A+ A-

رئيس الصليب الاحمر الدولي: الاحتياجات الإنسانية في سوريا "هائلة"

جنيف - 25 - 5 (كونا) -- اكد رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر ماورر اليوم الخميس ان الاحتياجات الانسانية في سوريا "هائلة" كما تشهد "ارتفاعا حادا" في الاجزاء المتضررة بسبب النزاع الدائر هناك.
واضاف ماورر في بيان اثر زيارته الخامسة الى سوريا منذ اندلاع الازمة ان "ما يقارب من نصف سكان البلاد نازحون ومنهكون جراء النزاع ويتجلى هذا بصورة خاصة في الأماكن التي يصعب الوصول اليها".
واوضح ان "المصاعب تكمن في عدم انتظام المساعدة المقدمة لهم ما يعرضهم لمخاطر من بينها عدم توفر الرعاية الصحية الكافية وسوء التغذية اضافة الى استخدام مياه غير نظيفة".
وأشار الى ان "الوضع الراهن يوضح انه حتى وان انطفأت جذوة النزاع فإن الحاجة للمساعدات الانسانية ستكون ضخمة".
وبين ماورر انه اطلع المسؤولين السوريين على ضرورة توسيع نطاق وصول اللجنة الدولية بشكل منتظم للمدنيين والمحتجزين وتيسير العمل الإغاثي على الأرض "بصورة أفضل" بالاضافة الى منح فرق اللجنة امكانية الوصول بشكل أسرع ودون معوقات.
وذكر في هذا المجال ان "اعمال الاغاثة قصيرة المدى لا تكفي وحدها اذ ان عملية بناء قدرة الصمود على المدى الطويل لا تقل أهمية عن المساعدات الضرورية العاجلة".
وأشار الى ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر تعتزم التوسع في برامج تأمين سبل العيش استجابة لتوقعات أولئك الذين هم بحاجة اليها في الوقت الحالي اضافة الى طرح حلول أكثر استدامة مثل المنح النقدية او المشاريع الصغيرة لإعادة بناء حياتهم.
وأوضح ماورر انه استمع الى شهود عيان اطلعوه على محاولاتهم للتشبث بالحياة في ظل ظروف بالغة الصعوبة بينما تتجلى صور الدمار المروعة في كل مكان معربا في هذا المجال عن قلقه ازاء تأثر مستقبل العديد من الأطفال السوريين اثر تخلفهم عن التعليم لسنوات.
ورأى المسؤول الدولي ان "الأزمة السورية هي في المقام الأول ازمة حماية ويجب ان نرى احتراما لقواعد الحرب ومد يد العون للاطفال ليتمكنوا من التعافي من الندوب النفسية التي خلفها هذا النزاع".
كما اكد ان اللجنة الدولية ستواصل التحاور مع السلطات السورية لتلبية احتياجات العائلات التي ذهب أحباؤها في عداد المفقودين والمساعدة في تحسين معاملة المحتجزين وظروف احتجازهم والوصول الى المدنيين العالقين وسط القتال.
وشدد في الوقت ذاته على ان التوصل الى حل سياسي "هو أمر محوري لإنهاء هذه المعاناة" مضيفا ان "وجود هذا الحل لا يعني التخلي عن احتياجات الناس إذ يجب تقديم المساعدات لهم بمعزل عن العملية السياسية كما يجب الا تعمي هذه العملية أنظار العالم عن ابصار معاناة الشعب السوري". (النهاية) ت ا / ا ب خ