A+ A-

محللون: الولايات المتحدة واضحة في "موقفها المؤيد" لشن إسرائيل هجمات في سوريا

من رونالد بايغنتس (تحليل إخباري) واشنطن - 13 - 2 (كونا) -- قال محللون ان الولايات المتحدة تبعث برسائل "واضحة وقوية" مفادها ان إسرائيل لديها "كل الحق" في المواجهة "الأحادية والوقائية" للتهديدات القادمة من سوريا.
جاء ذلك في تصريحات متفرقة أدلى بها المحللون لوكالة الانباء الكويتية (كونا) تعليقا على إسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة إسرائيلية من طراز (اف 16) وما أعقبه من شن تل أبيب هجمات جوية مكثفة داخل سوريا السبت الماضي.
فمن جانبه قال نيكولاس هيراس وهو زميل في (مركز الامن الأمريكي الجديد) ل(كونا) ان "رغبة إسرائيل في استخدام القوة العسكرية والمشي بدقة في سلم التصعيد اعتمادا على التهديد من القوات الإيرانية وقوات (حزب الله) التي تعمل بنشاط في سوريا لا يتناقض مع استراتيجية فريق ترامب حيال سوريا".
وأضاف هيراس المتخصص في شؤون امن الشرق الأوسط بالمركز أن الحكومة الإسرائيلية وإدارة ترامب تشعران "بقلق كبير" حيال "الجهود التي تبذلها إيران" لتحويل المناطق الخاضعة لسيطرة الرئيس السوري الأسد في غرب سوريا إلى "معسكر كبير" لحزب الله وغيره من الميليشيات "لشن حرب على أراضي إسرائيل نفسها".
وذكر ان فريق ترامب وضع "رؤية واضحة تماما" للسعي الى تقليص جميع نواحي النفوذ الايراني في سوريا مؤكدا ان "القدرات العسكرية الاسرائيلية تمثل جزءا رئيسيا من هذه الاستراتيجية".
وأشار هيراس الى انه "لن يكون هناك خلاف بين الرئيس ترامب والإسرائيليين فيما يتعلق بحرية إسرائيل في العمل في سوريا" مؤكدا في هذا السياق ان الإدارة الامريكية تبعث برسالة "واضحة وقوية" مفادها ان إسرائيل لديها "كل الحق" في "المواجهة الأحادية والوقائية لتهديدات الامن القومي القادمة من سوريا".
بدوره قال المحلل السياسي السوري والناشط في مجال المجتمع المدني إبراهيم الأصيل في تصريح مماثل ل(كونا) ان الوجود الإيراني قرب الحدود الإسرائيلية هو أمر "محل قلق كبير للأمن الإسرائيلي" مضيفا ان "اختراق طائرة إيرانية من دون طيار المجال الجوي الإسرائيلي كان استفزازا واضحا ولم يكن رد الفعل الإسرائيلي القوي عليه مفاجئا".
وأشار الأصيل وهو زميل في (معهد الشرق الأوسط) في واشنطن الى ان الولايات المتحدة "أكدت عزمها كبح الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة ولكنها لم تحدد استراتيجية واضحة للقيام بذلك".
وأضاف ان "إيران زادت من نفوذها على النظام والقوات المسلحة في سوريا" مؤكدا انه "حتى روسيا لا تستطيع الحد من هذا النفوذ".
وذكر ان "الولايات المتحدة قد تحتاج إلى رسم بعض الخطوط الحمراء للأنشطة العسكرية الإيرانية في سوريا" مضيفا "يبدو أن إيران تفكر بشأن خطوتها المقبلة وقد تحول ميليشياتها على الأرض في سوريا باتجاه أهداف إقليمية أخرى بعد نجحت في تأمين أراض واسعة في سوريا ودفع قوات المعارضة السورية بعيدا".
ونبه الأصيل في الوقت نفسه الى ان تلك لن تكون "مهمة سهلة" للولايات المتحدة وانما تتطلب "جهودا دبلوماسية هائلة" من وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون.
من جهته قال الزميل غير المقيم للسياسات الخارجية في (مركز سياسات الشرق الأوسط) التابع لمعهد (بروكينغز) البحثي ومقره واشنطن هادي عمرو ل(كونا) ان "القوات الجوية الإسرائيلية هيمنت على سماء سوريا ولبنان لعقود".
وأضاف "اننا سمعنا من القوات الجوية الإسرائيلية" خلال الأيام الماضية "أنها سيرت آلاف الطلعات الجوية على سوريا خلال العام الماضي وحده" مشيرا الى التوتر القائم منذ فترة بين اسرائيل من جهة ولبنان وسوريا من جهة أخرى.
واكد عمرو انه في الوقت الذي سيزيد فيه "بالتأكيد" حادث اسقاط الطائرة الاسرائيلية في سوريا من التوترات القائمة بين الجانبين "الا انه يجب علينا جميعا أن نأمل أن ينتصر في النهاية أصحاب المواقف العقلانية".
وأضاف "أننا لا نعرف حتى الآن ما إذا كان هذا الحادث سيغير موازين القوى في الأجواء فوق سوريا أو يجعل إسرائيل تتراجع عن تسيير مهمات أخرى".
وفي المقابل قالت الباحثة في شؤون الامن القومي والسياسات الدولية في (مركز التقدم الأمريكي) ومقره واشنطن علياء عوض الله ل(كونا) انه بغض النظر عن إصدار الولايات المتحدة بيانات تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الإيرانية والسورية في مرتفعات (الجولان) الا ان واشنطن "لم ترد على إسقاط الطائرة الإسرائيلية بأسلوب ذي مغزى".
وأضافت عوض الله انه "حتى مع الإعلان عن وجود قوة أمريكية صغيرة في سوريا لمواجهة النفوذ الإيراني فان القوات الأمريكية تركز على شمال شرق سوريا ولا تظهر أي علامة على انخراطها في الجولان".
وأكدت انه رغم إدراك قادة اسرائيل ذلك الا انهم يوجهون ردهم الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يأملون منه أن يعمل على منع ايران وسوريا من اتخاذ خطوات مماثلة في المستقبل.
وأشارت الى ان الولايات المتحدة تجنبت في ان تنخرط في هذه النطاق ولكن إذا وقع المزيد من الحوادث فانه من المتوقع ان تلعب واشنطن "دورا أكثر نشاطا في الوساطة والتخفيف من حدة التوترات لتجنب وقوع ازمة".
وكان وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس اكد في تصريحات صحفية امس الأول الاحد وجود يد لإيران في التطورات العسكرية التي شهدتها سوريا أخيرا.
وقال ماتيس "في كل مكان نجد فيه متاعب في الشرق الأوسط نجد نفس الشيء وراءه.. سواء كان الأمر في اليمن أو بيروت أو في سوريا او العراق تجد دائما انخراط إيران".
وأضاف الوزير الأمريكي "إذا كنت تعيش في المنطقة فلا يوجد شك إزاء ما تقوم به إيران" مشيرا الى انه "إذا كنت في البحرين وقد صادرت الشرطة هناك المتفجرات .. فإنها بوضوح من إيران".
وتابع ماتيس "إذا كنت تلتقط حطام الصواريخ الإيرانية في المملكة العربية السعودية أو كان لديك قوارب متفجرة يتحكم بها عن بعد في البحر الأحمر يمكنك أن ترى أين هي إيران.. إما ان تنتج وسائل القتال أو تقوده فعلا في بعض الحالات" مؤكدا في هذا الاطار وضوح وجود قيادة (فيلق القدس) التابع للحرس الثوري الإيراني في العراق وسوريا.
وأضاف ماتيس ان سوريا تقدم السبيل لايران لتزويد (حزب الله) بالاسلحة "بما في ذلك اسلحة اكثر تطورا" مشيرا الى ان اسرائيل "لها الحق المطلق في الدفاع عن نفسها".
وعلق وزير الدفاع الأمريكي على الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة في سوريا بالقول ان الإسرائيليين "لا ينبغي لهم الانتظار حتى يموت مواطنوهم جراء الهجوم عليهم قبل أن يواجهوا بالفعل هذه المسألة".
وكان الجيش الاسرائيلي أكد السبت الماضي قصف مقاتلاته الحربية 12 هدفا داخل المناطق السورية ردا على إسقاط طائرة اسرائيلية من قبل الدفاعات الجوية السورية.
وجاء ذلك بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي اسقاط طائرة إيرانية بدون طيار انطلقت من سوريا واشارته الى ان مقاتلات إسرائيلية اغارت على أهداف إيرانية داخل سوريا. (النهاية) ر م / م ع ع