A+ A-

(القيصرية).. من أشهر أسواق الكويت في عشرينيات القرن الماضي

من غادة الحبيب

الكويت - 15 - 12 كونا -- (يا هل الشرق مروا بي على القيصرية).. بهذه الكلمات تغنى المطرب الراحل محمود الكويتي بسوق القيصرية الذي كان أحد أشهر أسواق الكويت في عشرينيات القرن الماضي.
و(القيصرية) لفظا كما وردت في معجم المعاني تعني (الاقتصار على شيء بعينه) أي أن يقتصر السوق على بيع منتج محدد وهو ما كان ينطبق على قيصريات الكويت القديمة التي كانت بضائعها مقتصرة غالبا على الأقمشة.
ومن أشهر القيصريات في الكويت قديما كما ورد في كتاب للباحث محمد عبدالهادي جمال بعنوان (أسواق الكويت القديمة) قيصرية خليل القطان التي كانت تسمى ب(سوق اليهود) وقيصرية بن رشدان وقيصرية البدر وقيصرية العوضي.
وقال الباحث جمال في كتابه إن قيصرية القطان أو كما كانت تعرف آنذاك بسوق اليهود أنشئت عام 1895 وكانت تقع شرق سوق التجار قرب مسجد الحداد وتعود ملكيتها للمرحوم خليل القطان الذي كان أحد أكبر تجار الأقمشة والأراضي في الكويت قديما.
وذكر أن (قيصرية القطان) من أقدم أسواق الكويت القديمة وتخصصت ببيع القماش وكان أغلب الباعة فيها من اليهود الذين يسكنون الكويت آنذاك فسمي لذلك (سوق اليهود) حيث استمر في نشاطه وازدهاره نحو ثلاثين عاما عندما بنيت قيصرية الرشدان واستطاعت أن تسحب البساط من (سوق اليهود).
وحول (قيصرية الرشدان) أفاد بأن ملكيتها تعود للمرحوم راشد بن رشدان العازمي الذي كان يعد من كبار تجار العقار وأصحاب السفن في الكويت قديما.
ولفت إلى أن (قيصرية الرشدان) بنيت أواخر عشرينيات القرن الماضي وكانت تضم ما يزيد على عشرين دكانا مسقوفا بالبواري (الحصران المصنوعة من نبات البامبو) ولها مدخلان أحدهما يطل على السوق الداخلي والآخر يؤدي الى عدد من الأزقة.
وبين جمال أن (قيصرية الرشدان) كانت تضم آنذاك البزازين (بائعو الأقمشة) إضافة إلى بيع (المري والأويات والتيل والزري والترتر) وجميع مستلزمات الخياطين.
وأضاف أن (قيصرية الرشدان) اكتسبت شهرة كبيرة بين أسواق الكويت القديمة واستمر ازدهارها أكثر من ربع قرن أي حتى خمسينيات القرن الماضي عندما بدأت الأسواق الجديدة بالظهور.
ومن القيصريات أيضا أشار إلى (قيصرية البدر) التي بناها المرحوم ناصر البدر في عهد حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح وكانت تقع في بداية السوق الداخلي من الجهة الشمالية الشرقية.
وقال إن النشاط الرسمي لقيصرية البدر عند إنشائها كان مقتصرا على بيع اللؤلؤ حيث كان تجار هذه السلعة الثمينة (الطواويش) يجتمعون في مقهى شهير يسمى (قهوة الطواويش) يتوسط (قيصرية البدر) فيقومون بعمليات بيع وشراء اللؤلؤ إضافة إلى استقبال تجار اللؤلؤ القادمين من دول أخرى لاسيما الهند الراغبين في شراء هذه المجوهرات والعودة بها إلى بلادهم.
وأوضح أنه بعد فترة طويلة من الزمن وخصوصا بعد أفول نجم تجارة اللؤلؤ الطبيعي بدأت تدخل الى (قيصرية البدر) أنواع أخرى من البضائع حيث اتخذ العديد من تجار البشوت والسجاد (الزل الإيراني) والعطور مكانهم في السوق ومن أبرزهم دكان المرحوم سليمان المرشود الذي كان يؤمه التجار والشيوخ لشراء ما يحتاجون إليه من أجود أنواع العطر الهندي والبخور الكمبودي.
وأشار جمال إلى أن أحدث القيصريات التي أنشئت في كويت الماضي كانت (قيصرية العوضي) التي بناها التاجر عبدالله العوضي نهاية أربعينيات القرن الماضي بعد أن لاحظ زيادة إقبال الناس على شراء البضائع المستوردة من أوروبا واليابان.
وقال إن (قيصرية العوضي) كانت تقع في بداية السوق الداخلي جنوب سوق البدر وتخصصت متاجرها ببيع مختلف أنواع الأقمشة الى جانب وجود تجار (القومسيون) فيها وهم مجموعة من الشباب امتهنوا آنذاك مهنة استيراد البضائع من أوروبا وشرق آسيا لمصلحة التجار الكبار مقابل نسبة بسيطة من العمولة ومنحتهم معرفتهم باللغة الإنكليزية والحساب تفوقا بهذا المجال. (النهاية) غ ح / ت ب