A+ A-

خبير استراتيجي يقلل من النتائج المتوقعة للمباحثات السورية - السورية غدا

كبير الباحثين في مركز الدراسات الامنية بالمعهد الاتحادي السويسري في (زيورخ) رولاند بوب
كبير الباحثين في مركز الدراسات الامنية بالمعهد الاتحادي السويسري في (زيورخ) رولاند بوب

من تامر ابو العينين

جنيف - 15 - 5 (كونا) -- قلل كبير الباحثين في مركز الدراسات الامنية بالمعهد الاتحادي السويسري في (زيورخ) رولاند بوب اليوم الاثنين من النتائج المتوقعة من جولة المباحثات السورية - السورية التي ستبدأ في جنيف غدا الثلاثاء.
واوضح بوب في حديث لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان رؤيته تستند الى حقيقة أن الملف السوري أصبح يدار عبر موسكو ومن خلال منصة أستانا وليس للأمم المتحدة قول نافذ فيه.
واضاف ان "المشهد في سوريا الان يمكن تلخيصه في عزوف الاطراف المؤثرة عن وضع اي حل سياسي على الطاولة وعدم اقتناع المعارضة السورية في ادلب باتفاق آستانا بشأن المناطق الاربع (الآمنة) وقناعة النظام السوري بامكانية المواصلة عسكريا الى النهاية". وشدد المحلل الاستراتيجي الألماني على ضرورة التعامل مع معطيات منصة أستانا على انها "السياسة الكبرى" التي تهدف روسيا من خلالها الى "سلخ" العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة الامريكية فيما يتعلق بالملف السوري والانفراد بأنقرة للتنسيق معها.
ورأى بوب ان روسيا نجحت أيضا في ان تجعل من كل مرحلة تهدئة بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة فترة تناحر بين اطياف المعارضة.
واستشهد على ذلك ب "اندلاع القتال بين فصائل المعارضة المسلحة في ادلب مطلع هذا العام أثر دخول اتفاق تهدئة الاعمال العدائية في نهاية العام الماضي حيز التنفيذ وايضا الان تشهد الغوطة الشرقية اشتباكات بين فصائل المعارضة بعد الاعلان اتفاق المناطق الاربعة".
كما يشرح بوب ان روسيا تقوم في الوقت ذاته بالتودد الى الولايات المتحدة بفكرة مناطق التهدئة اذ تتقارب هذه الفكرة مع ما نادت به ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من انشاء مناطق آمنة في سوريا بيد ان الولايات المتحدة غير عازمة على الارجح على التدخل عسكريا في سوريا لان اهتمامها بسوريا غير مباشر على عكس ما لوحظ اثناء ازمة العراق. والمح الخبير الاستراتيجي "انه حتى وإن افترضنا ان الولايات المتحدة قد تدخلت واطاحت بنظام الأسد فلن يمر وقت طويل حتى تبدأ الهجمات تنصب على الجنود الامريكيين في سوريا بالتزامن مع اندلاع صراع رهيب بين الجماعات الاسلامية المسلحة في سوريا".
وبرر ذلك بأن "المعارضة السورية الان هي ليست تلك التي تبلورت إثر اندلاع الثورة السورية اذ كانت آنذاك تعددية وتميل الى الديمقراطية ثم اضحت ذات صبغة اسلامية تميل الى التشدد في بعض فصائلها حتى انه لا يمكن انكار أن اقوى الفصائل العسكرية الآن هي ذات طبيعية عقائدية مع تنظيم القاعدة".
واوضح ان كل هذا الموقف المتداخل يتزامن مع تواجد اصوات في الغرب تعتقد أن انتصار المعارضة السورية بشكلها الحالي يمثل مشكلة أكبر من مشكلة بقاء الاسد في السلطة.
في المقابل يشير بوب الى ترويج العديد من الدوائر الاستراتيجية لاسيما في الولايات المتحدة الامريكية بالتحديد لفكرة تقسيم سوريا الى ثلاثة مناطق سنية وكردية واخرى علوية.
وشدد الخبير الاستراتيجي الأمني على ان مثل تلك الافكار لا تساعد في تهدئة الاوضاع على الاطلاق وغير قابلة للتطبيق بما في ذلك من يروجون لفكرة تقسيم المنطقة المحيطة بسوريا حسب انتماءات سكانها الدينية بل والمذهبية والعرقية. ويعتقد بوب "ان تصنيف الصراع في سوريا على انه مذهبي او طائفي بين اقلية علوية تقمع اغلبية سنية غير صحيح لأن ثلثي الجيش السوري هم من اهل السنة كما ان العلويين في سوريا ليسوا متدينين على الاطلاق بل هم "سوريون علمانيون قوميون يبحثون فقط على السلطة". وخلص الخبير الاستراتيجي الى ان "الحل في سوريا مرهون بالقوى العظمي التي تدير هذا الملف والتي ان غيرت واحدة منها توجهاتها لربما تمكن الاخرون ايضا من تغيير توجهاتهم".
ويعتقد بوب ان تطورات المشهد السوري مثلما هي عليه الان سوف تؤدي الى وضع تركيا بين خيارين اما الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد او التعاون مع موسكو ودمشق لمنع اقامة كيان كردي في سوريا. ويضيف "وحتى تلبي موسكو ودمشق امنية انقرة في منع كيان كردي من الظهور فسوف يجب على تركيا وقف كل الامدادات التي تتدفق الى ادلب وعندما تفعل ذلك فإن كل المناطق التي تتمركز فيها المعارضة المسلحة سوف تتهاوى وقد ينحسر أيضا نشاط تنظيم الدولة في سوريا حتى نهاية العام وينتصر الاسد على المعارضة في نهاية المطاف. (النهاية) ت ا