A+ A-

الرئيس العراقي يرفض ان تكون بلاده منطلقا لأي عمل عسكري في المنطقة

الرئيس العراقي فؤاد معصوم في لقاء صحفي عقده بمناسبة زيارته الى البلاد
الرئيس العراقي فؤاد معصوم في لقاء صحفي عقده بمناسبة زيارته الى البلاد

الكويت - 20 - 11 (كونا) -- رفض الرئيس العراقي فؤاد معصوم اليوم الاثنين ان تكون بلاده منطلقا لأي عمل عسكري في المنطقة قائلا ان العراق لن يكون جزءا او ممرا لاي اقتتال قد تشهده المنطقة.
وقال الرئيس معصوم في لقاء صحفي عقده بمناسبة زيارته الى البلاد ان بلاده ليست مع ايران ضد اي دولة عربية ولا مع اي دولة عربية ضد طهران مؤكدا ان بلاده تتمتع بخصوصية ومن الضروري الحفاظ عليها.
وعن احتمال اندلاع اي مواجهات جراء الاحداث التي تشهدها المنطقة أوضح ان هذه المواجهة ليست "سهلة" مضيفا انه في حال ازدادت حدة تلك المواجهات فان المنطقة ستكون عرضة لتدخلات اجنبية وجهات دولية.
واكد ان دول المنطقة لن تكون في معزل عن اي مواجهات "فالكل في مرمى واحد" لاسيما العراق مؤكدا رفض بلاده لاي مواجهات قد تندلع لتبعاتها على المنطقة بشكل عام والعراق بصورة خاصة.
من جهة اخرى اشاد الرئيس بالعلاقات العراقية الكويتية واصفا اياها بانها "جيدة" مشيرا في الوقت ذاته الى الظروف التي مرت بها دولة الكويت نتيجة السياسات العراقية "الخاطئة للنظام العراقي السابق".
وقال ان هذه العلاقات توجت بالزيارة التاريخية التي قام بها سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الى بغداد للمشاركة في القمة العربية في العام 2012.
واضاف ان زيارته الحالية شملت عددا من اللقاءات مع مسؤولين كويتيين على راسهم سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الامة مرزوق الغانم وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء.
وذكر ان تلك اللقاءات عكست اهتماما كويتيا بالعراق وضرورة النهوض به فضلا عن الحرص على ضرورة تعزيز العلاقات التي تجمع البلدين الشقيقين.
واضاف ان ثمة مسائل وامورا لا تزال عالقة بين البلدين بحاجة الى "حل" بيد انه لمس تجاوبا ومرونة من قبل القيادة الكويتية والمسؤولين الكويتيين بتلك المسائل للتوصل الى صيغة توافقية حيالها.
واوضح ان من تلك المسائل ملف التعويضات الكويتية المستحقة على بلاده وكذلك موضوع خور عبدالله وما يتصل بالحدود المائية قائلا "وجدت استجابة من الجانب الكويتي لحل كل هذه الملفات".
وعن تحديد موعد استضافة الكويت لمؤتمر إعادة المناطق المحررة مما يسمى بتنظيم الدولة (داعش) كشف الرئيس معصموم عن ان المؤتمر سيعقد في شهر فبراير او مارس المقبل برعاية سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وبمشاركة عدد من الجهات الدولية اوالمعنية.
وبشأن الحالة الأمنية لبلاده اقر بأهمية نظر الحكومة العراقية للمسألة الأمنية برمتها لارتباطها بتعزيز الجذب الاستثماري مشددا في الوقت ذاته على ضرورة مراجعة بعض التشريعات والقوانين لتسهيل مجالات الاستثمار.
وعن سبل توفير الكلفة المالية لعملية اعادة اعمار المناطق المتضررة في العراق والبالغة 100 مليار دولار قال الرئيس معصوم انه لا يمكن توفير هذا المبلغ بالكامل ولكن يمكن بفضل دول المنطقة والدول المانحة الوصول الى تلك المعدلات.
واشار في هذا السياق الى قيام دولة الكويت بتقديم مساعدات كثيرة للعراق أثناء العدوان "الإرهابي" لتنظيم (القاعدة) وما يسمى بتنظيم الدولة (داعش) فضلا عن مساعدات إنسانية للنازحين جراء ذلك العدوان.
وعن وجود اتفاق امني بين العراق وسوريا بعد سيطرة قوات النظام السوري على مدينة (البوكمال) بريف دير الزور من قبضة تنظيم (داعش) قال معصوم ان "امن سوريا من امن العراق والعكس" مضيفا ان تحرير الاراضي والمناطق العراقية من سيطرة التنظيم وتحقيق انتصارات عليه في سوريا بات يحتم على النظام السوري والمعارضة ايضا اضافة الى الدول الضامنة النظر الى مستقبل سوريا والتوافق عليه.
واعرب عن الاعتقاد بان يكون هناك "فترة محددة للحكم في سوريا" تعقبها مرحلة انتقالية تجرى خلالها انتخابات حرة ونزيهة تقام باشراف دولي وحينها تكون الشرعية قائمة على الانتخاب.

وعن تحفظ العراق على قرار جامعة الدول العربية بشان ادانة التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية شدد الرئيس العراقي على ضرورة عدم اقحام بلاده مع اي طرف ضد اخر مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة استفادة العراق من التجارب السابقة التي مر بها في هذا الشأن. وقال الرئيس معصوم ان التصعيد المتواصل قد يدفع الى أن "يفلت الأمر من أيدي الجميع" مشددا على وجوب الدعوة إلى حوار يمكن عن طريقه حل العديد من المشكلات.
واكد وقوف بلاده مع دول الخليج ووحدتها مشيرا الى مرور المنطقة بتجارب كثيرة تتطلب منها المحافظة على العلاقات بين دول المنطقة.
وقال انه ليس من مصلحة العراق ان يكون هناك خلافا بين الاشقاء الخليجيين حيث "نرى أن الحوار أفضل من اي مواجهة".
وعن التحفظ العراقي على بند من قرار جامعة الدول العربية بشأن ادانة سياسات (حزب الله) في لبنان قال ان تحفظ العراق على القرار "يمس لبنان أمر طبيعي" موضحا ان بلاده لايمكنها ان تؤيد او تعارض اي قرار يتعلق ب"حكومة ائتلافية".
واضاف انه "لا يمكن أن نزج بالعراق في مرمى القنابل ويمتد العراك إلى داخل أراضيها وأي صراع بهذه المنطقة العراق لن يكون بمعزل عنه".
ودعا في هذا السياق الحكومة اللبنانية الى الحوار حيث انها هي المعنية بتولي اي قضايا تتعلق ب(حزب الله) محذرا في الوقت ذاته من ان يتحول الخلاف الى اقتتال.
واكد ان العراق لن يكون جزءا من اي اقتتال "ولن نكون ممرا لا لايران ضد دولة عربية ولا لدولة عربية ضد إيران".
وعن موقف العراق من اطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للحدود بين الدول العربية لاسيما السعودية قال الرئيس معصوم ان الامر لا يتعلق بقبول او رفض العراق لمثل هذه الممارسات بل بالبدائل المتاحة وفي مقدمتها "إعلان الحرب".
وحول العلاقات مع السعودية وصف الرئيس العراقي العلاقات بانها "جيدة" وان السعودية كانت اولى محطاته الرسمية منذ توليه رئاسة الجمهورية مشددا على أهمية بناء العلاقات بين الدول بعيدا عن الاعتبارات "الدينية او المذهبية".
وعن قوات الحشد الشعبي قال الرئيس العراقي ان قوات الحشد قدمت تضحيات كبيرة الى العراق حيث انها قاتلت الى جانب الجيش العراقي في حربه ضد تنظيم (داعش) مستبعدا القيام بحلها او تفكيكها بيد انه اشار الى وجود عناصر منضوية تحتها "لابد من إعادة النظر في انتمائها وتطبيق القوانين ومتابعة تصرفاتها".
وعما اذا كان اكراد العراق يعانون حالة انكسار جراء قرار المحكمة الاتحادية بعدم دستورية الاستفتاء الذي اجري للانفصال نفى الرئيس معصوم وجود اي حالة من الانكسار في اقليم كردستان قائلا "ليس هناك انكسار" فالاكراد في العراق تقبلوا القرار.
وألمح الى ان بعض الاحزاب الكردية كانت غير دقيقة في تقديراتها بشان الاستفتاء والانفصال اذ انها اعتمدت "على التاريخ لا الجغرافيا".
واكد عراقية الاكراد "فهم جزء من المواطنين العراقيين ويترددون على بغداد ولديهم علاقات جيدة معها" مشيرا الى ان الدستور العراقي كتب في ظروف بالغة الدقة وعلى أساس حماية المكونات والعرقيات والطوائف العراقية.
واعتبر الدستور "ناجحا" في عديد من الجوانب لاسيما الحريات والحقوق السياسية بيد انه بحاجة الى بعض التعديلات.
وأوضح الرئيس معصوم ان الدستور العراقي "دستور مدني لا ديني" مستدركا بالقول ان التعديل عليه سهل من الناحية النظرية ولكن عمليا "يصعب ذلك".
وعن المفاوضات بين اربيل وبغداد كشف عن لقاء سيعقد الاسبوع المقبل في بغداد يجمع وفدا من اقليم كردستان مع حكومة بغداد لبحث عددا من القضايا والموضوعات وفي مقدمتها الموازنة العامة للاقليم. (النهاية) م ع ب / ن ش / ج خ