A+ A-

التضخم في الولايات المتحدة يتجاوز التوقعات بارتفاع قدره 8ر2 بالمئة في مارس

واشنطن - 26 - 4 (كونا) -- أظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية اليوم الجمعة ارتفاع أحد أبرز مؤشرات قياس التضخم على أساس سنوي في شهر مارس الماضي بمقدار 8ر2 بالمئة متجاوزا توقعات الاقتصاديين.
ووفقا لتقرير نشره مكتب التحليل الاقتصادي التابع للوزارة ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي "باستثناء الغذاء والطاقة بمقدار 8ر2 بالمئة بالمقارنة مع مارس من العام الماضي" مسجلا نسبة أعلى من تقديرات داو جونز التي رجحت ارتفاع الأسعار بالولايات المتحدة بمقدار 7ر2 بالمئة.
وأظهر المؤشر الذي يعتبر واحدا من أهم أدوات قياس التضخم المعتمدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) علامات قليلة على التراجع في شهر مارس على أساس شهري باستثناء شهر فبراير الذي سجلت فيه نسبة الارتفاع ذاتها.
وتعليقا على تلك البيانات قال كبير الاقتصاديين في شركة (نيشن وايد) الأمريكية للتأمين بن آيرز في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) "إننا نتحرك في الاتجاه الخاطئ مجددا فيما يتعلق بمسألة التضخم".
وعلى الرغم من تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة بشكل كبير عن المستويات المرتفعة التي سجلها لعقود من الزمن والتي شهدها صيف عام 2022 فإن التقدم الذي تم إحرازه في العام الماضي لم يستمر حتى عام 2024.
وتؤدي تكاليف السكن والخدمات الشاملة الدور الأكبر في بقاء التضخم بالولايات المتحدة مرتفعا يليها أسعار الوقود.
وجاءت بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي غداة صدور تقرير عن وزارة التجارة أظهر تباطؤا حادا في معدل نمو الناتج المحلي الحقيقي بالولايات المتحدة في الربع الأول من عام 2024 وهو ما انعكس بشدة على بورصة نيويورك حيث تم تسجيل انخفاض حاد بمؤشرات داو جونز الصناعي وناسداك وإس آند بي 500 الرئيسية في الولايات المتحدة وأحدث اضطرابات في سوق السندات الحكومية الأمريكية.
ويشير ثبات معدل الأسعار لشهرين متتاليين وتراجعها البسيط بالمقارنة مع الشهور الماضية إلى أن التضخم لا يزال عنيدا وهو ما يرجح تريث الاحتياطي الفيدرالي في البدء بتخفيض نطاق أسعار الفائدة بعد أن أبقاها في شهر مارس الماضي عند ما بين 25ر5 و 50ر5 نقطة مئوية للمرة الخامسة على التوالي.
يذكر أن البنك المركزي الأمريكي رفع أسعار الفائدة بشكل حاد خلال العامين الماضيين وأقر 11 زيادة عليها لكبح التضخم وتهدئة الاقتصاد وهو ما رفعها في غضون 16 شهرا من ما يقرب من الصفر إلى أكثر من 5 بالمئة في أسرع وتيرة تشديد للسياسة النقدية بالولايات المتحدة منذ ثمانينيات القرن الماضي. (النهاية) ر س ر / ه س ص