A+ A-

أمين الجامعة العربية يدعو الى ضرورة تضافر الجهود لحماية التراث العربي

القاهرة - 26 - 2 (كونا) -- دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط اليوم الأحد الى ضرورة تضافر الجهود من أجل الحفاظ على تراث الأمة العربية وحضارتها مشددا على أن حماية التراث العربي تعد من أولويات الأمن القومي للأمة بمعناه الكامل.
وحذر أبوالغيط في كلمة ألقاها أمام احتفال بيوم التراث العربي نظمته الجامعة العربية من مخططات الارهاب والفكر المتطرف التي تستهدف تدمير التراث الثقافي للأمة وتفريغها من ماضيها وحاضرها وجعلها فريسة سهلة للدعاوى الظلامية.
وأكد أهمية احياء يوم التراث العربي تنفيذا لقرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في مارس 2016 .
وأشار الى أن اختيار يوم ال27 من فبراير جاء لرمزية هذا اليوم الذي امتدت فيه يد الهمجية والتخلف والظلام لمتحف الموصل بالعراق وعاثت فيه فسادا وتخريبا مشددا على أن خسائر هذا المتحف هي خسائر للبشرية جمعاء.
وقال "ان العدو الأول للمتطرفين هو الموروث الثقافي للأمة حيث يسعون لتدميره ومحوه مستهدفين بذلك روح الأمة وضربها في الصميم حيث يريدون الشعوب بلا تاريخ أو وعي مشترك أو هوية جامعة".
وأكد أبو الغيط في هذا الصدد أهمية المتاحف ودور المخطوطات باعتبارها تمثل رصيدا لا يقدر بثمن داعيا الى حمايتها من التهديدات الخطيرة التي تواجهها اليوم نظرا لإسهاماتها في مسيرة التطور الحضاري والانساني.
وشدد على أهمية حفظ وحماية تراث الأمة للأجيال المقبلة وتقديمه بصورة معاصرة تتواكب مع التقنيات والتكنولوجيا الحديثة والاستفادة منها لإبراز هذا التراث لافتا الى أن الجامعة العربية تولي أهمية كبيرة للحفاظ على تراث الأمة وتعمل على متابعة تنفيذ القرارات الصادرة في هذا الشأن والتعاون مع الدول الأعضاء لتفعيلها.
وأشار الى أن الجامعة العربية في اطار اهتمامها بالتراث أنشأت اللجنة الوطنية للحفاظ على التاريخ الوطني الانساني وتضم ممثلين عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو) والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والبرلمان العربي بالاضافة الى الجامعة العربية.
ونوه بأهمية القرار الخاص باختيار عواصم عربية للثقافة من أجل ترسيخ عملية الحفاظ على التراث مشيرا في هذا الصدد الى أهمية اختيار مدينة الأقصر كعاصمة للثقافة العربية للعام 2017.
ومن جهته دعا وزير الثقافة المصري حلمي النمنم في كلمته الى بلورة خطة عمل عربية من أجل الحفاظ على تراث الامة وحضارتها من التهديدات الحالية وفي صدارتها الارهاب وتنامي تيارات الفكر المتطرف.
وقال النمنم "ان التيار المتأسلم بكل تفريعاته يرفض التراث العربي رفضا وجوديا لأنهم يريدون أن يجتثوا هذه الأمة من تاريخها وحضارتها لتصبح أمة بلا ثقافة وبلا تاريخ".
وطالب النمنم بضرورة أن يكون هذا اليوم بداية لخطة عمل للحفاظ على تراث الأمة وثقافتها وآثارها.
ويتضمن برنامج عمل الاحتفال افتتاح معرض من قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية ومعرضا للحلي القديمة من مركز الحرف التقليدية للتراث ومعرضا للمرأة البدوية للتراث والتنمية المستدامة ومعرضا للتراث المعماري مقدما من الجهاز القومي للتنسيق الحضاري في مصر.
كما يتضمن برنامج العمل عروضا منها عرض حول (التراث الثقافي غير المادي لدولة الكويت) يقدمه الدكتور وليد حمد السيف وعرض حول (دور المتاحف في الحفاظ على الهوية) يقدمه عميد كلية الآثار جامعة الفيوم الدكتور عاطف منصور.
كما يتضمن البرنامج عرضا حول (حاضر ومستقبل المسجد الأقصى) في ظل مشروع قرار (يونسكو) باعتبار الأقصى موقعا اسلاميا خالصا يقدمه أمين عام اتحاد الأثريين العرب الدكتور محمد الكحلاوي.
ويترأس وفد دولة الكويت أمام الاحتفال بيوم التراث العربي ممثل الكويت في لجنة حماية التراث الثقافي التابعة لمنظمة (يونسكو) مستشار الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور وليد حمد السيف. (النهاية) م ف م / ا س م