A+ A-

ذكرى افتتاح أول مدرسية نظامية في دولة الكويت يصادف يوم غد السبت

ذكرى افتتاح أول مدرسية نظامية في دولة الكويت يصادف يوم غد السبت من خالد الزيد الكويت 21 12 (كونا) -- يصادف يوم غد السبت افتتاح أول مدرسية نظامية في دولة الكويت والتي سميت باسم "المدرسة المباركية " تيمنا باسم حاكم الكويت الراحل الشيخ مبارك الصباح.
وقد وجد التعليم سبيله فى الكويت عن طريقين وهما المساجد حيث اتخذت مساجد الكويت كحلقات للوعظ والاحاديث التي يعقدها علماء الدين الذين سعوا الى تعليم الناس أصول الدين وتعليم الصبيان الكتابة والقراءة ومبادىء الحساب.
وكانت الكتاتيب التى انتشرت في مختلف أنحاء الكويت السبيل الثانى للتعليم حيث قامت بتعليم أبناء الكويت الكتابة والقراءة والحساب وقراءة القرآن وكان يقوم بدور المعلم " الملا أو المطوع ".
وفكر أهل الكويت بانشاء مدرسة نظامية على النمط الحديث اذ باشر الشيخ يوسف بن عيسى القناعي بجمع التبرعات بمشاركة غالبية تجار الكويت واستطاع ان يجمع ثمانين الف روبية وكان هذا المبلغ الكبير هو الدافع الاول للبدء في تشييد المدرسة المقترحة التي بوشر في بناءها عام 1911 تحت أشراف الشيخ يوسف بن عيسى القناعي.
وفي 22 ديسمبر عام 1911 افتتحت المدرسة المباركية التي شيدت بأموال المواطنين وتبرعاتهم فكانت أهلية في تنفيذها وفي تدعيمها بالاموال وبالمشاركة في عمليات البناء والتأسيس.(يتبع) لار0012 4 0219 /كوناحخس56 تربية/كويت/مباركية/تقرير1 ذكرى افتتاح أول مدرسية نظامية في دولة الكويت يصادف يوم غد السبت الكويت - وتم تعيين الشيخ يوسف القناعي مديرا للمدرسة المباركية وعين كذلك مجلس مالي للمدرسة بالاضافة إلى تعيين مديرا للمدرسة هو السيد عمر عاصم الازميري الذي مكث في المدرسة الى عام 1937 عندما أحيل إلى التقاعد بسبب التغيرات التي طرأت على برامج التعليم.
يذكر أنه قبل افتتاح المدرسة والتحاق الطلبة بها شهدت الكويت اجتماعات ونقاشات عديدة لتبادل الافكار والاراء حول سلبيات وايجابيات النظام التعليمي الجديد بين سكانها الذين كان بعضهم مؤيدا للنظام الجديد والبعض الاخر متحفظا عليه.
وبعد الافتتاح التحق الطلبة بالمدرسة اذ بلغ عددهم في السنة الاولى 254 طالبا ثم زاد العدد في السنة التالية ليبلغ 346 طالبا.
ومن اشهر المعلمين الذين درسوا في المباركية الشيخ حافظ وهبة المصري والشيخ عبدالعزيز بن حمد المبارك الاحسائي والشيخ نجم الدين الهندي وعبدالرحمن العسعوسي والسيد عبدالقادر البغدادي والشيخ محمود الهيتي والشيخ محمد نوري والشيخ احمد بن خميس الخلف والشيخ عبدالله النوري والاستاذ محمود شوقي الايوبي والشيخ عبدالعزيز احمد الرشيد وعبد الملك بن صالح المبيض الذي اشتهر في تعليم الحساب.
واختلف المنهج الدراسي في المدرسة المباركية عنه في معظم الكتاتيب اذ اعتمد المنهج الجديد على خطة دراسية موضوعية سايرت اهداف وظروف الحياة التي كان يعيشها الكويتيون بينما لم يكن للمنهج القديم خطة دراسية واضحة المعالم.(يتبع) لار0013 4 0273 /كوناحخس57 تربية/كويت/مباركية/تقرير2 ذكرى افتتاح أول مدرسية نظامية في دولة الكويت يصادف يوم غد السبت الكويت - وكانت المدرسة المباركية مكونة من خمسة أقسام تشعب القسم الدراسي الاول إلى أربعة شعب تنوعت فيها الدارسة وهي المرحلة التمهيدية من الدراسة وبعد أن ينتهي القسم الاول ينتقل القسم الثاني ثم الثالث ثم الرابع إلى أن يصل القسم الخامس الذي يبلغ طلبته من تسعة إلى عشرة طلاب وهو عدد قليل لان الطلبة كانوا يتركون الدراسة ليشتركون مع ابائهم في التجارة والكسب والذهاب إلى البحر.
وكان لكل قسم أو شعبة مدرس خاص إلا القسمين الرابع والخامس فان مدرسيها يتبادلان الفصل ولا يوجد كذلك نجاح أو رسوب أو امتحان سنوي إنما يتم انتقال الطالب إلى قسم جديد يعتمد على رضا مدرس الفصل عن التلميذ بأنه ارتفع عن مستوى زملائه التلامذة.
ومن المواد التي تدرس في المدرسة المباركية القرآن والتفسير والفقه والتجويد واللغة العربية من املاء وقواعد وخط والعروض والمحفوظات والتاريخ الاسلامي والعربي الذي حرص الطلبة على التعرف على حياة أبطال الامة الاسلامية ومراحل تطور الدول الاسلامية.
كما درس في المباركية الحساب الذي جاءت أهميته لارتباطه بحسابات الغوص والسفر وتوزيع الانصبة على العاملين فيها اضافة الى الجغرافيا التي احتوى منهجها على بعض المعلومات الجغرافية عن مختلف الاقطار المجاورة ومبادىء الهندسة.
وكانت السنة الدراسية في المدرسة المباركية كلها دراسة فلا يوجد فيها عطلة سنوية وانما هناك عطلة ربيعية تسمى "الكشته" مدتها 15 يوما وذلك تمشيا مع عادة أهل الكويت في الخروج الى البر في هذا الفصل من فصول السنة بالاضافة الى العطل الرسمية كالاعياد والمناسبات الدينية.
وعانت المدرسة المباركية من تسرب الطلبة خاصة في موسم صيد اللؤلؤ في يونيو فيذهب الكثير من الطلبة مع ابائهم الى البحر ويعودون مع انتهاء الموسم مما يسبب ارباك لعملية التدريس.(يتبع) لار0014 4 0206 /كوناحخس58 تربية/كويت/مباركية/تقرير3 ذكرى افتتاح أول مدرسية نظامية في دولة الكويت يصادف يوم غد السبت الكويت - لقد لعبت المدرسة المباركية دورا كبيرا في تثقيف أبناء الكويت وتعليمهم وكانت مركزا ثقافيا وعلميا واجتماعيا لاهل الكويت كافة وتخرج منها الكثير من طلبة العلم.
يذكر أن المدرسة المباركية لم تكن لتدريس الطلبة فقط بل كانت المنتدى الذي يجتمع فيه أهل الكويت فيستمعون لنصائح الناصحين ووعظ الوعاظ وارشاد المرشدين واقامة الندوات التي يتسامر بها الادباء والشعراء وتعقد بالمدرسة كذلك الاحتفالات مثل ذكرى المولد النبوي وذكرى الاسراء والمعراج.
وبانشاء المدرسة المباركية بدأت مرحلة جديدة في التعليم المنظم استمر حتى عام 1921 حيث افتتحت المدرسة (الاحمدية) في عهد المغفور له الشيخ احمد الجابر الصباح لمواجهة الزيادة المستمرة في الرغبة بالتعلم.
واستمر التعليم قاصرا على هاتين المدرستين الى جانب الكتاتيب الاهلية حتى عام 1936 الذي يعتبر البداية الحقيقية للتعليم النظامي حيث اصبحت الدولة هي المسؤولة عن التعليم والاشراف والانفاق عليه وتحقيقا لذلك أنشأت مجلسا للمعارف يتولى إدارة التعليم برئاسة الشيخ عبدالله الجابر الصباح وعضوية نخبة من العقول النابغة في ذلك الوقت.
وشهدت دولة الكويت تغيرا وتقدما في الخمسينيات في كثير من المجالات وكان أبرزها المجال التربوي اذ اهتم رجال التربية في الكويت بتطوير التربية والتعليم.
(يتبع) لار0015 4 0258 /كوناحخس59 تربية/كويت/مباركية/تقرير4-واخيرة ذكرى افتتاح أول مدرسية نظامية في دولة الكويت يصادف يوم غد السبت الكويت - وحرص سمو أمير البلاد الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح عند توليه سدة الحكم في دولة الكويت أن يولي جل اهتمامه للتربية والتعليم ومما قاله في شهر فبراير عام 1978 ان "عملية بناء الدولة الحديثة يجب أن تواكبها عملية بناء الانسان الكويتي لمواجهة تحديات العصر" وكذلك قول سموه ان "وطننا يتطلع الى جيل جديد مؤمن بربه ووطنه يعكف على التزود بالعلوم والمعرفة والتقنية".
وتحقيقا لهذا التوجه تقوم وزارة التربية في تعزيز مقومات نظام التعليم بعناصره ومستوياته وقنوات اتصاله.
ومع امتداد الحركة العمرانية في البلاد واكتمال مؤسسات الدولة الحديثة أنشأت الحكومة الكويتية العديد من المدارس لجميع المستويات اضافة الى انشاء جامعة الكويت والمراكز التدريبية المتخصصة والمدارس الفنية المتخصصة.
وبعد هذه المسيرة الطويلة في تطوير التعليم في الكويت جاء ما لم يكن في الحسبان ليدمر ويسلب وينهب ويحرق كل ما تم تعميره ابان العدوان العراقي الاثم في الثاني من أغسطس 1990 الذي قلب هذا الصرح التعليمي رأسا على عقب اذ شلت جميع المراكز التعليمية في الكويت وأصيبت المباني التعليمية بالدمار وأتلفت محطات التكييف والكهرباء والماء وكذلك تم أتلاف وسرقة جميع المختبرات والورش والمكتبات والصالات والفصول ومرافق الخدمات.
وبالرغم من كل الالام والجراح التي خلفها الغزاة وراءهم فقد توجه الطلاب إلى مدارسهم في بداية العام الدراسي وبينهم طلاب وطالبات مازال اباوءهم أو أمهاتهم في سجون النظام العراقي.
وأشعل سمو أمير البلاد الشيخ جابر الاحمد الصباح في 28 أغسطس 1991 شعلة العلم وطالب أبناءه وبناته بالجد والاجتهاد وتحصيل العلم لبناء كويت المستقبل.(النهاية) خ ز / ع ط / ز ع ب كونا210921 جمت ديس 01