تحقيق صحفي من أحمد الفريج
نيويورك – 24 - 11 (كونا) -– مازال مسرح (برودواي) النيويوركي الشهير يتربع منذ ثلاثة قرون على صدارة الصناعة المسرحية رغم المنافسة التي تواجهها الحركة المسرحية من وسائل الترفيه الأخرى وارتفاع تكاليف الإنتاج المسرحي وأجور الممثلين والموسيقيين وندرة النصوص وتراجع الابداع المسرحي.
وعرض على خشبة مسرح برودواي حتى الآن حوالي 41 عرضا مسرحيا احترافيا تصدرت المسارح التجارية الناطقة باللغة الإنجليزية في العالم.
ويضم المسرح 500 مقعد او اكثر ويشمل فرقة موسيقية حية في منطقة المسارح ومركز لينكولن الممتد على شارع برودواي وسط ضاحية منهاتن في مدينة نيويورك.
ووفقا لرابطة مسارح (برودواي) فقد بلغ مجموع الحضور للموسم المسرحي الحالي 2016-2017 اكثر من 2ر13 مليون شخص فيما بلغ اجمالي الإيرادات 4ر1 مليار دولار امريكي .
وكان المؤرخ مارتن شيفتر اشار الى ان معظم العروض المسرحية التمثيلية الموسيقية على مسرح برودواي "أصبحت اشكالا مؤثرة بشكل كبير في الثقافة الشعبية الامريكية وساهمت في جعل مدينة نيويورك عاصمة الثقافة في الولايات المتحدة".
ويرجع تاريخ تأسيس بدايات هذا المسرح في القرن ال18 الى المديرين الممثلين والتر موراي وتوماس كين اللذين قاما في عام 1750 بانشاء شركة مسرحية مقيمة في مسرح شارع (ناسو) الذي ضم نحو 280 مقعدا وقدما مسرحيات شكسبير وأوبرا.
وانتقل المسرح إلى وسط مدينة نيويورك تدريجيا ابتداء من عام 1850 سعيا للحصول على عقارات أقل تكلفة وتم عرض اول أغنية موسيقية "طويلة المدى" وهي عبارة عن خمسين مقطوعة أداء.
وخلال الفترة من 1857 حتى 1870 كان قلب (برودواي) في ساحة الاتحاد وبحلول نهاية القرن اصبح العديد من المسارح بالقرب من ساحة ماديسون.
وفي منطقة (تايم سكوير) الشهيرة تعززت مسارح (برودواي) هناك حتى تم بناء عدد كبير من المسارح حول الساحة خلال الفترة من 1920 الى 1930 وهي لاتزال قائمة حتى الان ومحتفظة بتصاميمها القديمة التي تعطي زائرها ايحاء بانه لايزال حاضرا في تلك الحقبة الجميلة من الزمن.
ومن بين المحطات المهمة لتاريخ مسرح (برودواي) ما يعرف ب(الكروك الأسود) عام 1866 والتي يعتبرها بعض المؤرخين أول موسيقى تلتصق بالاحياء حيث عزفت من قبل الاخوة كيرالفي وهي أول قطعة مسرحية تتوافق مع المفهوم الحديث للموسيقى إضافة الى الرقص والموسيقى الأصلية التي ساعدت على الإخبار بالقصة المسرحية.
وكان انتاج فنون الكروك الأسود مذهلا وطويلا ويمتد خمس ساعات ونصف الساعة الا انه على الرغم من طول مدة العرض تمكن من تحقيق رقم قياسي بتقديمه 474 عرضا.
ومع تحسن وسائل النقل وتقلص الفقر في نيويورك وإنارة الشوارع التي جعلت من التنقل ليلا اكثر امنا شهد مرتادو المسارح وعروض برودواي زيادة هائلة مكنت المنتجين من تشغيل المسرحيات فترة أطول واجتذاب اعداد اكبر من الجمهور وخلال النصف الأخير من القرن ال19 تزايد الحضور النسائي بشكل كثيف.
وتعمل (برودواي) على تكريم المنتجين والفنانين من خلال منح جوائز أنطوانيت بيري السنوية وتسمى (جوائز توني) التي يقدمها الجناح الأمريكي للمسرح ورابطة (برودواي) والتي قدمت لأول مرة في عام 1947 وتعتبر هذه الجائزة الأكثر شهرة وهي مماثلة لجوائز الأكاديمية لإنتاج افلام هوليوود.
وتعد معظم عروض (برودواي) منتجات تجارية تهدف إلى تحقيق ربح للمنتجين والمستثمرين وبالتالي يكون لها تشغيل مفتوح المدة في حين يتم انتاج بعض عروض (برودواي) من المنظمات غير التجارية كجزء من الموسم المسرحي كمسرح مركز لينكولن وشركة مسرح دوار ونادي مسرح مانهاتن وهي ثلاث شركات غير ربحية ولاتزال تحتفظ باماكنها الدائمة في برودواي. (النهاية) ا ص ف / م خ