A+ A-

(علي زكريا الانصاري) منارة كويتية بين الدبلوماسية والثقافة

جانب من فعالية المنارة الثقافية باسم الفنان الراحل علي زكريا الأنصاري
جانب من فعالية المنارة الثقافية باسم الفنان الراحل علي زكريا الأنصاري

الكويت - 25 - 1 ( كونا ) -- ما بين الدبلوماسية والموسيقى عاش علي زكريا الانصاري حياته وعمل بجد وحب فأنجز ليصبح اليوم احد المنارات الثقافية التي ظلت ملامحها خالدة في ذاكرة الوطن.
ووفاء لهذا العلم من اعلام الثقافة في البلاد خصص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ضمن مهرجان القرين الثقافي لهذا العام (منارة ثقافية باسم الفنان الراحل علي زكريا الأنصاري) أحد أبناء الكويت المبدعين الذي عمل من أجل رفع اسم وطنه عاليا.
وقدم المستشار في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب وومثل الكويت في لجنة صون التراث الثقافي غير المادي في منظمة (اليونسكو) والعازف والملحن الموسيقي الدكتور وليد السيف المنارة الثقافية مساء الاربعاء في مكتبة الكويت الوطنية اذ تضمنت لمحة عن حياة الانصاري وقصته مع الموسيقى وآراءه فيها وأعماله الموسيقية من سيمفونيات ومقطوعات وعزف منفرد على العود.
كما سلطت الضوء على بعض الجوانب الإنسانية لحياة الراحل علي الانصاري من صور فوتوغرافية واسطوانة تحتوي مجموعة مختارة من إبداعاته الموسيقية المحببة إليه.
وشارك في تقديم سيرة الراحل في المنارة الثقافية صديق الراحل الانصاري المهندس محمد معتوق البخيت والابن الاكبر للانصاري مازن علي الانصاري.
وقدم السيف والبخيت ومازن الانصاري مؤلفهم المشترك الخاص بالراحل علي زكريا الانصاري وسيرته ابتداء بولادته عام 1929 الى وفاته في 2011 مبرزين أدواره كأديب وأستاذ ومفتش تربوي وسفير ودبلوماسي وموسيقي من الطراز الرفيع.
وقال وليد السيف متحدثا عن هذا العلم ان الموسيقى كانت عشق الراحل الانصاري وهوايته المحببة حيث طورها بمثابرته وإصراره وصبره وماله ليرتقي بها لفترة تزيد على أربعة عقود من الزمن حتى أوصلها إلى العالمية ونال باستحقاق لقب الموسيقار مسجلا اسما مرموقا بين أعظم الموسيقيين العالميين في القرن ال20.
بدوره تطرق مازن علي الانصاري الى حب والده الشديد للموسيقى اذ "كنا جميعا نساعده في تنمية هوايته خصوصا استخدامه للكمبيوتر" الذي اعتبره الراحل اختراعا عجيبا لتطوير قدراته في التلحين الأوركسترالي.
واضاف بالقول "لاحظنا أن إصراره ومثابرته في التعلم مكناه من العمل بالكمبيوتر وبرامجه المختلفة علما بأنه ليس من جيل الكمبيوتر وهذا شيء جديد تعلمناه من الوالد في حياته".
ودرس الراحل الانصاري في جامعة القاهرة عام 1954 وتابع بعدها حصوله على الدبلوم العالي من جامعة إكستر البريطانية لينخرط بعد ذلك في العمل بالسلك الدبلوماسي حيث تنقل بين لبنان وتونس والاتحاد السوفييتي والهند وإندونيسيا وغيرها من دول العالم.
وفي أثناء وجوده في موسكو سفيرا لدولة الكويت هناك التفت إلى هوايته الموسيقية حيث وجد البيئة الحاضنة فقرر دراسة الموسيقى على يد المؤلف العالمي البروفيسور ميخائيلوف وغيره من خيرة الموسيقيين هناك وأبدع في التلحين الاوركسترالي خالقا توليفة رائعة بين العالمين العربي والغربي موسيقيا حتى ان أعماله عزفت كمقطوعات موسيقية داخل الكويت وخارجها.
وعند انتهاء فترة خدمته في الخارجية تفرغ لاعادة مقطوعاته مستغلا خبرته في تطويرها والاضافة إليها لتعزف في عدة محافل دولية مما جعل المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب يسجل اعماله ويوثقها بشكل حديث.
ومن بين اعماله سجل علي الانصاري في يوليو من عام 2000 ست مقطوعات موسيقية كتبت للاوركسترا السيمفوني شوبان في وارسو بقيادة عميد الأكاديمية البروفيسور جيماك كما سجل في القاهرة بتاريخ 23 مايو 2000 ألبوما موسيقيا بقيادة إبراهيم راديو تضمن تسع مقطوعات موسيقية كتبت لأوركسترا عربية كنواة لتطويرها في المستقبل وتقديمها إلى العالم بشكل متقن.
كما سجل عزفا منفردا على آلته المحببة (العود) في مجموعات من الأسطوانات الرقمية خمس منها أطلق عليها (تأملات على العود) وأسطوانتين (انطباعات عن أغاني أم كلثوم) وأسطوانتين (انطباعات عن اغاني محمد عبدالوهاب) وله كذلك العديد من التسجيلات التي تبرز محاولاته لتطوير موسيقى أغاني البحر الكويتية الشعبية ضمن الموسيقى الأوركسترالية.
وفي مجال الأدب نشرت له العديد من المقالات الادبية والنقدية والاجتماعية والقصص القصيرة منها (عاشق الصورة) و(المتشائم) و(بورقيبة) وغيرها وكذلك نشرت له بعض الترجمات من اللغة الإنجليزية ومنها مسرحية (تواضعت فظفرت) للكاتب الإنجليزي أوليفر جولد سميث والتي ظهرت من ضمن منشورات المسرح العالمي في العام 1970 والتي كانت تصدر عن وزارة الإرشاد والأنباء آنذاك.
وكرم الراحل في عدة مناسبات ثقافية كان اخر التكريم في إمارة أبوظبي بتاريخ 6 أكتوبر 2011 من قبل منظومة دول مجلس التعاون الخليجي لانجازاته في مجال الإبداع الموسيقي.
وانتقل علي الانصاري إلى رحمة الله تعالى في 16 يوليو 2011 بعد صراع مع المرض دام سبع سنوات تاركا إرثا موسيقيا ومكتبة موسيقية ينهل منها الاجيال الموسيقية الحالية واللاحقة وله من الأولاد مازن ومعن ومجد والمرحوم مهند وبنت واحدة هنادي.(النهاية) ش ه د / ج خ