A+ A-

من التغير المناخي إلى النمو السكاني.. استجلاء تحديات الأمن الغذائي المعاصرة

ملايين الأطفال حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي
ملايين الأطفال حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي

تقرير تم إعداده بتقنية الذكاء الاصطناعي

الكويت - 9 - 9 (كونا) -- يواجه العالم اليوم تحديات كبيرة تؤدي إلى ضعف الأمن الغذائي في العديد من المناطق مما يؤدي إلى آثار سلبية شديدة قد تتفاقم وتدفع بالمجتمعات إلى الهلاك.
وكشف تقرير للأمم المتحدة في يوليو الماضي أن 122 مليون شخص إضافي وقعوا في براثن الجوع منذ عام 2019 بسبب الأزمات المتعددة.
وتظهر أحدث الأبحاث أن نحو 735 مليون شخص يواجهون الجوع حاليا مقارنة بـ 613 مليونا في عام 2019.
وهناك العديد من العوامل التي تؤثر على الأمن الغذائي بما في ذلك تغير المناخ والتصحر والصراعات والفقر ومشكلات البنية التحتية والتوزيع.
كما تؤثر الزيادة السكانية على طلب الغذاء الذي يسبب ضغطا على الموارد الطبيعية.
وفي السنوات الأخيرة أصبحت مشكلة الأمن الغذائي أكثر وضوحا حيث تؤدي الظروف المناخية المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات إلى خسائر في المحاصيل وزيادة أسعار الغذاء في بعض المناطق. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تؤدي الصراعات والاضطرابات السياسية إلى نقص في الغذاء وصعوبة في التوزيع.
ويمكن أن يؤدي انعدام الأمن الغذائي إلى العديد من الأثار السلبية على الأفراد والمجتمعات ومنها سوء التغذية التي تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة بسبب نقص الفيتامينات والمعادن الضرورية وضعف المناعة.
كما يشير (تحالف الوجبات المدرسية) إلى إن الملايين من أطفال المدارس الأفارقة غير قادرين على التعلم بسبب الجوع.
فانعدام الأمن الغذائي يؤثر على التعليم والتركيز وبالتالي تقليل الانتاجية الاقتصادية الذي سيترتب عليه الفقر المدقع والنزاعات والصراعات.
وقد يتسبب انعدام الأمن الغذائي كذلك بالهجرة حيث يضطر الأشخاص لمغادرة منازلهم بحثا عن مناطق أخرى بها موارد غذائية أكثر.
ويبذل المجتمع الدولي جهودا حثيثة لتعزيز الأمن الغذائي منها (برامج الأغذية العالمية) والمبادرات الزراعية مثل تحسين سلالات النباتات لزيادة الإنتاجية.
ومن ضمن الجهود التي يبذها المجتمع الدولي الاستثمار في البحث والتطوير لزيادة الإنتاج الغذائي وتعزيز التجارة الدولية من خلال إزالة الحواجز التجارية.
كما يتولى المجتمع الدولي توعية الرأي العام حول أهمية الأمن الغذائي وكيفية دعمه إضافة إلى التعاون مع المنظمات غير الحكومية التي تعمل في ميدان الأمن الغذائي لتعزيز الجهود المشتركة.
وتحتاج هذه الجهود إلى تعاون دولي واستراتيجيات مستدامة لضمان الأمن الغذائي للجميع حيث هناك الكثير من التحديات التي لا تزال تحتاج إلى حلول جذرية ومستدامة.
وتؤكد دولة الكويت دعمها الدائم لجميع الجهود المبذولة من قبل جميع الجهات المعنية في التصدي للأزمة الغذائية ووضع أسس حلول مستدامة لها. وتتبنى الكويت استراتيجيات متعددة لتعزيز منظومة الأمن الغذائي مثل تطوير المستودعات والتخزين الاستراتيجي واستخدام التكنولوجيا في الزراعة المحلية مثل الزراعة المائية والزراعة في الأماكن المغلقة لزيادة الإنتاج.
كما عكفت الكويت على التعاون الإقليمي مع دول مجلس التعاون الخليجي ودول أخرى لتعزيز الأمن الغذائي في المنطقة بجانب تنفيذ حملات توعية كبيرة للمواطنين حول أهمية الأمن الغذائي وتقليل الاسراف والتشجيع على الزراعة المنزلية.
وعلى خطى الاكتفاء الغذائي نشرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) في الرابع من سبتمر الجاري تقريرا مصورا للجيش الكويتي حول إنشاء محمية زراعية في البلاد في تجربة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأغذية.
وتقدر مساحة المحمية بمليون متر مربع في خطوة إيجابية نحو توفير المنتجات الغذائية وتحقيق الأمن الغذائي والعمل على تقليل الاعتماد على الاستيراد وذلك في إطار استراتيجية الكويت لتحقيق الأمن الغذائي التي تعتمد على عدد من المبادرات والركائز.
وتنتج المزرعة العديد من الأصناف الزراعية ومنها زراعة القمح كتجربة فريدة من نوعها حيث يعد من أصعب الزراعات.
وعن الدور الإعلامي ومعالجته لقضايا الأمن الغذائي فإن درجة التغطية والتركيز تختلف باختلاف البلد والوضع الاجتماعي فيه.
ويميل الإعلام إلى تغطية الموضوع بشكل أكبر في السياقات حيث يوجد تهديد مباشر للأمن الغذائي مثل المجاعات أو الأزمات الاقتصادية.
كما يكون الأمن الغذائي موضوعا رئيسيا في الأخبار والبرامج التوعوية بالدول التي تواجه مشكلات مستمرة مثل نقص الغذاء أو التلوث الغذائي.
علاوة على ذلك يمكن للأحداث الكبرى مثل التغير المناخي أو الأوبئة أن تسلط الضوء على قضايا الأمن الغذائي من خلال التأثير المحتمل على سلاسل الإمداد الغذائي.
ويتناول الإعلام الدولي قضايا الأمن الغذائي من خلال عدة جوانب منها (توعية الجمهور) و(تقديم الأخبار والتحقيقات) و(التركيز على السياسات الحكومية) و(نقاشات ومقابلات) و(تقديم قصص نجاح).
وعموما يؤدي الإعلام دورا حيويا في توعية المجتمع الدولي بأهمية الأمن الغذائي وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذه التحديات.
الأمن الغذائي هو موضوع حيوي ومعقد يتطلب التعاون الدولي بين جميع أطراف المجتمعات بمن فيهم الإعلاميون والمؤثرون لتعزيز الوعي حول هذه القضية والعمل نحو حلول فعالة.
وإذا ظلت الاتجاهات على ما هي عليه فلن يتم تحقيق هدف التنمية المستدامة المتمثل في القضاء على الجوع بحلول عام 2030.
ولسوء الحظ لا تزال هناك تفاوتات مكانية تؤثر على الأمن الغذائي ومازال العالم يسير في الاتجاه الخاطئ إذ إن المسببات السلبية تتفاقم ولم يعد يفصلنا سوى أقل من عقد واحد من الزمن عن بلوغ عام 2030.
ومازال تحقيق هدف القضاء على جميع أشكال سوء التغذية يمثل تحديا كبيرا يتطلب التفكير في استراتيجيات شاملة تشمل البحث الزراعي والتخطيط الحضري والسياسات المالية والتعليم.(النهاية) مراجعة / مريم الزنكي