A+ A-

مسؤول ايراني يشيد بموقف الكويت من القضية السورية ويأمل بتشاور ثنائي لحلها

الكويت - 6 - 8 (كونا) -- اشاد نائب وزير الخارجية للشؤون البرلمانية والقنصلية في ايران حسن قشقاوي الزائر بموقف دولة الكويت "العادل والمنصف والحكيم" من القضية السورية معربا عن الامل بحدوث مزيد من التشاور بين البلدين لايجاد حل للمشكلة في سوريا.
وقال قشقاوي في مؤتمر صحافي اليوم بمناسبة زيارته الى البلاد انه بحث مع رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح العلاقات الثنائية وقضايا ذات اهتمام مشترك وتحديدا الازمة السورية.
واكد ضرورة السعي الى ايقاف اراقة الدم في سوريا واستخدام السلاح والصراع العسكري مضيفا ان هناك خططا ومشاريع طرحت بخصوص الوضع السوري لكن المسالة تكمن في عدم تحقيق وتنفيذ هذه الخطط مثل مشروع المبعوث الاممي العربي كوفي عنان.
وذكر انه بحث خلال لقائه المسؤولين في الكويت في كيفية التعاون في تنفيذ هذه المشاريع والخطط بشان الوضع في سوريا مضيفا "اننا نريد تحقيق الخطط كلها ووقف العنف وبدء الحوار الوطني تمهيدا للوفاق الوطني هناك".
وعن الايرانيين ال 48 المخطوفين في سوريا قال قشقاوي ان المخطوفين في سوريا كانوا يزورون مقام السيدة زينب فيها وان اعمارهم لا تتناسب مع كونهم من قوات الحرس الثوري مبينا ان البطاقة الموجودة مع احد المخطوفين هي بطاقة لقضاء الخدمة العسكرية وموجودة لدى كل من يؤدي تلك الخدمة.
واوضح ان بلاده طلبت من بعض الجهات وبخاصة تركيا وقطر السعي الى اطلاق سراح المخطوفين باعتبار ذلك عملا انسانيا نافيا في الوقت نفسه التطرق لهذا الموضوع مع المسؤولين الكويتيين على الرغم من ترحيب بلاده بمساعدة اي دولة لمعالجة هذه القضية. وعن موقف ايران من الازمة السورية افاد بان الموقف الايراني ليس منفصلا عن الموقف الاقليمي والدولي بل ينطبق معهما مضيفا ان بلاده على سبيل المثال دعمت مشروع عنان ذي البنود الستة.
واعرب قشقاوي عن اعتقاده ان تجربة الصراع العسكري الحاصلة في العراق وافغانستان وليبيا ليست طريقة مناسبة لحل الصراع في سوريا لأنها تؤدي الى تدمير البنى التحتية ولا تؤدي الى الاصلاحات.
وقال انه لم يتلق اجابة رسمية من دولة الكويت عن مؤتمر دول عدم الانحياز الذي سيعقد في طهران اواخر الشهر الجاري معربا عن الامل بان تشارك دولة الكويت فيه ممثلة بسمو امير البلاد.
وذكر ان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي سيشارك في اجتماعات اللجنة المشتركة العليا بين البلدين مبينا ان اللجنة ستجتمع بعد مؤتمر دول عدم الانحياز للتنسيق والتباحث حول عدد من القضايا التي تهم البلدين.

وبشأن دعوة المملكة العربية السعودية للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للمشاركة في القمة الاسلامية الطارئة التي ستعقد في مكة المكرمة نهاية شهر رمضان المبارك قال قشقاوي "نرغب بذلك ونرغب بالتواجد وبمشاركة فاعلة في اجتماعات دول مجلس التعاون" مضيفا ان الحكومة ستدرس هذه الدعوة "بنظرة ايجابية" وقد كانت هناك اجتماعات مماثلة في السابق بمشاركة ايرانية.
ووصف قشقاوي لقاءات اللجنة المشتركة العليا بين الكويت وايران والتي تمت على المستوى القانوني بانها كانت جيدة وثمة حاجة الى مزيد من المحادثات في هذا الجانب مؤكدا انها ستستمر وهناك نوايا طيبة وحسنة من الجانبين لمعالجة القضايا المشتركة بين البلدين.
وفي ما يتعلق بمشاركة ايران لحل الازمة السورية اشار الى ان "هناك جهات تمنع التواجد المؤثر لايران لمعالجة القضية السورية" مضيفا "اذا اردنا ان نقرر وجود رئيس دولة او عدم وجوده في السلطة فهذه مخالفة على المستوى الدولي وبرأينا فان اكبر سبب لاراقة الدماء هو الافتقار الى وجود الارادة العملية لتنفيذ مشروع كوفي انان واجتماعات جنيف اضافة الى وجود بعض الجهات التي تريد ان تقرر للشعب السوري بدلا منه".
واضاف "منذ اليوم الاول احترمنا ارادة الشعب السوري ونحن ندعم الاصلاحات وتحقيقها والمهم هو ان تعالج القضية السورية في اطار سوري سوري لا بتدخل اجنبي مباشر وبدعم بعض المتطرفين" موضحا ان "لا احد يشك في ان جزءا من الاجراءات والممارسات والاحداث التي تحصل في سوريا الان تأتي من خارج الحدود ومن بعض الجهات المتطرفة وهناك مقالات اوروبية وامريكية عن سوريا تتحدث عن وجود تنظيم القاعدة وانا لا اقصد كل المعارضة في سوريا".
واكد استعداد بلاده لاستضافة حوار سوري سوري بين الحكومة السورية والمعارضة السورية كاشفا عن "وجود اتصال مع بعض المعارضة السورية في هذا الشأن سواء كان الاجتماع في طهران او اي مكان اخر" ولكن الارادة السياسية لبعض القوى العالمية تريد حسم الموقف بالبندقية لا بالحوار وهو ما ما نراه حاليا بعد نحو 18 شهرا على هذه الاحداث من تدمير وهجوم على البنى التحتية التي هي ملك للشعب السوري".
وبسؤاله عن تباين موقف ايران المؤيد للثورات في بعض الدول العربية وبين الوضع في سوريا اجاب قشقاوي "لم يكن هناك اي تصريح لمسؤول ايراني بخصوص ضرورة تنحي اي رئيس دولة اخرى بل كنا دائما نؤيد الاصلاحات واذا كان لا بد من ديمقراطية فلا بد ان تتسع للجميع" مشيرا الى اننا لا نرفض مسالة الاصلاحات داخل البلدان "وان تغيير الخريطة السياسية الدبلوماسية يجري لصالح الكيان الصهيوني وهذا ما تريده امريكا والدول الاوروبية فجميع السياسيين يعرفون انه بعد تأسيس الكيان الصهيوني لا يريد الامريكيون الاستقرار بالمنطقة".
واشار الى ضرورة "قيام اصلاحات في سوريا وهي ضرورية ولكن الشيىء الذي نؤمن فيه كمبدأ في السياسة الايرانية تجاه سورية هي انها في خط المقاومة وتقف في وجه السياسة التوسعية للكيان الصهيوني ورأينا هذه السياسة خلال حربين في المنطقة ولا يمكن تجاهل هذا الامر وهذا من مبادىء السياسة الايرانية وحن نأسف ان نرى بعض الجهات تسيء الفهم للدافع الايراني في دعمها لسوريا".
اما بخصوص مضيق هرمز فذكر انه جزء من امن المنطقة وايران تؤمن بأمن الجيران ولا يمكن فصل الامن في المنطقة مشددا على ان انعدام الامن في اي دولة بالمنطقة هو بالتأكيد انعدام للامن في دولة اخرى.
ولفت الى "اننا وفق لهذا الاساس ندعم الامن والاستقرار لدول المنطقة وخلال الحرب الايرانية العراقية كان دور ايران كبير في الحفاظ على امن مضيق هرمز والان نحن نتوقع من الجميع ان يشاطرنا في هذا".
واضاف "من خلال علاقتي بالبرلمان الايراني فان الافكار التي تدعو الى اغلاق مضيق هرمز موجودة لدى بعض النواب وهناك افكار تقول ان الامن يجب ان يكون جماعيا وعلى الجميع ان ينعم بالامن وحتى الان ليس هناك قرار ملزم باغلاق مضيق هرمز.. انها مجرد افكار مطروحة وتبحث بشكل جدي ولا اعتقد وقوع اي حرب". (النهاية) س س س / ه ب