A+ A-

رئيس وزراء تركيا يزور العراق غدا بعد توتر العلاقات بين البلدين في اكتوبر الماضي

رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم
رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم

من رضا سردار

انقرة - 4 - 1 (كونا) -- يجري رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم غدا الخميس زيارة للعراق تعد الاولى لمسؤول تركي رفيع المستوى منذ التوتر الذي شهدته العلاقات بين البلدين في شهر اكتوبر الماضي.
ومن المقرر ان يبحث يلدريم مع نظيره العراقي حيدر العبادي ملفات احترام السيادة العراقية ومكافحة "الارهاب" وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة الاقتصادية التي شهدت تراجعا بعد سيطرة ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) على مدينة (الموصل) في شهر يونيو عام 2014.
وسيبحث الطرفان ايضا القضايا السياسية والامنية والتجارية ومسألة نقل الغاز العراقي الى الاسواق العالمية عبر الاراضي التركية فيما سيتوجه يلدريم بعد غد الجمعة الى اربيل للقاء رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني.
وشهدت العلاقات بين البلدين توترا في شهر اكتوبر الماضي اثر مصادقة البرلمان التركي على تمديد تفويض قرار حكومي يجيز للقوات التركية شن عمليات عسكرية في سوريا والعراق لمدة عام. ورد مجلس النواب العراقي على قرار البرلمان التركي باعتبار وجود القوات التركية التي تنتشر في معسكر (بعشيقة) قرب الموصل "قوات محتلة معادية" وطالبتها بالانسحاب مهددة باللجوء الى مجلس الامن.
وعزت الحكومة التركية سبب وجود القوات التركية في معسكر (بعشيقة) الى تدريب القوات المحلية لمحاربة (داعش) وتحرير (الموصل).
واستدعت وزارة الخارجية التركية السفير العراقي في أنقرة هشام العلاوي احتجاجا على قرار البرلمان العراقي فيما تم استدعاء السفير التركي لدى بغداد فاروق قايمقجي على خلفية تصريحات "استفزازية" اطلقها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بشأن عملية تحرير (الموصل).
وأعربت تركيا مرارا عن رغبتها في المشاركة في عملية تحرير (الموصل) التي انطلقت في شهر اكتوبر الماضي معتبرة ان الهدف من المشاركة هو مواجهة كل الاخطار التي تهدد امن ومستقبل تركيا.
وتشن المقاتلات التركية بين الحين والآخر غارات جوية على عناصر ومواقع حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل شمالي العراق والتي تعد المعقل الرئيسي للحزب في شن هجماته على تركيا.
وتعتبر الحكومة التركية التي تشن ايضا عملية (درع الفرات) منذ شهر اغسطس الماضي لتطهير المناطق السورية المتاخمة لحدودها من التنظيمات "الارهابية" حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي ووحدات الحماية الشعبية الذراع العسكرية لحزب العمال في سوريا.
وارسل الجيش التركي ايضا تعزيزات عسكرية مكونة من الدبابات والمدرعات المصفحة الى الحدود مع العراق والتي تمتد بطول 350 كيلومترا بعد انطلاق عملية تحرير الموصل لمنع حزب العمال من انشاء قاعدة على غرار قنديل في منطقة سنجار شمالي العراق وفق ما اعلنه وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو. واجرى وفد تركي من مساعد وزير الخارجية ورئيس جهاز الاستخبارات زيارة في شهر نوفمبر الماضي الى بغداد والتقى العبادي ووزيري الخارجية ابراهيم الجعفري والدفاع خالد العبيدي اكد خلالها الطرفان سيادة ووحدة الأراضي العراقية ودعم انقرة لحكومة بغداد في محاربة (داعش).
ودعا المسؤولون الاتراك الى مواصلة المباحثات مع الحكومة المركزية العراقية وايجاد حل لأزمة وجود القوات التركية في (بعشيقة) بالطرق السلمية.
وفي سياق متصل اجرى الرئيس التركي يوم الجمعة الماضي مباحثات مع رئيس الوزراء العراقي تناول خلالها زيارة رئيس الوزراء التركي المرتقبة الى بغداد فيما قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش يوم امس الاول الاثنين ان العلاقات التركية - العراقية "عادت مجددا".
وفي الملف الاقتصادي شهد حجم التبادل التجاري بين البلدين تراجعا بعد سيطرة (داعش) على الموصل في يونيو 2014 حيث سجل 9ر10 مليار دولار بعد ان بلغ حجم التبادل التجاري بينهما 12 مليار دولار في عام 2013 فيما انخفض الحجم ايضا في عام 2015 الى 5ر8 مليار دولار. وفي شهر نوفمبر الماضي بلغت قيمة الصادرات التركية الى العراق 796 مليون دولار محتلة المرتبة الرابعة بعد المانيا والمملكة المتحدة والامارات.
وكان البلدان عقدا اول اجتماع لمجلس التعاون الاستراتيجي التركي - العراقي في العاصمة العراقية في عام 2009 بينما انعقد الاجتماع الثاني في انقرة عام 2014.
يذكر ان العلاقات بين انقرة وموسكو شهدت ايضا توترا اثر اسقاط مقاتلات تركية طائرة حربية روسية على الحدود السورية في شهر نوفمبر عام 2015 ما ادى الى مقتل جنديين روسيين.
وعادت العلاقات بين البلدين الى طبيعتها عقب اجراء اتصال بين الرئيسين التركي اردوغان والروسي فلاديمير بوتين في 29 يونيو الماضي بعد رسالة وجهها اردوغان الى بوتين اعرب فيها عن حزنه ازاء حادثة اسقاط الطائرة وتعاطفه مع أسر الطيارين اللذين قتلا بالحادث.
واجرى اردوغان زيارة لروسيا في شهر اغسطس الماضي فيما زار بوتين مدينة اسطنبول في اكتوبر الماضي على هامش مؤتمر الطاقة العالمي.
واستمر البلدان في عملية اعادة تطبيع العلاقات بينهما خاصة بعد الاتفاق على عملية اجلاء المدنيين من شرق مدينة حلب شمالي سوريا ووقف اطلاق النار في عموم سوريا والجهود التي يبذلانها من أجل عقد مؤتمر سلام لحل الأزمة السورية في كازاخستان.(النهاية) ر س / م خ