A+ A-

العلاقات الامريكية-الاوروبية والحرب في سوريا تتصدر أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن

ميونيخ - 19 - 2 (كونا) -- تصدرت العلاقات الامريكية-الاوروبية في عهد الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب والحرب في سوريا والعلاقات الغربية - الروسية جدول أعمال الدورة ال 53 لمؤتمر ميونيخ للأمن التي استمرت ثلاثة أيام.
فقد حاول نائب الرئيس الامريكي مايك بنس في الخطاب الذي القاه امس في المؤتمر تطمين المسؤولين الاوروبيين على مستقبل العلاقات بين بلاده والاتحاد الاوروبي وعلى التزام الادارة الامريكية الجديدة بواجباتها حيال حلف شمال الاطلسي (ناتو).
ونقل بنس للمشاركين تأكيدات الرئيس الامريكي على وقوف بلاده الى جانب الاتحاد الاوروبي قائلا ان المعايير المشتركة كالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان تفرض على حكومة بلاده الوقوف الى جانب اوروبا الان وفي المستقبل.
وعلى صعيد علاقات واشنطن مع الناتو قال المسؤول الامريكي ان حكومة بلاده ستفي بجميع تعهداتها على صعيد واجباتها ازاء الحلف العسكري مطالبا في الوقت ذاته الدول الاعضاء سيما في الاتحاد الاوروبي بزيادة استثماراتها بشكل كبير جدا في الحلف.
ومن جانبها ردت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل على مطالبات بنس بالقول في خطاب لها بالمؤتمر ان بلادها ملتزمة بتعهداتها التي قطعتها الدول الاعضاء في الحلف على نفسها في عام 2014 وهي ان تشكل الاستثمارات في المجالات الدفاعية في موعد اقصاه عام 2024 اثنين بالمئة من الناتج القومي المحلي لكل دولة على حدة.
وحذرت المستشارة الالمانية من الدخول في نقاش حول الاستثمارات المالية في الحلف وعدم الاخذ بعين الاعتبار المصروفات المخصصة للقضايا الانمائية وللاجراءات الوقائية ضد "الارهاب" والحروب.
يذكر انه في حين تستثمر الولايات المتحدة 6ر3 بالمئة من ناتجها القومي المحلي في تقوية دفاعات الحلف تستثمر الدول الاوروبية في المتوسط 2ر1 بالمئة فقط من ناتجها القومي المحلي في الامور الدفاعية والى ان الدول الاوروبية الوحيدة الملزمة بشكل كامل في التزاماتها حيال (ناتو) هي بريطانيا واليونان واستونيا وبولندا.
وعلى صعيد اهمية العلاقات الاوروبية - الامريكية بخصوص مواجهة ارهاب ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) اتفق نائب الرئيس الامريكي والمستشارة الألمانية على تعزيز التعاون بين الولايات والمتحدة واوروبا.
وقالت ميركل انه "بدون الولايات المتحدة سيكون من الصعب مواجهة خطر الارهاب الدولي فنحن نحتاج للقوة العسكرية الامريكية ونحتاج كذلك لدعم الدول الاسلامية من اجل التصدي لإرهاب (داعش) ومنظمات ارهابية اخرى".
وبحث المؤتمر كذلك العلاقات الروسية - الغربية سيما في ظل التجاذبات بين الطرفين حول ازمات دولية كبيرة مثل الحرب في سوريا والازمة الاوكرنية.
ووجه وزير الخارجية الروسي انتقادات شديدة اللهجة لحلف شمال الاطلسي واصفا الحلف بأنه "منظمة حرب باردة في الفكر والقلب وسياسة الحلف الرامية الى التوسع شرقا كانت سببا في توترات يشهدها شرق اوروبا".
ووصف لافروف العلاقات الروسية الامريكية بأنها ستكون "عملاتية براغمانية" في ظل الرئاسة الامريكية الجديدة قائلا "تقوية العلاقات الامريكية الروسية تأتي في مصلحة روسيا ولكن اهم شيء بالنسبة لنا هو تبادل هذه العلاقات على اساس الاحترام المتبادل والسعي الى استقرار العالم".
وكان الرئيس الامريكي قد طالب قبل ثلاثة ايام الرئاسة الروسية بالانسحاب من شبه جزيرة القرم التي احتلتها في مارس 2014 الامر الذي علقت عليه حكومة موسكو بالقول انها لن تنسحب من اراض تعود ملكيتها لها.
وفي ميونيخ طالب وزير الخارجية الروسي الحكومة الاوكرانية والانفصاليين المؤيدين لبلاده بالعودة الى طاولة المفاوضات واحياء اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم خرقه في الاسابيع الماضية بشكل دائم.
وقد شهد مؤتمر ميونيخ لقاء رباعيا على مستوى وزراء الخارجية في اطار ما يعرف بمجموعة (نورمندي) المكونة من روسيا والمانيا وفرنسا واوكرانيا.
وفي حين ابدى الوزير الروسي تفاؤله بخصوص اللقاء قال نظيره الاوكراني بافل كليمكن انه لم يكن راضيا ابدا عن نتائج هذا اللقاء.
وعلى صعيد الحرب في سوريا ربط المبعوث الدولي الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا بين حل سياسي للازمة ونجاح الجهود الدولية الرامية الى القضاء على (داعش).
وقال دي ميستورا "اذا اردنا القضاء على (داعش) علينا التوصل لحل سياسي" محذرا من استمرار اعمال القتال على الارض السورية قائلا ان استمرارها يجعل مباحثات جنيف التي ستبدأ الخميس المقبل اكثر صعوبة.
وناشد دي ميستورا الولايات المتحدة عدم الانسحاب من الجهود الدولية الرامية الى حل النزاع السوري بالقول "ما لا اراه هو استراتيجية امريكية واضحة حيال سوريا وانا انتظر من الادارة الامريكية تقديم هذه الاستراتيجية".
وفي احدى الحلقات النقاشية اكد ممثلو المعارضة السورية في ميونيخ استعدادهم لدعم محادثات السلام في جنيف قائلين في الوقت ذاته ان هذه المباحثات لن تضمن سلامة المدنيين بالكامل.
وقال رئيس الائتلاف السوري المعارض انس العبدة في مداخلة ان التوصل لحل في سوريا يتطلب من المجموعة الدولية رص صفوفها وممارسة تأثيرها على نظام الرئيس السوري بشار الاسد واجباره على وقف قصف المدنيين والمرافق العامة.
وشهدت الدورة ال 53 من المؤتمر الامني غير الرسمي الذي يعد الاكبر والاهم من نوعه في العالم مشاركة اكثر 500 شخصية امنية وسياسية وعسكرية ناقشوا فيها على مدار ثلاثة ايام سبل حل ازمات دولية عالقة واليات تعزيز التعاون بين اعضاء المجموعة الدولية من اجل التصدي لأزمات سياسية وانسانية واقتصادية مشتركة.(النهاية) ع ن ج / م م ج