A+ A-

نيل هاربيسون .. إنسان سخر الآلة والتكنولوجيا لتجربة حياتية أفضل

نيل هاربيسون
نيل هاربيسون
الكويت - 23 - 5 (كونا) -- تعكس حالة نيل هاربيسون وهو أول (إنسان آلي - سايبورغ) معترف به عالميا أهمية التكنولوجيا حين تسخيرها لمصلحة الإنسان ومساعدته على الحياة والمعيشة بشكل أفضل.
ويعاني هاربيسون من حالة مرضية نادرة في عمى الألوان منذ ولادته في إسبانيا تجعله يرى الأشياء حوله بالأبيض والأسود وهو ما دفعه إلى البحث عن الحلول لإدراك الألوان على طبيعتها وتمييزها عبر تقنية مبتكرة تمكنه من "سماع الألوان لا رؤيتها".
وتحدث هاربيسون خلال مشاركته في مؤتمر (قمة الرؤساء التنفيذيين لتكنولوجيا المعلومات) بنسخته الثانية والذي ينظمه الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات تحت شعار (تمكين قادة الاقتصاد الرقمي) عن تجربته الاستثنائية التي يعايشها يوميا باستخدام الحاسة الجديدة.
وقال هاربيسون البالغ من العمر 40 عاما في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "إنني أول (سايبورغ) في العالم.. وهو مصطلح حديث يعني الإنسان الذي يستعين بتقنية إلكترونية تثبت بشكل دائم في جسمه لتعويض بعض الوظائف الحيوية التي يفتقر إليها".
وأضاف أنه استخدم شريحة الكترونية مزروعة في آخر رأسه تجعله قادرا على تلقي المعلومات من خلال (هوائي) يتدلى من قمة الرأس إلى الجبهة لمساعدته على ترجمة الألوان بعد استشعارها إلى موجات صوتية مميزة ونغمات متباينة الترددات يمكن سماعها في دماغه.
وأوضح أن مرحلة تعلم الألوان كانت من خلال الموجات الصوتية التي يرسلها الجهاز إليه ضمن ترددات ونغمات محددة يصدرها كل لون متابعا "ولا أخفيك بأن دماغي رفض تقبل هذه الموجات إلا أنني كنت متمسكا بالاستفادة من التقنية حتى بدأت التأقلم ضمن فترة ليست بقليلة".
وذكر أن هذه التكنولوجيا عززت قدرته على تحويل الألوان سمعيا إلى إشارات صوتية (موسيقى) ترسل للدماغ عبر الهوائي مضيفا أنه أصبح بإمكانه سماع الألوان لا رؤيتها بعد مشروع تقني مع علماء في الحاسوب بدأ عام 2004.
وأفاد بأن الشعور بالألوان ما دون الأحمر إلى فوق البنفسجي يكون من خلال اهتزازات في الرأس تتحول إلى أصوات "فأنا قادر على سماع الألوان وأصبح دماغي مبرمجا على تفسير التركيبة بين اللون والصوت".
وشارك في القمة التي انطلقت امس الاثنين أكثر من 150 من أبرز قادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البلاد ورواد الحكومة الرقمية والهيئات التنظيمية والهيئات الرقمية تحت رعاية الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات وتنظيم شركة (آي.دي.سي) للأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا.
وسلطت القمة الضوء على دور (الجهاز المركزي) بدفع مؤسسات الدولة نحو الاقتصاد الرقمي وتحفيز رحلة التحول الرقمي واستعرضت الوضع الحالي للاقتصاد الرقمي وتقييم تأثيره المستمر على المواطنين والعملاء والموظفين والمؤسسات ومعالجة التحديات الرئيسية التي يجب التغلب عليها وتحديد أفضل الممارسات والاستراتيجيات التي أثبتت جدواها لدفع النجاح في المستقبل من خلال أوراق عمل قدمها متخصصون من القطاع الخاص في مجال تكنولوجيا المعلومات. (النهاية) ع خ / م ج ب / ا ع س