الكويت - 24 - 1 (كونا) -- اكد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي اليوم الثلاثاء اهمية تعزيز التعاون وتوثيق التكامل مع المنظمات والهيئات الاقليمية والدولية بغية مواجهة التحديات الخطيرة المحدقة بدول العالم لاسيما "ظاهرة الارهاب البغيضة".
جاء ذلك في كلمة للشيخ صباح الخالد خلال حفل افتتاح المركز الاقليمي لمنظمة حلف شمال الاطلسي (الناتو) ومبادرة اسطنبول للتعاون الذي اقيم تحت رعاية وحضور سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء في الحي الدبلوماسي بمنطقة مشرف.
وأوضح ان دولة الكويت تؤمن ايمانا كاملا بأن هذا الصرح يعتبر لبنة اساسية في مجال تعاوننا نحو تعزيز الامن والسلم الدوليين لاسيما اننا جميعا نتقاسم مبادئ مشتركة تدعو الى الحوار وتهدف الى السلام وتنشد الامن والاستقرار.
وفيما يلي نص الكلمة التي القاها الشيخ صباح الخالد: "استهل كلمتي هذه برفع أسمى آيات العرفان والامتنان الى سيدي حضرة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وسيدي سمو ولي العهد الامين الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح حفظهما الله ورعاهما على ما احاطا به هذا الحدث الهام من عناية كريمة ومباركة غالية وتوجيه سديد بتهيئة كل الظروف والسبل للوصول الى ما نحن بصدده اليوم من انجاز تاريخي مشهود.
كما يطيب لي ان اتوجه بجزيل الشكر والامتنان الى سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء حفظه الله على رعايته الكريمة لهذا الاحتفال مقدرا الاهتمام المستمر والمتواصل لسموه حفظه الله وحضوره تدشين هذا المركز الهام.
كذلك اتوجه بالشكر لمعالي الاخ الشيخ ثامر علي صباح السالم الصباح رئيس جهاز الامن الوطني وكافة منتسبي الجهاز معبرا عن وافر التقدير لجميع من ساهم في تشييد هذا الصرح الهام ولكافة منظمي هذا الحفل على الاعداد والترتيب المميزين.
اصحاب السمو والمعالي والسعادة يأتي انضمام دولة الكويت الى مبادرة اسطنبول للتعاون في عام 2004 استجابة لايمانها بأهمية تعزيز العمل المشترك القائم مع حلف شمال الاطلسي حيث تعد اوجه التعاون مع الحلف متشعبه وعديدة وآخذة بالنمو والتصاعد في مجالات عدة كالتحليل الاستراتيجي والتخطيط للطوارئ المدنية والكوارث الطبيعية والدبلوماسية العامة.
فقد تشرفت دولة الكويت في ديسمبر 2006 بإقامة مؤتمر دولي بين دول الحلف ودول مبادرة اسطنبول للتعاون كان الاول من نوعه الذي يعقده الحلف خارج حدود الدول الاعضاء في الناتو والذي ساهم في وضع اسس العمل المشترك الوثيق بين دول مبادرة اسطنبول للتعاون ودول حلف شمال الاطلسي بغية استثمار ما يملكه الجانبان من فرص وامكانيات وتوظيفها نفعا مشتركا.
ومن منطلق الاهتمام بتعزيز الشراكة مع دول الحلف فقد بادرت دولة الكويت في فبراير عام 2012 بطلب استضافة مركز اقليمي لحلف شمال الأطلسي حيث تمت الموافقة عليه خلال قمة الناتو في الولايات المتحدة الامريكية في مايو من عام 2012 وشرعت الدولة منذ ذلك الحين بإجراءات تشييده وصولا الى احتفالنا اليوم بافتتاحه والذي يعتبر الاول من نوعه للحلف على مستوى المنطقة.
وتجسيدا لاواصر العمل المشترك وفي اطار مبادرة اسطنبول للتعاون تمت اقامة العديد من الانشطة المشتركة بين دولة الكويت والحلف حيث بلغ متوسط عدد الانشطة والفعاليات التي تستضيفها الكويت (3) فعاليات سنويا تنوعت بين مؤتمرات ودورات واجتماعات في حين بلغ عدد مشاركات الاجهزة المعنية الكويتية في الانشطة والفعاليات التي يقيمها الحلف لاكثر من (60) نشاطا اختلفت مجالاتها بين الدورات الميدانية والورش التدريبية.
كما تم في شهر فبراير عام 2016 التوقيع على اتفاقية عبر قوات وافراد دول حلف الناتو في الاراضي الكويتية وذلك اثناء زيارة معالي الامين العام لحلف شمال الاطلسي الى الكويت والتي تهدف الى تسهيل مرور قوات الحلف عبر اراضي دولة الكويت مما سيساهم في تدعيم قدراتنا المشتركة في مواجهة التحديات الامنية.
وتجدر الاشارة الى انه تم مؤخرا اقرار افتتاح بعثة دولة الكويت المعتمدة لدى منظمة حلف شمال الاطلسي حيث قدم سفير دولة الكويت لدى مملكة بلجيكا اوراق اعتماده في شهر ديسمبر 2016 الى الامين العام لحلف شمال الاطلسي ليصبح اول رئيس بعثة كويتية لدى الحلف.
اصحاب السمو والمعالي والسعادة نعيش اليوم في عالم مليء بالتحديات الجسيمة والمعقدة مما يدفعنا الى تعزيز التعاون وتوثيق التكامل مع المنظمات والهيئات الاقليمية والدولية وقد امسينا جميعا اكثر حاجة لان ننسق جهودنا وقدراتنا لمواجهة هذه التحديات الخطيرة التي تتفاقم يوما بعد يوم وتمس دولة بعد دولة ومن بينها ظاهرة الارهاب البغيضة والتي لا توجد دولة بمأمن من شرورها وتتطلب تضافر جهودنا من اجل مواجهتها وتجفيف منابعها والقضاء على كافة أشكالها وصورها.
ومن هذا المنطلق فإن دولة الكويت تؤمن إيمانا كاملا بأن هذا الصرح يعتبر لبنة أساسية في مجال تعاوننا نحو تعزيز الامن والسلم الدوليين لاسيما اننا جميعا نتقاسم مبادئ مشتركة تدعو الى الحوار وتهدف الى السلام وتنشد الامن والاستقرار.
في الختام أجدد الترحيب بكم معربا عن بالغ الاعتزاز بافتتاح هذا المركز الاقليمي الهام ومشددا على رغبة دولة الكويت الجادة وحرصها تجاه توفير كل ما من شأنه ضمان نجاح هذا المركز بما يعود بالفائدة علينا جميعا". (النهاية) ح م د / ع ن م / م ص ع