A+ A-

وزير الخارجية الكويتي يشارك في المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الاوسط في باريس

الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في لقطة جماعية مع المشاركين في المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس
الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في لقطة جماعية مع المشاركين في المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس

باريس - 15 - 1 (كونا) -- شارك الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي في المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس اليوم الاحد بدعوة من الحكومة الفرنسية وبحضور رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند وبمشاركة 70 دولة ومنظمة دولية.
وقد أدلى الشيخ صباح الخالد بكلمة فيما يلي نصها: "بسم الله الرحمن الرحيم معالي الصديق جان مارك آيرولت وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية في الجمهورية الفرنسية الصديقة...
تحية سلام ووئام يستهدفها هذا المحفل الدولي الهام بمبادرة كريمة ومقدرة من فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند مثمنين عزمه الكبير على إنقاذ عملية السلام ولا يسعنا إزاءها إلا أن نتقدم لفخامته بخالص الشكر والتقدير ومن خلاله لحكومة وشعب فرنسا الصديق تعبيرا عن امتناننا لهذه المبادرة الثمينة مستذكرين مواقف فرنسا الصديقة وسعيها المتواصل لإيجاد تسوية جادة لقضية الشعب الفلسطيني العادلة بدءا من تصويت فرنسا لصالح الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كمراقب في الأمم المتحدة عام 1974 مرورا بقيام الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران بطرح إقامة الدولة الفلسطينية أمام الكنيست الإسرائيلي عام 1982 وتصويت البرلمان الفرنسي لصالح الاعتراف بدولة فلسطين عام 2014 وغيرها من المواقف الفرنسية المشهودة في مجلس الأمن والمحافل الدولية المختلفة.
الحضور الكرام اسمحوا لي أن أكون محددا في توضيح عددا من النقاط والمرتكزات التي أجدها في غاية الأهمية إن رغبنا في أن تكون مخرجات هذا المؤتمر الدولي على القدر المأمول منه: أولا: إن أنظار الرأي العام العالم خاصة شعوب منطقتنا العربية تراقب بكثب أعمال هذا المؤتمر وما سيخلقه من زخم إقليمي ودولي لاستئناف عملية السلام المتعثرة وعليه يجب أن نسعى وبكل الجهود الممكنة كي يكون مؤتمرنا هذا مفعلا لمخرجات المؤتمرات والمبادرات الأخرى التي عقدت لحل القضية الفلسطينية ومنها على سبيل المثال لا الحصر (مدريد 1991) و(أوسلو 1993) و(كامب ديفيد 2000) إضافة إلى صدور العديد من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة حيال هذه القضية المصيرية.
ثانيا: إن عدم تطبيق تلك القرارات الأممية يضاف إليها عدم الالتزام بما تم اقراره في هذه المؤتمرات الدولية قد فاقم من المآسي الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل وزاد من التوترات في المنطقة وانسحب ذلك على قضايا الأمن والاستقرار الدوليين وبدأنا نشهد ظهور أزمات أخرى في المنطقة بدأنا نعاني منها جميعا كالتطرف والإرهاب وهي كلها قضايا لا يمكن حلها دون حل جذور المشكلة ولب الصراع ألا وهي القضية الفلسطينية.
ثالثا: يجب أن ينصب تركيز مؤتمرنا هذا على خلق تسوية نهائية لهذا النزاع وليس الاستمرار في إدارته وذلك من خلال طرح محفزات لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عبر توفير الظروف المؤاتيه لخلق مناخ يسمح بالتفاعل والتعاون في المجالات الاقتصادية والمهنية والتعليمية والثقافية والتي من شأنها إرساء أسس السلام ونبذ كافة أشكال التطرف والعنف.
رابعا: وضع سقف زمني محدد لاستكمال المفاوضات وسقف زمني آخر لتطبيق الاتفاق فور التوصل إليه وذلك بغية الوصول إلى حل الدولتين المبني على أساس القرارات الأممية ذات الصلة وخاصة قرار الجمعية العامة رقم (194) وقرارات مجلس الأمن أرقام (242) و(338) و(1397) و(1515) و(1850) و(2334) إضافة الى مبادرة السلام العربية مما يمهد إلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967.
خامسا: ولتحقيق ما سبق ينبغي أيضا على الجهات الدولية المعنية خاصة اللجنة الرباعية إضافة إلى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والشركاء الدوليين القيام بدور فاعل في دعم وتنفيذ تلك الأهداف آملين بأن تطور اللجنة الرباعية من كيانها لتشمل في عضويتها دولا عربية تضيف إلى أعمالها مزيدا من الحيوية والفعالية.
سادسا: نعبر عن بالغ القلق إزاء ما يتم تداوله عن توجه الإدارة الأمريكية الجديدة بنقل سفارتها إلى القدس المحتلة الأمر الذي من شأنه تقويض فرص السلام ومتناقضا مع قرارات مجلس الأمن لا سيما القرار رقم (478) والذي ينص على دعوة الدول التي أقامت بعثاتها الدبلوماسية في القدس إلى سحب هذه البعثات.
أصحاب المعالي والسعادة الحضور الكرام ختاما وإذ نجدد شكرنا وإشادتنا بالدور المحوري والهام الذي تضطلع به الجمهورية الفرنسية الصديقة باعتبارها المحرك الرئيسي للمساعي الدولية الأخيرة الهادفة الى استئناف مفاوضات السلام بودي أن أذكر بأن هذا العام يصادف مرور 69 عاما من المعاناة والمرارة والألم من سنة النكبة عام 1948 و 50 عاما من احتلال الأراضي الفلسطينية والعربية عام 1967 الأمر الذي جعل منها أقدم قضية دولية في تاريخنا المعاصر ولذا أما آن الأوان الآن لكي يصحو الضمير العالمي وأن ينظر بنظرة أكثر جدية حيال هذه المأساة الإنسانية.
وشكرا على حسن اصغائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
وضم وفد دولة الكويت المشارك في المؤتمر كل من مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح وسفير دولة الكويت لدى الجمهورية الفرنسية الصديقة السفير سامي محمد السليمان ومساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي السفير عزيز رحيم الديحاني وعدد من كبار المسئولين في وزارة الخارجية. (النهاية) م ع ب