A+ A-

السعودية تشيد بإنجازات مجلس التعاون رغم التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية

ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف خلال الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية والدفاع والداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالرياض
ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف خلال الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية والدفاع والداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالرياض
الرياض - 27 - 4 (كونا) -- أشادت المملكة العربية السعودية اليوم الخميس بما تحقق في مجلس التعاون الخليجي من إنجازات مشرفة خلال مسيرته المظفرة رغم ما واجهه من تحديات سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية "هي غاية في الخطورة والاستهداف وما واكبها من ظواهر عنف وإرهاب غير مسبوقة".
جاء ذلك في كلمة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف خلال اجتماع مشترك لوزراء الخارجية والدفاع والداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالرياض.
ونقل الأمير محمد بن نايف للحضور تطلع خادم الحرمين الشريفين لأن يسهم الاجتماع في تعزيز مسيرة التعاون والتكامل الأمني والعسكري والسياسي بين دولنا وتعميق الصلات والتضامن بين شعوبنا في إطار ما يجمع بيننا من ثوابت عقدية وروابط أخوية وتاريخ مشترك ومصير واحد.
واكد "أننا استطعنا بفضل الله وبتوفيقه ثم بحكمة قادتنا ووعي وتعاون مواطنينا ويقظة أجهزتنا الأمنية وقوة دفاعاتنا العسكرية وفاعلية منهجياتنا السياسية أن نحافظ على ما تتم عبه دولنا وشعوبنا من أمن واستقرار وما تنعم به من تطور وازدهار.
وبين أن "التحدي الأكبر في أي دولة في عالمنا المعاصر هو المحافظة على وحدتها الوطنية بعيدا عن أي مؤثرات أو تهديدات داخلية أو خارجية وحدة وطنية تعلو فيها ولاءات الوطن على ما دونها من ولاءات شخصية أو عرقية أو مذهبية تفرق ولا تجمع ووحدة وطنية يدرك من في ظلها كل فرد واجباته تجاه وطنه وأمته ويعمل من أجل أمن واستقرار مجتمعه ويواجه بفطنته المؤثرات السلبية والتوجهات الفكرية المنحرفة دفاعا عن دينه وحماية لوطنه ودحرا لأعدائه وردعا لشروره".
من جانبه اعرب وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة عن التهاني بإطلاق سراح المواطنين القطريين والسعوديين مشيدين بالجهود الحثيثة التي بذلت لعودة المواطنين إلى بلديهم سالمين.
واكد إن "انعقاد هذا الاجتماع يعكس ما يوليه قادة دول الخليج من أولوية قصوى لأمننا الخليجي المشترك بمفهومه الشامل في إطار العمل على تحقيق الأهداف والتطلعات التي تخدم أمن دول المجلس" مضيفا ان الاجتماع يعكس الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون المبارك بين الأشقاء والذي أصبح واقعا ومرتكزا مهما ومؤثرا إقليميا ودوليا.
واوضح ان "هذا الاجتماع يجسد روح التعاون والاتحاد بين دول المجلس ويعد لمرحلة أكثر تقدما لتعزيز العمل الأمني والعسكري والسياسي بصورة أكبر ولذلك نتطلع لتحقيق الأهداف وتفعيل التوصيات المطروحة والتي تهدف لتحقيق المزيد من الانسجام والتكاتف وتحقيق الأمن ودعم الاستقرار".
وشدد على ان هذا الاجتماع يشكل الأساس للمواقف والتوجهات السياسية الموحدة والتي تضع ضمن أولوياتها تحقيق الأمن المنشود والمحافظة على المكتسبات دول المجلس.
وقال إن "العالم يحترم التحالفات ومراكز القوى المؤثرة بشكل عام ولكن تبقى جبهتنا الداخلية وتماسكها هي مسؤوليتنا الأولى وحجر الزاوية في صيانة أمننا واستقرارنا وهي الجبهة المستهدفة بكل الوسائل من الخارج الأمر الذي يحتم علينا ضرورة الالتفاف وتعزيز روح المواطنة والتماسك والتلاحم".
واضاف "اننا نأمل فيه أن تنجح المساعي السياسية لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة إلا أننا ما زلنا نواجه تحديات خطيرة تنطلق من الأراضي الإيرانية والعراقية وتشكل دعما للمجموعات الإرهابية والأنشطة الإجرامية والحملات الإعلامية المعادية وهو ما يمثل تحديا يفرض التعامل معه بمختلف الوسائل المتاحة وبشكل جماعي ورؤية موحدة".
وبين ان "هذه ليست معلومات مجردة بل حقائق ملموسة وصلت إلى مرحلة تنفيذ عمليات إرهابية استهدفت أرواح رجال الأمن وشكلت تهديدا لجهود حفظ الأمن والاستقرار كما أدت هذه الأعمال إلى غرس الفكر الطائفي المتطرف وإن استمرار هذه التدخلات الخطيرة يمثل تهديدا للمساعي والجهود السياسية بتحقيق الأمن والاستقرار لنا جميعا".
من ناحيته قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ سيف بن زايد ال نهيان أن "هذا الاجتماع الأخوي الهام يعد انطلاقة جديدة في العمل التكاملي على مستوى دول مجلس التعاون وعلى نحو يسهم في تعزيز التعاون والتنسيق المشترك وتعميق التكامل بيننا في المجالات السياسية والأمنية والدفاعية وذلك تنفيذا لقرار المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي".
وقدم الشيخ سيف "التحية لجنود الواجب والشرف قواتنا المشتركة في التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن العزيز والواقفين على الحق دفاعا عن خليجنا الواحد والمتطلع دائما وأبدأ إلى مستقبل أفضل لشعوب المنطقة والعالم أجمع وانتهز هذه الفرصة لأهنئ أنفسنا بعودة المختطفين من الأخوة السعوديين والقطريين إلى ديارهم".
واعرب عن الأمنيات بأن يصل "هذا الاجتماع لوضع السياسات اللازمة وتوحيد المواقف في مواجهة التهديدات السياسية والعسكرية والأمنية وذلك تحقيقا لتوجيهات قادتنا نحو مزيد من التعاون والتوفيق والسداد".
وبدوره قال الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني ان هذا الاجتماع الثلاثي يأتي تنفيذا لقرار المجلس الأعلى في لقائه التشاوري السادس عشر الذي عقد بمدينة جدة من عام 2016 على أن يعقد هذا اللقاء دوريا لتدارس الموضوعات المتعلقة بالشؤون الأمنية والسياسية والدفاعية وفي النطاق الإقليمي.
وأشاد الزياني بالتحضيرات التي أعدت والدراسات وأوراق العمل التي أعدتها دول المجلس والأمانة العامة لمجلس التعاون ونتائج الاجتماع المشترك الذي ضم وكلاء الداخلية والخارجية ورؤساء أركان القوات المسلحة.
كما أثنى على المناقشات الهادفة التي سادت هذه الاجتماعات والتي توجت بمجموعة من التوصيات المهمة المعروضة على هذا الاجتماع والتي من شأنها أن تعزز مسيرة التعاون والتكامل الخليجي المشترك سائلا المولى أن يكلل الجهود بالتوفيق والسداد وأن يديم على دولنا الأمن والازدهار.
وتشارك دولة الكويت بوفد رفيع مثله الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الذي ألقى كلمة في افتتاح الاجتماع ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ محمد خالد الحمد الصباح ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ خالد الجراح الصباح.
ويرافق الوزراء وفد عالي المستوى يمثل وزارات الخارجية والدفاع والداخلية إضافة إلى سفير دولة الكويت لدى المملكة العربية السعودية الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح.
ويسعى الاجتماع الذي يأتي برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز تنفيذا لقرار المجلس الأعلى لمجلس التعاون الى تعزيز التعاون والتنسيق المشترك وتعميق التكامل بين دول المجلس في المجالات السياسية والأمنية والدفاعية.
ويناقش الاجتماع عددا من القضايا السياسية والأمنية والعسكرية وتعزيز وتعميق التكامل في العمل الخليجي المشترك اضافة الى تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود الدولية لمكافحة التنظيمات الارهابية المتطرفة.
وكان وكلاء وزارات الداخلية والخارجية ورؤساء أركان القوات المسلحة بدول المجلس قد اعتمدوا في اجتماعهم الذي عقدوه في الرياض في 15 و16 مارس الماضي الموضوعات والتوصيات المطروحة على اجتماع الوزراء. (النهاية) م د م / أ د / ط م ا