A+ A-

اكاديمي ماليزي..النشاطات الاجتماعية من اهم اسباب اعتناق الصينيين الاسلام بماليزيا

استاذ التاريخ في الجامعة الوطنية الماليزية الدكتور عثمان شوان
استاذ التاريخ في الجامعة الوطنية الماليزية الدكتور عثمان شوان
من عبدالله بوقس كوالالمبور - 4 - 12 (كونا) -- قال اكاديمي ماليزي من اصل صيني ان النشاطات الاجتماعية التي ينظمها المسلمون الصينيون للجاليات الصينية غير المسلمة في ماليزيا لاظهار محاسن الاسلام ومبادئه من اهم اسباب اعتناقهم للاسلام ورغبتهم بالتعرف اليه. واوضح استاذ التاريخ في الجامعة الوطنية الماليزية الدكتور عثمان شوان في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان هنالك نحو 30 الف مسلم في ماليزيا من اصول صينية معتبرا ان هذا العدد غير دقيق لان معظم الماليزيين الصينيين اندمجوا مع عرق الملايو واصبحوا ملايويين خصوصا بعد التزاوج والانجاب. واضاف ان الصينيين في ماليزيا بدأو اعتناق الاسلام بسبب النشاطات الاجتماعية في الاعياد الصينية والاسلامية والتجمعات الاسرية في الاونة الاخيرة مبينا ان تزاوجهم مع المسلمين الملايويين يعد ايضا عاملا مهما في اعتناقهم للدين الاسلامي. وقال ان لدى المسلمين الصينيين في ماليزيا منظمة تدعى المنظمة الماليزية الصينية الاسلامية مهمتها تنظيم تلك النشاطات الاجتماعية وبناء المساجد والقيام بترجمة الكتب الدينية الى اللغة الصينية اضافة الى عدد من النشاطات الدعوية والارشادية. وذكر ان حركة دعوة الصينيين غير المسلمين كانت مقيدة قبل استقلال البلاد عام 1957 مضيفا ان عدد الصينيين المسلمين قبل الاستعمار كان اربعة اشخاص فقط اما في السنوات الاخيرة فان الاحصاءات تظهر ان هناك نحو اربعة الاف صيني يعتنقون الاسلام سنويا في ماليزيا. واعتبر ان الوحدة الوطنية التي تدعو اليها الحكومة الماليزية اوجدت للمسلمين الصينيين مدخلا سهلا الى قلوب الصينيين غير المسلمين في ماليزيا مبينا انه بمجرد معرفة الصينيين أن الدين الاسلامي يحرم لعب القمار وشرب الخمر ويبيين اضرارهما بطريقة عصرية فان ذلك يجذبهم بشكل كبير للتعمق في هذا الدين. وقال شوان "ان معظم الصينيين المعتنقين للدين الاسلامي في السنوات الاخيرة من الشباب والاجيال الصاعدة مابين سن 19 الى 25 وذلك لبعدهم عن ديانتهم الاصلية وبدئهم في الانخراط مع الحياة الغربية" داعيا الى انتهاز ذلك لجذبهم والتأثير عليهم من خلال النشاطات الاجتماعية. وقال انه ليس هناك داع لبناء مسجد بتصميم صيني كما طالب مسلمو ولاية ملاكا اخيرا في بناء مسجد خاص بهم بتصميم هندسي صيني والذي اوقع اشكالا كبيرا في الوسط الديني بماليزيا حيث رفضت وزراة الشؤون الدينية بناء مثل هذا المسجد وفق تصميم صيني. واعرب عن دعمه لموقف الحكومة الماليزية في ان تصميم مسجد على الهندسة العمرانية الصينية وتسميته بمسجد الصين يعتبر نوعا من العنصرية التي تنافي تعاليم العقيدة الاسلامية مضيفا ان في ذلك عزلا للمجتمع الصيني في ماليزيا عن غيرهم من المسلمين. يذكر ان ماليزيا تضم ثلاثة اعراق اساسية هي المجتمع الملايوي ويمثلون 65 في المئة من سكانها والمجتمع الصيني ويمثلون 25 في المئة من سكانها والمجتمع الهندي ويمثلون 10 في المئة من سكانها وتحاول الحكومة الماليزية جاهدة توحيد صفوف تلك الاعراق للتقليل من شان العنصرية العرقية في البلاد. وتظهر المصادر التاريخية ان الصينيين استوطنوا ماليزيا بعدما ارسلت أميرة من سلالة صينية الى مملكة ملاكا الماليزية لتتم مراسم عرسها على احد سلاطين مملكة ملاكا في القرن الرابع عشر حيث كانت معبر العلاقات التجارية بين مملكة ملاكا وامبراطورية الصين.
وفي اثناء الاستعمار البريطاني لماليزيا استقطب المستعمرون اعدادا كبيرة من العمال الصينيين لأعمال البناء والنقل والصناعة ومع مر السنين وجدت الجالية الصينية طريقها للتكيف والانسجام مع الماليزيين بالرغم من ارتباطهم القوي بثقافتهم وعاداتهم الاصلية حتى اصبحوا تجارا يمثلون اغلبية الاثرياء ورجال الاعمال في ماليزيا.(النهاية) ع ا ب / ع ب د كونا040911 جمت ديس 09