بالمنطقة في حين انها تعمل على تقويض جهود السلام وتلجىء الى سياسات وممارسات عدوانية تجاه الدول العربية وشعوبها.
   وأوضح السفير معرفي ان "ما يزيد من قلق الدول العربية ازاء امتلاك اسرائيل للسلاح النووي هو ان قيادتها تبدو غالبا غير قادرة على ضبط النفس وتميل الى الافراط في استخدام القوة ما يجعلها لا تتورع عن استخدام افتك انواع الاسلحة ضد المدنيين العزل كما حدث مؤخرا في فلسطين".
   وذكر انه على عكس ادعاءات اسرائيل فان المجموعة العربية تعتبر ان كل المبادرات لانشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الاوسط تصب في صالح جهود السلام وان المزاعم الاسرائيلية بهذا الخصوص لا تعدو كونها محاولة لفرض ترتيب جديد للاولويات يبقي اسرائيل خارج معاهدة عدم الانشار.
   في هذا الصدد شددت المجموعة العربية على ان التصدي للانتشار النووي في الشرق الاوسط لا يجب اعتباره تسيسا لاعمال الوكالة بل هو جهد دولي ضروري للتعامل مع الخطر النووي الاسرائيلي الذي يهدد الامن والاستقرار في الشرق الاوسط.
   وعبرت المجموعة العربية عن اسفها لان بعض الدول الاعضاء وبينها دول نووية ما تزال تناقض مواقفها المعلنة وتغض الطرف خاصة خلال مداولات المؤتمر العام ومجلس المحافظين على مبدأ عالمية المعاهدة عندما يتعلق الامر بالقدرات النووية الاسرائيلية مما يؤكد التعامل وفق معايير مزدوجة.
   كما اعربت الدول العربية عن اسفها لتأجيل مؤتمر 2012 حول اخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وباقي اسلحة الدمار الشامل مذكرة في ذات الوقت بانه رغم ذلك كله فان الدول العربية تعاونت ولا تزال بشفافية وايجابية مع جهود الوكالة والاطراف المنظمة للمؤتمر.
   ودعا السفير معرفي الى عقد مؤتمر 2012 المؤجل من دون مزيد من التاخير وفقا للمرجعيات والتفويضات المتفق عليها في قرار العام 1995 ومؤتمر المراجعة لعام 2010 مؤكدا أن المجموعة العربية تتمسك بتنفيذ القرار وتطالب الاطراف المنظمة للمؤتمر بتحمل مسؤولياتها في هذا الشان.
   وقال ان المجموعة العربية تؤيد في هذا السياق المبادرة التي طرحتها مصر امام الدورة 68 للجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك والتي تهدف الى تفعيل جهود اخلاء منطقة الشرق الاوسط من كافة اسلحة الدمار الشامل.
   وحذر من ان فشل الجهود الدولية في تنفيذ قرار العام 1995 حول الشرق الاوسط والذي تم على اساسه تمديد معاهدة عدم الانتشار بشكل لا نهائي يؤثر سلبا على مصداقية المعاهدة وستكون له تبعات سلبية على عملية مراجعتها بل وعلى نظام منع الانتشار باكمله.
   وطالب رئيس مجلس السفراء العرب السفير صادق  معرفي في ختام كلمته بالابقاء على موضوع (القدرات النووية الاسرائيلية) قيد التداول ضمن اجهزة صنع القرار في الوكالة الدولية للطاقة الذرية مشيرا الى ان المجموعة العربية قررت اعادة تقديم مشروع القرار بهذا الخصوص الى الدورة 58 للمؤتمر العام للوكالة. (النهاية). ع م ق / خ س ج