A+ A-

مصر تؤكد ضرورة العمل بشكل جاد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي طويل المدى للأراضي الفلسطينية

وزير الخارجية المصري سامح شكري في الاجتماع الوزاري التنسيقي
وزير الخارجية المصري سامح شكري في الاجتماع الوزاري التنسيقي
القاهرة - 29 - 4 (كونا) -— أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم الاثنين ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل جاد للعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي طويل المدى للأراضي الفلسطينية ودعم أبناء الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقهم المشروعة غير القابلة للتصرف.
جاء ذلك في كلمة لشكري في الاجتماع الوزاري التنسيقي لعدد من الدول العربية والأوروبية وجامعة الدول العربية لبحث التحركات اللازمة لدعم جهود تنفيذ حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية وذلك على هامش مشاركته في اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي النعقدة في (الرياض).
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن شكري أكد أن الظرف الدقيق الراهن الذي تمر به القضية الفلسطينية في ظل حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة وتزايد التوتر في الضفة الغربية يحتم على الأطراف الدولية الاضطلاع بمسؤولياتها القانونية والإنسانية لإيجاد الأفق السياسي الجاد لإرساء حل الدولتين والسلام العادل والشامل في المنطقة.
ودعا شكري إلى ضرورة قيام الأطراف الدولية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية مؤكدا أن استمرار الوضع القائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة من شأنه ألا يسفر سوى عن تزايد دوائر العنف المفرغة وأن خيار السلام هو الأكثر ملائمة.
من جهة اخرى أكد شكري في لقاء مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون على هامش المنتدى الاقتصادي أهمية تعزيز الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإنفاذ العضوية الكاملة لها في الأمم المتحدة باعتبارها خطوة في الاتجاه الصحيح لتعزيز حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
وشدد شكري على أهمية التحرك الدولي لتحقيق الإيقاف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة بالتوازي مع الدفع نحو إعادة تفعيل حل الدولتين داعيا الدول التي أعلنت نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية لاتخاذ هذه الخطوة لما في ذلك من تعزيز لفرص التسوية النهائية للقضية الفلسطينية بما يعود بالاستقرار على شعوب منطقة الشرق الاوسط.
وحذر مجددا من تبعات استمرار الحرب في غزة ومخاطر اتساع رقعة الصراع بالمنطقة مشيرا إلى التصعيد الحالي في الضفة الغربية وجنوب لبنان ومنطقة البحر الأحمر.
وأشار إلى أهمية "الدور البريطاني المأمول للضغط على الاحتلال الاسرائيلي لمنع أية تحركات لشن هجوم عسكري بري على مدينة (رفح) جنوب قطاع غزة لما سيمثله من نقطة تحول في الصراع".
ورحب شكري "بقرار بريطانيا فرض عقوبات على بعض المستوطنين ممن ثبت تورطهم في أعمال عنف ضد الفلسطينيين في رسالة مفادها تأكيد الرفض الدولي لمثل هذه الانتهاكات التي لن تفضي إلا لمزيد من التصعيد واتساع دائرة الصراع".
وأضاف ان المباحثات تناولت كذلك تعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة مشيرا الى اتفاق الوزيرين على أهمية استثمار الزخم الخاص بالقضية الفلسطينية حاليا لإعادة إطلاق عملية سياسية فعالة للتسوية السياسية الشاملة للقضية استنادا على حل الدولتين.
ومن جانبه ثمن كاميرون الدور المحوري الذي تقوم به مصر في إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى داخل قطاع غزة فضلا عن جهودها الحثيثة لتحقيق الوساطة بين حركة (حماس) والاحتلال الإسرائيلي لإيقاف الحرب وإعادة إحياء المسار السياسي للتسوية الشاملة للقضية الفلسطينية.
وأطلع كاميرون نظيره المصري على نتائج زيارته الأخيرة إلى (تل أبيب) و(رام الله) مؤكدا دعمه لرئيس الوزراء الفلسطيني الجديد وعدم الفصل بين الضفة الغربية وغزة في أية ترتيبات مستقبلية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وتبادل الوزيران التقييمات حول نتائج التحركات السياسية والدبلوماسية الرامية "لحلحلة الوضع المتأزم في قطاع غزة".
وفي سياق متصل عقد شكري لقاء مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه ناقشا فيه التطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة ارتباطا بالحرب في قطاع غزة وما يرتبط بها من تصعيد في الضفة الغربية ولبنان والبحر الأحمر.
وقالت الخارجية المصرية في بيان منفصل إن الوزيران تناولا التحركات الدولية الهادفة لتحقيق إنفراجة في الوضع المحتدم في القطاع فضلا عن التشاور حول عدد من المبادرات المطروحة لإنهاء الأزمة وتحقيق الإيقاف الفوري لإطلاق النار وتبادل المحتجزين والأسرى وتعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع بما في ذلك مشروع القرار الفرنسي المطروح أمام مجلس الأمن.
وشدد الوزيران على الرفض المطلق لأية إجراءات أو سياسات تهدف لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم بما يمثل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني ويزيد من خطر تأجيج التصعيد الإقليمي وأهمية تفعيل حل الدولتين كأساس للتسوية الشاملة للقضية الفلسطينية باعتباره الملاذ الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف البيان أن المناقشات تطرقت أيضا إلى التصعيد الخطير الذي تشهده الحدود اللبنانية مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد وزير خارجية فرنسا انخراط بلاده في جهود التهدئة لتجنب اتساع نطاق التصعيد واندلاع حرب جديدة في لبنان.
كما تشارك الجانبان بحسب البيان القلق تجاه ما تشهده الضفة الغربية من تصاعد لعنف المستوطنين تجاه الفلسطينيين مع التأكيد على أهمية تجنب أي إجراء من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد يخرج عن السيطرة في القدس والضفة الغربية. (النهاية) ا س م / م ع ح ع