قادة (آسيان) يجددون التزامهم بمواجهة الاضطرابات في النظام التجاري العالمي

كوالالمبور - 27 - 5 (كونا) -- جدد قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) اليوم الثلاثاء التزامهم المشترك بالتصدي لحالة عدم اليقين المتزايدة التي يشهدها النظام الاقتصادي والتجاري العالمي وذلك في ختام أعمال القمة ال 46 للرابطة التي استضافتها العاصمة الماليزية كوالالمبور على مدى اليومين الماضيين.
وأعرب القادة في بيان ختامي صادر عن وزارة الخارجية الماليزية عن بالغ قلقهم إزاء تزايد الإجراءات الأحادية والانتقامية في التجارة لا سيما الرسوم الجمركية والقيود المفروضة على الاستثمار مشيرين إلى أن تلك السياسات تهدد بتفكيك النظام الاقتصادي العالمي وتلحق أضرارا غير مباشرة باقتصادات الدول الأعضاء.
وشدد البيان على أهمية وقوف دول الرابطة صفا واحدا لحماية الاستقرار الاقتصادي الإقليمي وتعزيز مرونته ونموه المستدام مؤكدا التمسك بالحوار البناء والاحترام المتبادل والامتثال للقانون الدولي وفق المبادئ الأساسية لمعاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا.
كما أعلن القادة عزمهم تسريع تنفيذ اتفاقية إطار الاقتصاد الرقمي وتحديث اتفاقية التجارة في السلع لدعم التكامل الإقليمي وتحقيق بيئة أعمال مستقرة وتنافسية وتعزيز الاستجابة للتحديات الاقتصادية الطارئة.
وفي السياق ذاته أكد البيان تطلع (آسيان) إلى تحديث اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية المعروفة ب (آسيان زائد واحد) واتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة بما يضمن شموليتها ومرونتها وقدرتها على تعزيز التجارة البينية وتقوية سلاسل الإمداد وتوسيع التعاون مع شركاء جدد من بينهم مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
كما كشف القادة عن إطلاق (قوة المهام الجيو-اقتصادية لآسيان) وتكليف الوزراء المعنيين بمراقبة التحديات الاقتصادية العالمية وصياغة استجابة استراتيجية موحدة لمواجهتها.
وأفاد البيان بأن الرابطة ستتخذ تدابير داخلية لدعم صناعاتها وعمالها خاصة الفئات المتضررة من ارتفاع الرسوم مع التأكيد على أهمية التحول الاستراتيجي المبني على الابتكار لضمان التنافسية والشمول.
وعلى الصعيد العالمي شدد القادة على تمسكهم بنظام تجاري متعدد الأطراف يقوم على الشفافية والعدالة وعدم التمييز معربين عن استعدادهم للانخراط البناء مع أعضاء منظمة التجارة العالمية لدفع إصلاحات جوهرية تعزز مصداقية النظام وتزيد قدرته على مواجهة التحديات.
وأوضح البيان أن خطة (مجتمع آسيان الاقتصادي لعام 2025) تدخل مرحلتها النهائية ما يستوجب إطلاق رؤية طموحة لما بعد 2025 تحت عنوان (رؤية مجتمع آسيان 2045) ترتكز على التكامل والمرونة والقدرة الجماعية على مواجهة التحديات.
وجدد القادة تأكيدهم على رؤية (آسيان) لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ كإطار توجيهي لانخراط الرابطة مع شركائها على أساس الانفتاح والشفافية وسيادة القانون.
وشدد قادة (آسيان) على أن وحدة الرابطة ومركزيتها ستظل الأساس في تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في الإقليم معربين عن استعدادهم للتعاون مع جميع الشركاء لبناء نظام تجاري عالمي مرن وشامل وعادل يخدم مصالح الجميع.
وتعد رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تأسست عام 1967 تكتلا إقليميا رئيسيا يضم عشر دول في جنوب شرق آسيا وتواجه تحديات متزايدة في ظل تصاعد النزعات الحمائية وارتفاع وتيرة التوترات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى. (النهاية) ع أ ب / ح م ف