A+ A-

زيارة بابا الفاتيكان لمصر تحظى بأهمية خاصة على صعيد ارساء دعائم السلام

بابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس دولة الفاتيكان البابا فرانسيس
بابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس دولة الفاتيكان البابا فرانسيس
(تقرير اخباري) القاهرة - 28 - 4 (كونا) -- تحظى الزيارة الرسمية لبابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس دولة الفاتيكان البابا فرانسيس لمصر اليوم الجمعة التي تستمر يومين بأهمية خاصة اذ تسهم في ارساء دعائم السلام ونشر مبادئ التسامح والعيش المشترك.
وسبق زيارة البابا فرانسيس التي تعد الاولى له من نوعها ترحيب مصري رسمي وتطلع الى أن تسهم في ترسيخ "رسالة السلام" وتعزيز الحوار بين كافة البشر من مختلف الأديان فضلا عن نبذ الارهاب.
وفي هذا الصدد اكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف في بيانين منفصلين تطلع الرئيس عبدالفتاح السيسي للترحيب بالبابا فرانسيس في الذكرى ال70 لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين.
واشار الى تقدير الرئيس السيسي الكبير لبابا الفاتيكان ومكانته المعنوية والروحية ومواقفه الشجاعة تجاه القضايا الدولية التي لمسها خلال لقائهما في المقر البابوي في نوفمبر عام 2014.
واحتفظت مصر والفاتيكان منذ ال23 من شهر مايو عام 1947 بعلاقات دبلوماسية ودية مستقرة تقليدية وتوافق تجاه قضايا أساسية في مقدمتها عملية السلام في الشرق الأوسط والتوصل الى حل نهائي حول قضية القدس الشريف.
واتفقت سياسة الجانبين ايضا على أهمية اخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وتعزيز الحوار الاسلامي – المسيحي فضلا عن ضرورة الحفاظ على الترابط الأسري وتحريم الاجهاض والمحافظة على البيئة ومكافحة الارهاب.
ويجمع الجانبان علاقات طيبة لاسيما في مجال الحوار الاسلامي – المسيحي وذلك على ضوء مكانة مصر التاريخية في العالم الاسلامي واحتضانها الأزهر الشريف الذي يمثل الوسطية والاعتدال واللجنة المشتركة للحوار التي تم التوقيع على انشائها في ال28 من شهر مايو عام 1998 بالفاتيكان.
وكانت اللجنة المشتركة بمشيخة الأزهر الشريف بحثت في شهر فبراير عام 2010 تنامي ظاهرة العنف الديني وسبل مكافحتها فيما يخصص الفاتيكان عددا من المنح الدراسية لطلاب الكنيسة الكاثوليكية بمصر لدراسة العلوم الدينية والفلسفية والقانون الكنسي.
وفي سياق متصل تعد زيارة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني لمصر في ال24 من شهر فبراير عام 2000 الأولى من نوعها التي يجريها أحد بابوات الفاتيكان لمصر مما أكسبها بعدا تاريخيا وذلك وسط ترحيب وتقدير من مختلف أوساط المجتمع المصري.
كما التقى الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في زيارة للفاتيكان في 13 مارس 2006 البابا بنديكت السادس عشر حيث جرى بحث العلاقات الثنائية الى جانب استعراض مستقبل السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط وقضايا اخرى.
ولعل من أبرز الزيارات المتبادلة بين الجانبين زيارة شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب للفاتيكان في ال22 من شهر مايو الماضي اذ بحث مع البابا فرانسيس جهود نشر ثقافة الحوار والسلام والتعايش المشترك.
وقام وفد كنسي من الفاتيكان بزيارة لمصر في 16 يوليو من نفس العام بحث خلالها القيام بمبادرة دولية لتحاور الاديان والعمل على عقد مؤتمر دولي حول "حوار الثقافات" عام 2019.
من جهته اكد الرئيس السيسي والبابا فرانسيس خلال زيارة الاول للمقر البابوي بالفاتيكان في ال24 من شهر نوفمبر عام 2014 ضرورة استئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان عن طريق اعادة تفعيل لجنة الحوار المشترك للبناء على القواسم المشتركة بهدف تعزيز التعايش المشترك بين الشعوب وتدعيم جهودهما فى مواجهة الأفكار المتطرفة. وأكد البابا فرانسيس في لقاء مع اذاعة الفاتيكان اصراره على زيارة مصر قبل ايام رغم الاعتداءات التى استهدفت كنيستي (مارجرجس) بطنطا و(مارمرقس) بالاسكندرية في التاسع من الشهر الجاري وأسفرت عن العديد من القتلى والمصابين.
ومن المقرر أن يقيم الرئيس المصري لبابا الفاتيكان مراسم استقبال رسمية على أن يعقدا لقاء عقب الاستقبال فيما يتضمن برنامج الزيارة التي تستمر حتى يوم غد السبت مشاركة البابا في احتفالية يلقي فيها والرئيس السيسي كلمتين أمام الحضور.
ويتضمن البرنامج ايضا لقاء بابا الفاتيكان مع شيخ الأزهر الشريف الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والقاء كلمة أمام مؤتمر للسلام تنظمه مشيخة الأزهر.
وسيلتقى البابا فرانسيس خلال الزيارة بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني على أن يترأس في اليوم الثاني والاخير للزيارة (صلاة القداس الالهي) فضلا عن عقد لقاء مع رجال الدين المسيحي من الطائفة الكاثوليكية.
ويرى مراقبون أن زيارة البابا لمصر التي وصفت ب"التاريخية" و"الهامة" تأتي في وقت مهم بالنسبة لمصر وفي ظل ظروف صعبة يمر بها عدد من دول المنطقة.(النهاية) ا س م / ر غ