A+ A-

فرنسا تبدي استعدادها للتفاوض مع ماليزيا بشأن صفقة طائرات (رافال)

كوالالمبور - 28 - 3 (كونا) -- ابدى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم الثلاثاء استعداد بلاده في التفاوض مع ماليزيا بشأن صفقة بيع طائرات مقاتلة فرنسية متعددة المهام (رافال) وذلك بعد تأجيل كوالالمبور قرار شراء تلك الطائرات المقاتلة.
وقال هولاند في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق ان "مقاتلات (رافال) هي الأفضل في فئتها" مشيرا إلى اقتراح مناقشة الأسعار والمواصفات مع السلطات الماليزية.
من جهته ذكر عبدالرزاق انه بحث مع هولاند امكانية شراء مقاتلات (رافال) مؤكدا عدم اتخاذ ماليزيا قرارا بذلك حتى الآن.
واضاف عبدالرازق "لسنا مستعدين بعد لاتخاذ قرار الشراء ولكننا نلاحظ نجاح طائرات (رافال) الفرنسية في دول أخرى".
وتفيد مصادر اعلامية ان مقاتلات (رافال) تعتبر الخيار الاول في اطار سعي ماليزيا لشراء ما يصل إلى 18 مقاتلة في صفقة تتجاوز قيمتها ملياري دولار في وقت تسعى فيه ماليزيا لاستبدال اسطولها من مقاتلات (ميغ 29) روسية الصنع التي خرج نصفها تقريبا من الخدمة.
ونقلت المصادر عن وزير الدفاع الماليزي هشام الدين حسين قوله ان سباق الحصول على مقاتلات جديدة أصبح مقصورا على مقاتلات (رافال) الفرنسية و(يوروفايتر تايفون) البريطانية.
من جهة اخرى ثمن عبدالرزاق للبرلمان الفرنسي عدم تمرير مشروع قانون معارض لزيت النخيل الماليزي العام الماضي كان سيعرض صادرات زيت النخيل إلى ضريبة إضافية.
واشار عبدالرازق إلى "اعتماد اكثر من 600 اسرة ماليزية على صناعة زيت النخيل في كسب قوتهم" مفيدا ان معايير صناعة زيت النخيل الماليزية مقبولة من قبل فرنسا وبعض دول الاتحاد الأوروبي.
واكد ان بلاده "تتبنى افضل الممارسات لضمان استدامة زيت النخيل" موضحا انه تحقيقا لهذه الغاية وقع البلدان اتفاقية اقامة منصة زراعية للتنمية المستدامة بين مؤسسة البحوث الفرنسية (سيراد) وجامعة (بوترا) الماليزية.
وكان هولاند قد عقد جلسة مباحثات مع عبدالرزاق خلال زيارته الرسمية الاخيرة لماليزيا ليوم واحد ضمن جولته في دول جنوب شرق آسيا تبعه اجتماعات لاعضاء الوفد الفرنسي مع نظرائهم الماليزيين.
وبحث عبدالرزاق وهولاند مكافحة "الإرهاب" من خلال الاطلاع على تجربة ماليزيا في مكافحة "التطرف الراديكالي".
وشهد عبدالرزاق وهولاند كذلك مراسم التوقيع على اتفاقيات تعاون ثنائية في مجالات الأمن والدفاع وكذلك المجال الزراعي بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي الماليزي - الفرنسي.
وبحث الجانبان الماليزي والفرنسي تعزيز التجارة الثنائية بين البلدين التي شهدت ارتفاعا بنسبة 3ر6 بالمئة العام الماضي على اساس سنوي لتصل إلى 23ر15 مليار رينغت ماليزي (45ر3 مليار دولار امريكي) حيث تعد فرنسا رابع أكبر شريك تجاري لماليزيا بالنسبة للدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.
وعبر وزير التجارة والصناعة الماليزي مصطفى محمد عن ثقة بلاده بان تكون ماليزيا "محطة استثمارية" لفرنسا بعد زيارة الرئيس هولاند مشيرا إلى ان نحو 270 شركة فرنسية تعمل في ماليزيا في قطاع الصناعة والخدمات والتمويل باستثمارات قيمتها 15 مليار رينغت ماليزي (40ر3 مليار دولار دولار).
وافاد محمد بأن ماليزيا وفرنسا وقعتا ست مذكرات تفاهم تجارية خلال هذه الزيارة موضحا ان هذه الاتفاقيات شملت قطاعات الغاز وتوليد الطاقة الشمسية والابتكار ونقل التكنولوجيا دون الإعلان عن قيمة تلك الاتفاقيات.
وقال ان رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والاتحاد الأوروبي ستواصلان الجهود نحو تعزيز التعاون الاقتصادي عبر تنفيذ برنامج التجارة والاستثمار بين الجانبين لعامي 2017 و2018.
واضاف ان البرنامج يدعم مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين (آسيان) والاتحاد الأوروبي مشددا على ضرورة بذل جهود اكبر في استئناف المفاوضات بين الكتلتين الاقليميتين.
وتشير الاحصاءات إلى ان التجارة بين (آسيان) والاتحاد الأوروبي بلغت 208 مليار يورو (69ر225 مليار دولار) في عام 2016 وكان الاتحاد الأوروبي اكبر مصدر للاستثمارات الاجنبية المباشرة في دول (آسيان) بنحو 3ر23 مليار يورو (31ر25 مليار دولار) في عام 2015.
يذكر ان زيارة هولاند لماليزيا هي الثانية من نوعها لرئيس فرنسي منذ الزيارة الأولى التي قام بها الرئيس الأسبق جاك شيراك في يوليو 2003.
ويرافق هولاند في جولته وزير الدفاع جان ايف لودريان ووزير الدولة لشؤون الصناعة كريستوف سيروغيو بالاضافة إلى حوالي 40 من رجال الأعمال معظمهم من الشركات الصغيرة والمتوسطة.
ويختتم هولاند جولته الاسيوية التي شملت سنغافورة وماليزيا غدا في اندونيسيا حيث ستكون الزيارة الأولى لرئيس فرنسي الى جاكرتا منذ الزيارة التي قام بها فرانسوا ميتران عام 1986. (النهاية) ع ا ب / ن س ع