أمين الأمم المتحدة: عصر الطاقة النظيفة يغذي عالمنا بالفرص الاقتصادية وبفوائد للبشرية

نيويورك - 22 - 7 (كونا) -- قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الثلاثاء إننا نعيش الآن في عصر الطاقة النظيفة الوفيرة التي تغذي عالمنا بالفرص الاقتصادية وبفوائد جمة للبشرية مشيرا إلى أن عصر الوقود الأحفوري "يتداعى وينهار".
جاء ذلك في كلمة ألقاها غوتيريش تحت عنوان "الفرصة سانحة للتعجيل بعصر الطاقة النظيفة" في مقر الأمم المتحدة حيث قدم عرضا مدعوما بالأدلة لضرورة التحول العادل من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة.
وأضاف غوتيريش أن "مستقبل الطاقة النظيفة لم يعد مجرد وعد بل هو حقيقة واقعة" مشددا على أنه "ليس بإمكان أي حكومة أو صناعة أو مصلحة خاصة أن توقفه".
ولفت إلى أن العام الماضي شهد إنفاق تريليوني دولار على الطاقة النظيفة أي بزيادة قدرها 800 مليار دولار عما أنفق على الوقود الأحفوري وهو ما يمثل زيادة بنسبة 70 بالمئة تقريبا في عشر سنوات.
واستشهد الأمين العام ببيانات أصدرتها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة والتي تظهر أن أكثر من 90 بالمئة من المصادر الجديدة للطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم تنتج الكهرباء بتكلفة أقل من أرخص بدائل الوقود الأحفوري الجديدة.
وأعلن غوتيريش عن إصدار تقرير خاص بدعم من وكالات الأمم المتحدة وشركائها والذي يبين مدى التقدم الذي أحرز خلال العقد الذي انقضى ويسلط الضوء على الفوائد الهائلة والإجراءات اللازمة لتسريع عملية الانتقال العادل للطاقة عالميا.
وأوضح أن جل القدرات الإنتاجية الجديدة للطاقة التي تم بناؤها العام الماضي جاءت من مصادر الطاقة المتجددة مضيفا أن جميع القارات أضافت قدرات طاقة متجددة أكثر مما أضافته من الوقود الأحفوري.
وعزا الأمين العام ذلك إلى ثلاثة أسباب أولها اقتصادات السوق حيث إن الطاقة المتجددة مجدية اقتصاديا مؤكدا أن النمو الاقتصادي لم يعد مرتبطا بارتفاع الانبعاثات.
وأضاف أن السبب الثاني يتمثل في أن مصادر الطاقة المتجددة وجدت لتبقى لأنها أساس أمن الطاقة والسيادة منبها إلى أن "أكبر تهديد لأمن الطاقة اليوم هو الوقود الأحفوري".
ولفت إلى أن السبب الثالث يتمثل في سهولة الوصول إلى مصادر الطاقة المتجددة قائلا إنه يمكن نشر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بشكل أسرع وأرخص وأكثر مرونة من الوقود الأحفوري.
وجدد غوتيريش التأكيد على أن التحول في مجال الطاقة لا سبيل إلى وقفه محذرا من أن أزمة المناخ تزهق الأرواح وتقضي على سبل العيش.
وشدد في هذا الصدد على أن الخطط الوطنية الجديدة للمناخ والمقرر صدورها في غضون أشهر يجب أن تضفي الوضوح واليقين على التحول في مجال الطاقة كما يجب على دول مجموعة ال20 التي تنتج 80 بالمئة من الانبعاثات العالمية أن تقود الطريق.
ودعا غوتيريش إلى بناء "أنظمة طاقة للقرن الحادي والعشرين" بما في ذلك من خلال الاستثمار في شبكات حديثة ومرنة ورقمية وشبكات تخزين الطاقة وشحنها.
وأضاف أن هناك فرصة سانحة لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة بشكل مستدام من خلال الطاقة المتجددة مشددا على أن عصر الطاقة النظيفة "يجب أن يوفر الإنصاف والكرامة والفرص للجميع".
واختتم الأمين العام للأمم المتحدة كلمته بالقول "لدينا الأدوات اللازمة لدفع عجلة المستقبل لصالح البشرية ودعونا نحقق أقصى استفادة منها وهذه فرصتنا التي يتعين ألا نفوتها". (النهاية) ع س ت / م م ج