A+ A-

مسؤول أممي: بقاء قوات جنوب السودان بمنطقة (أبيي) يهدد بتأجيج التوترات

نيويورك - 8 - 5 (كونا) -- قال مسؤول أممي بارز إن بقاء قوات جنوب السودان بمنطقة (أبيي) المتنازع عليها مع السودان يهدد بتأجيج التوترات في المنطقة.
ودعا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا في إحاطة أمام مجلس الأمن بشأن الوضع في (أبيي) مساء أمس الثلاثاء حكومة جنوب السودان إلى سحب قواتها من منطقة (أبيي).
وأعرب عن قلق المنظمة الأممية البالغ إزاء وجود قوات جنوب السودان في جنوب (أبيي) منذ أكتوبر 2022 بما في ذلك عمليات النشر الإضافية للقوات التابعة لقوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان والتي جرت في أواخر مارس وأوائل أبريل من هذا العام.
وقال لاكروا في هذا الصدد "يشكل هذا الوجود انتهاكا لاتفاق عام 2011 بين السودان وجنوب السودان بشأن (أبيي) وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة" مشيرا بذلك إلى اتفاق 2011 الذي نص على أن تكون أبيي منطقة منزوعة السلاح.
وعلى صعيد متصل وصف لاكروا التقدم السياسي نحو تحديد الوضع النهائي لمنطقة (أبيي) بأنه مازال متعثرا بسبب الصراع في السودان.
وأكد لاكروا أنه "على الرغم من المشاركة الإيجابية التي ظهرت في الأشهر التي سبقت بداية الأزمة فمن المرجح أن يستمر القتال الدائر في التأثير بشكل خطير على فرص إجراء حوار بناء بين البلدين حول هذه المواضيع".
ونبه إلى أنه في خضم تحديات مثل النزاع في السودان والتي أثرت أيضا على العلاقات بين القبائل كانت قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لمنطقة أبيي (يونيسفا) في طليعة الجهود الرامية إلى الحفاظ على المصالحة بما في ذلك العمل مع وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها لتسهيل عقد مؤتمر ما قبل الهجرة بين القبائل.
وفي السياق دان المسؤول الأممي الهجمات التي أدت إلى مقتل اثنين من قوات حفظ السلام في أواخر يناير الماضي مجددا دعوة الأمين العام للمنظمة الدولية للسلطات المعنية بالتحقيق ومحاسبة المسؤولين بما يتماشى مع اتفاقات وضع القوات.
وتطرق إلى الوضع الإنساني في (أبيي) الذي وصفه بالصعب حيث "تواجه المجتمعات المحلية تحديات في الحصول على الخدمات والسلع الأساسية فضلا عن استمرار تدفق النازحين بسبب النزاع في السودان".
وحذر لاكروا من القتال الدائر في السودان وعواقبه على العمليات وإعادة الإمداد لمقر الآلية المشتركة لرصد الحدود والتحقق منها في (كادوقلي) بالسودان حيث أدى إغلاق المجال الجوي إلى توقف الرصد الجوي.
ونبه إلى أنه في ظل الأزمة السودانية التي أدت إلى استمرار حركة النازحين إلى (أبيي) وانعدام الأمن المرتبط بالعنف المستمر بين المجتمعات في المنطقة "فإن دعم سيادة القانون لسكان (أبيي) يظل مهما أكثر من أي وقت مضى".
ولفت المسؤول الأممي إلى أن فريقي الأمم المتحدة في السودان وجنوب السودان وبالتنسيق مع (يونيسفا) واصلا تنفيذ مشاريع برنامج (أبيي) المشترك بهدف المساعدة في تهيئة بيئة مواتية للتعايش السلمي.
وعندما نال جنوب السودان استقلاله عن السودان في 2011 ظل وضع منطقة (أبيي) معلقا ولم تتمكن جوبا والخرطوم منذ ذلك الحين من التوصل لاتفاق يحل النزاع القائم بينهما على هذه المنطقة الغنية بالنفط.
ويشهد السودان منذ أبريل من العام الماضي اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومدن أخرى سقط فيها الآلاف بين قتيل وجريح كما تسببت في فرار الملايين بينهم نحو مليون لجأوا إلى دول مجاورة. (النهاية) ع س ت / ط م ا