A+ A-

رئيس الوزراء العراقي: علاقتنا بالكويت أساسية ونسعى لتمتينها اقتصاديا واجتماعيا

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع الوفد الإعلامي الكويتي
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع الوفد الإعلامي الكويتي

من علاء الهويجل

بغداد - 23 - 1 (كونا) -- وصف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي علاقة بلاده بدولة الكويت بأنها أساسية داعيا إلى تمتينها على جميع الصعد بما فيها الاقتصادي والاجتماعي.
وقال العبادي خلال استقباله مساء أمس الاثنين الوفد الإعلامي الكويتي الذي يزور بغداد حاليا إنه "كان يستشهد دائما بالتحول الكبير في العلاقات الثنائية بين العراق والكويت والتي انتقلت من حالة العداء إبان سيطرة حزب البعث والغزو الصدامي للكويت إلى حالة الأخوة والتقارب حاليا".
وأعرب عن شكره لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لتبني سموه إقامة مؤتمر إعادة إعمار العراق والمزمع عقده في 12 شهر فبراير المقبل في الكويت.
وأوضح أن الموقف الكويتي هذا بعث برسائل مهمة للشعب العراقي مفادها بأن الكويت تقف إلى جانب أشقائها العراقيين ولن تتركهم وحدهم مؤكدا أن حكومته تتمنى ألا يقتصر هذا التطور في العلاقات على الجانب السياسي فقط بل أن يمتد إلى الجوانب الإعلامية والثقافية والشعبية.
وأعرب عن أمله في أن يسهم مؤتمر إعادة الإعمار في تنشيط عملية الاستثمار في العراق خصوصا في قطاعات الإسكان والزراعة والتجارة وغيرها.
ودعا العبادي الشركات الاستثمارية الكويتية إلى دخول الساحة الاستثمارية العراقية لافتا إلى أن حكومته اتخذت عدة إجراءات للحد من الإجراءات البيروقراطية في التعامل مع المستثمرين.
وبين أن الحكومة شكلت لجنة عليا للاستثمار برئاسته لتكون النافذة الوحيدة أمام المستثمر وتغنيهم عن اللجوء إلى أكثر من جهة للحصول على الرخص الاستثمارية.
ورحب العبادي بمقترحات قدمها الوفد الإعلامي الكويتي بمنح تسهيلات معينة في آليات منح الرخص الاستثمارية للشركات المشاركة في مؤتمر إعادة إعمار العراق في الكويت فيما رأى ان المقترح يحتاج الى تشريع نيابي يحدد الآليات والضوابط.
وعلى صعيد آخر رأى العبادي أن ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) لم يكن إلا نتيجة الخلافات الإقليمية في المرحلة السابقة والتي ولدت بيئة محفزة لانطلاقه حتى تمكنت من استدراج الشباب والإيقاع بهم في شراكه".
وأكد أن بلاده نجحت في القضاء على (داعش) عسكريا في كل العراق لكن بقيت عدة خلايا نائمة هنا وهناك وأن حكومته تعمل على ضربها عبر الاستهداف المباشر أو ملاحقتهم في المناطق الصحراوية النائية التي يختبئون فيها أو عن طريق تعزيز التعاون الأمني مع المواطن في نقل المعلومات.
وأشار العبادي إلى أن بلاده لا ترغب في أن يمس الإرهاب أي بلد آخر في المنطقة بما فيها مصر وسورية كاشفا في الوقت نفسه عن أن التنظيم كان يخطط إبان سيطرته على المحافظات الشمالية في العراق للتوغل إلى الجنوب ليجد منفذا من هناك إلى دول الخليج العربي.
وقال إن تنظيم (داعش) منظمة "خطيرة جدا" ولاسيما من الناحية الفكرية "وهم لا يحتاجون سوى لمجموعات ‏صغيرة فقط لإثارة الرعب بين الناس والمجتمعات كما أن جيوش العالم غير قادرة على مواجهة هذا التنظيم الذي برع في في استخدام التكنولوجيا الحديثة وفي الاتصالات كما انهم مدربون وقادرون على ادارة وضعهم الداخلي بحرفية عالية".
وفيما يتعلق بالانتخابات التشريعية في بلاده أكد العبادي أنها ستجري في موعدها المحدد في ال12 من شهر مايو المقبل رغم أن البعض حاول تأجيلها لكن المحكمة الاتحادية رفضت ذلك.
وبخصوص الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات بين أن الدستور لم يضع موعدا ثابتا لإجراءها لذلك يمكن تأجيلها كاشفا عن وجود رغبة لدى البعض بذلك لأن عددا من الكتل السياسية غير قادر برأيه على خوض عمليتين انتخابيتين في آن واحد.
وحول ترشحه للانتخابات وتزعمه لقائمة (النصر) أوضح العبادي أن رؤيته كانت مشابهة لرؤيته لادارة المعركة ضد (داعش) مضيفا "كما نجحنا بتوحيد القوات النظامية التي كانت ضعيفة في البداية مع المتطوعين المتحمسين فاستفدنا من انضباط الجيش وحماس ‏المتطوعين كذلك فكرنا بدخول المتطوع الى جانب السياسي في الانتخابات".
وشدد على أنه لا يرفض التحالف مع أي جهة شريطة الالتزام بالمنهاج الثابت لقائمته الذي يستند على رفض المحاصصة ورفض الطائفية مؤكدا ان الطائفيين سقطوا في نظر الشارع اليوم.
وحذر من محاولات البعض خلال المرحلة المقبلة خلط الحقائق عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي وصفها بالسلاح الذي يمكن ان يستخدمه البعض لأغراض تدميرية.
وأشار العبادي إلى أنه ليس ضد حرية التعبير إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي صارت اليوم بلا ضوابط وبلا محددات داعيا إلى موقف عربي موحد وضاغط على إدارات تلك المواقع لإرغامها على تنظيم عملها لأنها ببساطة أصحبت وسائل ومسببات للقتل.
ولفت إلى أن تنظيم (داعش) استخدم مواقع التواصل الاجتماعي واستدرج من خلالها الشباب وشكل عبرها منظومة إعلامية متكاملة لم تكن مرئية للسياسيين فحولها الى وسيلة لبث وتناقل الشائعات السيئة مبينا انه طلب إجراء دراسة متكاملة لمعرفة حجم الضرر الذي تتسبب به مواقع التواصل الاجتماعي للشباب في المجتمع.
وقال العبادي بخصوص "الحشد الشعبي" إن إقرار "قانون الحشد" سيمكن الدولة من السيطرة على الفصائل المسلحة في بغداد واخضاعها للقوانين الحكومية والعسكرية.
وكشف أن حكومته لم تكن راغبة بسحب السلاح وحصره بيد الدولة في المدة السابقة لأن تهديد (داعش) كان قائما أما الآن فهناك رغبة حقيقية من كل الكتل السياسية بسحب السلاح مبينا "أن المناطق ذات المكون الشيعي التي ينتمي إليها معظم الحشد هي أكثر المناطق رغبة بذلك لانهم لا يريدون سلاحا غير منضبط".
وأشار العبادي إلى أن البعض يريد أن يسرع بحل مسألة الحشد الشعبي إلا أنه لا يريد ‏حركة خارج وحدة البلد ولا تصام وأن الحل قادم بطريقة نوعية وعبر دمج الحشد بالمنظومة الأمنية.
وبخصوص العلاقة مع إقليم كردستان العراق قال العبادي إن حكومته نجحت في تجاوز أزمة الاستفتاء على الانفصال بدون اراقة دماء وهي تعمل اليوم على حل جميع المشاكل العالقة مع الاقليم ومنها مشاكل منذ تسعينيات القرن الماضي.
وعلى الصعيد الاقليمي وعن أهمية الوجود العسكري التركي في العراق قال العبادي إنه "وجود رمزي" مبينا أنه "دعي لزيارة تركيا في إطار عمل ‏اللجنة التنسيقية العليا بين البلدين".
وأشار الى ان الاتراك كانوا يتعاملون بازدواجية في الملف الكردي فكانوا يدعمون اكراد العراق ويتعاملون معهم خارج اطار الحكومة الاتحادية فيما يمنعون حقوق الاكراد الاتراك عندهم حتى جاءت قضية الاستفتاء وشعروا بالتهديد فغيرت وجهة نظر الاتراك نحو التقارب مع بغداد.
ولفت العبادي الى ان هذا لا يعني موقفا سلبيا من حكومته ضد الاكراد العراقيين بل انهم مواطنون في بلدهم لهم حقوق المواطنة وعليهم واجباتها.
واضاف ان الاتراك لهم مخاوف كبيرة من منظمة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق مؤكدا ان بلاده لا تدعم هذه المنظمة ولا تريدها ان تتخذ من الاراضي العراقية منطلقا للاعتداء على تركيا.
ويضم الوفد الكويتي كلا من نائب المدير العام لقطاع التحرير رئيس تحرير وكالة الانباء الكويتية (كونا) سعد العلي وامين سر جمعية الصحافيين الكويتية منسق الزيارة عدنان الراشد والوكيل المساعد للاعلام الخارجي في وزارة الإعلام الكويتي فيصل المتلقم ورئيس تحرير جريدة النهار الدكتور عماد بوخمسين.
كما يضم رئيس تحرير جريدة (كويت تايمز) عبدالرحمن العليان ومن ديوان رئيس الوزراء حسن الصايغ وموفد جريدة (الجريدة) ابراهيم المليفي وموفد صحيفة (القبس) ابراهيم السعيدي وموفد جريدة (الشاهد) محمد العجمي وموفد جريدة (الراي) وليد الهولان والمحرر ب (كونا) فواز اسميران والمصور ب (كونا) مصطفى البدر ومن إدارة الاعلام العربي في قطاع الاعلام الخارجي طلال المشيطي.
ومن المقرر أن ينعقد مؤتمر إعادة إعمار العراق في الفترة من 12 الى 14 فبراير المقبل بمشاركة عدد من الدول المانحة والمنظمات الدولية والإقليمية وسيكون برئاسة خمس جهات هي الاتحاد الاوروبي والعراق والكويت والأمم المتحدة والبنك الدولي. (النهاية) ع ح ه / ن ع ع