A+ A-

جهود (الصندوق الكويتي للتنمية) في العراق.. أداة لمد جسور الصداقة وتعزيز العلاقة بين البلدين

من سالم المذن

(تقرير) الكويت - 3 - 8 (كونا) -- تعكس جهود الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية منذ تأسيسه في عام 1961 بعد نظر عميق وحكمة لدى القيادة السياسية الكويتية إذ أدى دورا بارزا على مدار ستة عقود في خدمة أهداف سياسة البلاد الخارجية ومساعدة الدول العربية ومنها العراق في تنفيذ مشروعات تنموية بغية تحقيق التنمية المستدامة.
ورغم قطع العلاقات بين دولة الكويت والعراق عقب الغزو الغاشم في فجر الثاني من أغسطس 1990 واستمرار - تلك القطيعة - حتى سقوط نظام الحكم في العراق عام 2003 فإن دولة الكويت فتحت صفحة جديدة مع جارتها ومدت يد العون لمساعدة الأشقاء على تجاوز ظروفهم الاستثنائية من خلال (صندوق التنمية) وذلك بمدها بالمنح والمعونات الفنية والقروض الميسرة.
كان للصندوق تعاون ملحوظ مع العراق في السنوات الأخيرة إذ قدم له في الفترة من 2005 إلى 2016 أربع منح بقيمة إجمالية تقارب ال300 مليون دولار أمريكي موزعة على قطاعات مختلفة وشاملة في محافظات العراق تعنى بقطاعات التعليم والصحة والإسكان وأخرى خاصة بإعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية هناك.
شهد عاما 2005 و 2007 تخصيص منحتين من دولة الكويت إلى الجمهورية العراقية عبر صندوق التنمية إحداهما بقيمة 50 مليون دولار والثانية بقيمة 60 مليون دولار وتم تخصيصهما لإعادة إعمار المنشآت الصحية والتعليمية وتم تنفيذ وتشييد الكثير من المدارس النموذجية هناك إضافة إلى مشروعات المياه والصرف الصحي بمدينة الصدر بشرق العراق.
خصصت حكومة دولة الكويت مبلغ 80 مليون دولار أمريكي في عام 2012 لتمويل مشروع إنشاء (مجمع سكني) بديل عن المنازل المتاخمة لخط الحدود بين البلدين في منطقة (أم قصر) تنفيذا لتوصيات فريق الأمم المتحدة بإزالة جميع العوالق على جانبي الحدود وصولا إلى تعزيز العلاقات ودعم الجهود المبذولة في إعادة إعمار العراق.
قدم الصندوق أيضا منحة مالية للجمهورية العراقية عام 2016 بقيمة 100 مليون دولار للإسهام في إعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية في العراق.
وفيما يخص مبادرة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - طيب الله ثراه - خلال مؤتمر المانحين الثالث لدعم اللاجئين السوريين الذي استضافته دولة الكويت عام 2015 فقد تم تخصيص مبلغ 500 مليون دولار أمريكي لهذا الغرض وقام الصندوق بتخصيص مبلغ 100 مليون منها لأغراض عمليات دعم اللاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم في دول الجوار منها العراق.
بلغت حصة الجمهورية العراقية من المبادرة المشار إليها نحو 10 ملايين دولار وخصصت للمساهمة في مشروع تحسين البنى التحتية لمخيمات اللاجئين السوريين في شمال العراق عبر تعاون الصندوق الكويتي للتنمية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للإشراف على أعمال المشروع.
تضمن مشروع البنى التحتية في شمال العراق بناء 1200 مسكن إيواء في مخيم (دوميز 1) إضافة إلى 300 مسكن للإيواء في مخيم (دوميز 2) في محافظة دهوك وإنشاء 150 مسكنا للإيواء وتشييد قنوات مفتوحة بين المخيمين من توريد وتركيب معدات تعمل بالطاقة الشمسية لإنارة الطرق وغيرها من اللوازم المكملة لحياة اللاجئين.
امتدت مساعدات الصندوق الكويتي للتنمية عبر تقديم ثلاثة قروض تنموية للجمهورية العراقية خلال الأعوام 1970 و 1971 و 2018 بقيمة بلغت 100 مليون دولار أمريكي تضمنت مشاريع المحطة الكهرومائية على (سد سامراء) وإنتاج الاسمنت في (سماوة - أم قصر) وإنشاء وتجهيز مدارس.
في إطار تعهد دولة الكويت في مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق والذي عقد في فبراير 2018 تم التوقيع على اتفاقية قرض بين جمهورية العراق والصندوق الكويتي الذي يقدم بمقتضاها قرضا بنحو 80 مليون دولار أمريكي للإسهام في تمويل مشروع إنشاء وتجهيز مدارس في جمهورية العراق.
يستهدف المشروع المقترح الإسهام في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في جمهورية العراق عبر رفع المستوى التعليمي والمهني للطلاب في المرحلتين الابتدائية والثانوية وذلك بتذليل فرص التعليم للطلاب عبر توفير مقاعد دراسية إضافية وبناء مدارس جديدة تسهم في تقليل الاكتظاظ في الدوام المزدوج والثلاثي بالمدارس حاليا إضافة إلى الحد من ظاهرة التسرب التعليمي.
يتضمن المشروع إنشاء حوالي 73 مدرسة تتضمن كل منها ما بين 12 إلى 18 فصلا دراسيا في 15 محافظة بجمهورية العراق وتشمل أعمال المشروع الأعمال المدنية والكهربائية والصحية اللازمة لإنشاء مباني الإدارة والفصول الدراسية والمختبرات وتوفير الخدمات والمرافق الصحية اللازمة للمدارس.
كانت دولة الكويت قبل إنشاء الصندوق تستشعر احتياجات شعوب الدول النامية العربية وغير العربية وازداد هذا الشعور مع اكتشافها النفط وبداية تدفق الخير على شعبها إلا أن ذلك لم يجعلها تنشغل فقط بتنمية اقتصادها دون الاهتمام بالتنمية على صعيد العالم بل أنها كدولة نامية كانت أقرب إلى تفهم واقع شعوب الدول النامية الأخرى ومن هنا صدر قرار تأسيس الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية. (النهاية) س خ م / ه ث / م ص ع