A+ A-

دولة الكويت تواصل ريادتها في دعم العمل الإنساني حول العالم

حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه يتسلم شهادة (قائد العمل الانساني) من الأمين العام السابق للامم المتحدة بان كي مون تقديرا لجهوده واسهاماته الكريمة
حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه يتسلم شهادة (قائد العمل الانساني) من الأمين العام السابق للامم المتحدة بان كي مون تقديرا لجهوده واسهاماته الكريمة

من عبدالسلام السلات

الكويت - 18 - 8 (كونا) -- تواصل دولة الكويت ريادتها في دعم مختلف أوجه العمل الإنساني الذي خصصت له منظمة الأمم المتحدة يوما عالميا في التاسع عشر من أغسطس كل عام تقديرا لكل من يقدم العون والمساعدات الإغاثية للناس حول العالم.
ومنحت الدبلوماسية الكويتية الناجحة -المرتكزة على دعم العمل الإنساني لما يمثله من قيم إنسانية عليا- بعدا ملموسا لواقعية العمل الإنساني عالميا حتى أضحت مبادراتها الإنسانية معلما مميزا من معالم السياسة الخارجية للبلاد والتي يمكن وصفها بالدبلوماسية الإنسانية.
وتعزيزا لهذه الدبلوماسية المتميزة عملت دولة الكويت التي عرفت منذ نشأتها بحب العمل الخيري على زيادة وتيرة هذه السياسة مع تولي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم عام 2006 فقد شهدت الحملات والمساعدات الإنسانية والإغاثية تناميا مطردا في كثير من أصقاع الدنيا.
ولفتت دولة الكويت اهتمام دول العالم والمنظمات العالمية إلى الدور القوي للدبلوماسية الإنسانية وقد كللت تلك الجهود في التاسع من سبتمبر عام 2014 حين أقام الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون في مقر المنظمة بنيويورك احتفالية لتكريم حضرة صاحب السمو أمير البلاد بتسمية سموه (قائدا للعمل الإنساني) تقديرا لجهوده وإسهاماته الكريمة في مجال العمل الإنساني كما تمت تسمية دولة الكويت (مركزا للعمل الإنساني).
وجاء التكريم الأممي عرفانا بالدعم المتواصل لدولة الكويت وقائدها للعمليات الإنسانية للأمم المتحدة الهادفة إلى الحفاظ على الأرواح وتخفيف المعاناة حول العالم.
وقد حث سمو الأمير في الكثير من التوجيهات والكلمات السامية على أن تكون دولة الكويت سباقة إلى العمل الخيري الإنساني وتقديم المبادرات الإنسانية العالمية وأن تكون هذه البلاد مركزا رائدا لاستضافة العديد من المؤتمرات والفعاليات ذات الصلة.
وأكد سموه جهود الدولة في دعم المؤتمرات والفعاليات العالمية ذات الطابع الإنساني حين ترأس وفد دولة الكويت في القمة العالمية للعمل الإنساني والتي عقدت في مدينة إسطنبول التركية في مايو 2016.
وقال سموه في كلمته أمام القمة آنذاك "إن الكويت عرفت منذ القدم بإيمانها المطلق بالمبادئ الإنسانية والأيادي الممدودة دائما بالخير وانتهجت سياسة تؤكد هذا النهج وتحث على تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب والدول المحتاجة فقد تخطى إجمالي ما قدمته الكويت من مساهمات في المجال الإنساني خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من ملياري دولار أمريكي تبوأت معها المرتبة الأولى عالميا في تقديم المساعدات بالنسبة لإجمالي الدخل القومي".
ورأى سموه أن "القمة فرصة تاريخية غير مسبوقة لتحديد أهدافنا وتوحيد جهودنا وتنسيق عطائنا فالتحديات كبيرة والمشاكل التي تواجهها البشرية والعالم خطيرة لاسيما ونحن نجتمع برعاية الأمم المتحدة ووفق ميثاقها ودور وصلاحيات وكالاتها المتخصصة الفاعلة التي تمكننا أن نعمل في إطارها لتحقيق غاياتنا".
واستنادا إلى تلك الرؤية الإنسانية عملت دولة الكويت على التخفيف من معاناة الشعوب التي تشهد أزمات كبيرة من خلال تقديم المساعدات في أكثر من بلد لاسيما الدول العربية مثل سوريا والعراق وفلسطين واليمن وغيرها وكذلك رفع حجم التبرعات في البلدان التي تصيبها كوارث طبيعية كالتي أصابت السودان واليابان والفلبين وتركيا وغيرها خلال السنوات الماضية.
وشكلت استضافة الكويت للمؤتمرات الثلاثة الأولى للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا تأكيدا على دور السياسة الخارجية الكويتية الإنساني إذ أعلن سمو الأمير في المؤتمر الأول (يناير 2013) تبرع دولة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار أمريكي بينما ارتفعت قيمة التبرعات الكويتية في المؤتمر الثاني (يناير 2014) إلى 500 مليون دولار وتبرعت الكويت في المؤتمر الثالث (مارس 2015) بمبلغ 500 مليون دولار.
كما شاركت الكويت في مؤتمر المانحين الرابع الذي استضافته العاصمة البريطانية لندن في فبراير 2016 حيث أعلن سمو أمير البلاد خلال ترؤس سموه وفد دولة الكويت والمشاركة في رئاسة المؤتمر عن تقديم الكويت مبلغ 300 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات.
وساهمت الجمعيات والهيئات الخيرية الكويتية في دعم الجهود الحكومية الرسمية في هذا الجانب إذ عملت على إطلاق حملات الإغاثة مع بداية الأزمة السورية عام 2011 وإيصال المساعدات للمتضررين في الداخل السوري كما ساهمت جمعية الهلال الأحمر الكويتي والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بجهود كبيرة لإغاثة النازحين في دول الجوار لسوريا.

ونتيجة للوضع الإنساني الصعب في اليمن الذي يمر منذ اعوام بعدة أزمات أعلنت الكويت عام 2015 تبرعها بمبلغ 100 مليون دولار للتخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب اليمني لاسيما بعد انطلاق عمليتي (عاصفة الحزم) و(إعادة الأمل) لدعم الشرعية.
وكان لكل من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية الهلال الأحمر الكويتي دور بارز في إطلاق العديد من الحملات الإنسانية لإغاثة المنكوبين من تدهور الأوضاع هناك.
ونالت القضية الفلسطينية على مدى عقود من الزمن اهتماما كويتيا كبيرا ولاسيما إزاء إغاثة الشعب الفلسطيني ومن بين ذلك الاهتمام خلال الأعوام الأخيرة - على سبيل المثال لا الحصر - إعلان سمو الأمير في يناير 2009 تبرع الكويت بمبلغ 34 مليون دولار لتغطية احتياجات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إيمانا من سموه بالدور الإنساني للوكالة ولمواجهة الحاجات العاجلة للأشقاء الفلسطينيين كما قدمت الكويت إلى الوكالة مبلغ 15 مليون دولار أمريكي في عام 2013.
وأطلقت الكويت حملات لإغاثة أهالي قطاع غزة المنكوبين جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع في يوليو 2014 وتضمنت عشرات الشاحنات التي حملت مساعدات طبية وإنسانية فضلا عن القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية المتتالية لتخفيف معاناة سكان القطاع.
أما في العراق فقد حرصت دولة الكويت بعيد رحيل النظام البائد على مد يد العون والإغاثة للنازحين واللاجئين العراقيين حتى أصبحت حاليا من أكبر المانحين ما دفع بالحكومة العراقية إلى الإشادة بالجهود الإنسانية الكويتية الهادفة إلى تخفيف المعاناة الإنسانية للشعب العراقي.
ففي عام 2015 أعلنت دولة الكويت تبرعها بمبلغ 200 مليون دولار لإغاثة النازحين في العراق كما شهد العام ذاته توزيع نحو 40 ألف سلة غذائية من قبل الهلال الأحمر الكويتي على العائلات النازحة في إقليم كردستان.
وقبيل حلول شهر رمضان المبارك في 2016 وزعت الجمعيات الخيرية الكويتية أكثر من 12 ألف سلة غذائية على الأسر النازحة في إقليم كردستان كما تعهدت الكويت خلال مشاركتها في مؤتمر المانحين لدعم العراق الذي عقد في واشنطن في يوليو 2016 بتقديم مساعدات إنسانية إلى العراق بقيمة 176 مليون دولار.
وعقب إعلان الحكومة العراقية تحرير مدينة الموصل من مايسمى بتنظيم (داعش) في يوليو 2017 أبدت دولة الكويت استعدادها لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار المناطق المحررة في العراق وذلك تماشيا مع مبادئها في دعم الأشقاء وترجمة حقيقية لتسميتها من قبل منظمة الأمم المتحدة (مركزا للعمل الإنساني).
وبالإضافة إلى جهودها الإنسانية في الدول التي تعاني أزمات عملت الكويت أيضا على تقديم المساعدات الإنسانية لإغاثة الدول المنكوبة جراء الكوارث الطبيعية التي ضربت عدة بلدان حول العالم ففي يوليو 2011 أرسلت الكويت مساعدات إغاثية إلى الصومال بقيمة 10 ملايين دولار للمساعدة في التخفيف من آثار الجفاف والمجاعة في عدد من المناطق الصومالية.
كما بادر بيت الزكاة الكويتي وجمعية العون المباشر عام 2012 بتبني مشروع لإعادة توطين النازحين الصوماليين بتكلفة إجمالية قدرها 6ر508 ألف دينار كويتي (نحو76ر1 مليون دولار) لمواجهة موجة الجفاف التي ضربت القرن الإفريقي بصفة عموما والصومال خصوصا.
كما سارعت دولة الكويت إلى إغاثة بنغلادش بعد تعرضها إلى إعصار (سيدر) في نوفمبر 2007 والذي خلف آلاف القتلى والجرحى حيث تبرعت بمبلغ 10 ملايين دولار بصفة عاجلة لإغاثة المنكوبين جراء الإعصار.
وحين تعرضت اليابان لزلزال عنيف وتسونامي في مارس 2011 وخلف الكثير من الأضرار المادية وجه سمو الأمير بتقديم تبرع من الكويت عبارة عن خمسة ملايين برميل من النفط الخام أي ما يعادل نحو 500 مليون دولار.
وعقب زلزال (فان) الذي ضرب تركيا في عام 2012 قدمت الكويت تبرعا بقيمة 250 ألف دولار لإغاثة المتضررين من خلال صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لدعم الجهود الإنسانية التي يقدمها الصندوق لضحايا الزلزال.
وفي عام 2014 تبرعت الكويت بمبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة الشعب الفلبيني المتضرر من إعصار (هايان) الذي ألحق دمارا واسعا في الفلبين.
وحين تفاقمت أزمة فيروس (إيبولا) وانتشاره عالميا قررت الكويت في أغسطس 2014 التبرع بمبلغ خمسة ملايين دولار لتمكين منظمة الصحة العالمية من التعامل مع أزمة انتشار الفيروس.
وقدمت الكويت عبر جمعية الهلال الأحمر الكويتي مساعدات إغاثية لمتضرري السيول والفيضانات التي أصابت مناطق في السودان عام 2016. وافتتحت دولة الكويت 35 بئر ماء في تنزانيا منذ أواخر عام 2016 حتى نهاية شهر يوليو 2017 وذلك في إطار حملة (بئر لكل مدرسة) التي تستهدف مختلف مناطق البلد الإفريقي كما أطلقت مبادرة (مختبر علوم لكل مدرسة) لدعم قطاع التعليم.
ولا تزال التبرعات والمساعدات الإنسانية الكويتية مستمرة في عام 2017 لاسيما في الدول العربية التي تشهد أزمات وقد تنوعت المبادرات الكويتية لتشمل قوافل الإغاثة وتنظيم حملات كبيرة ولعل أبرزها حملات (الكويت إلى جانبكم) و(أبشر أقصانا).
ونتيجة لتلك الجهود الإنسانية الكويتية الرسمية والأهلية التي شملت مختلف مناطق العالم حظيت دولة الكويت وسمو أمير البلاد بإشادات دولية وإقليمية واسعة من قبل كبار القادة ومسؤولي المنظمات والشخصيات العالمية الذين ثمنوا الجهود المتميزة وغير المسبوقة في العمل الإنساني الدولي.
في السياق صرحت رئيسة مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الكويت حنان حمدان في يونيو 2017 بأن جهود دولة الكويت بقيادة سمو الأمير أسهمت في إنقاذ ملايين اللاجئين حول العالم.
وأكدت حمدان أن دولة الكويت قامت على مدار الاعوام الماضية بجهود جبارة لإنقاذ الملايين عبر حشد الدعم الدولي وإقامة المؤتمرات الدولية وإنشاء آليات تهدف إلى حث الدول وكبار المانحين على الإيفاء بالتزاماتهم حتى باتت حاليا سادس أكبر مانح للمفوضية على الصعيد العالمي.
وبالعودة إلى اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف غدا فقد اختارت منظمة الأمم المتحدة هذا التاريخ ليتوافق مع الذكرى السنوية للهجوم على مقر الأمم المتحدة في فندق (القناة) بالعاصمة العراقية بغداد عام 2003 وأودى بحياة 22 من موظفي المنظمة بينهم مبعوث المنظمة الدولية الأعلى إلى العراق سيرجيو دي ميلو إضافة إلى جرح أكثر من 150 آخرين.
ويمثل الاحتفال باليوم العالمي للعمل الانساني تقديرا للعاملين في المجال الإنساني ممن لقوا حتفهم أثناء أداء واجبهم وبمنزلة حملة إنسانية عالمية سنوية للاعلاء من شأن الروح الإنسانية وحشد الناس ودعوتهم إلى العمل من أجل عالم أكثر تراحما وعطفا. (النهاية) ع ع س / ت ب