A+ A-

وزير الطاقة السعودي: اتفاق المنتجين خارج (اوبك) على خفض الانتاج "تاريخي"

وزير الطاقة والنفط السعودي خالد الفالح خلال مؤتمر صحفي في مقر المنظمة بحضور وزير الطاقة الروسي
وزير الطاقة والنفط السعودي خالد الفالح خلال مؤتمر صحفي في مقر المنظمة بحضور وزير الطاقة الروسي

من عبدالوهاب القايد

فيينا - 10 - 12 (كونا) -- اشاد وزير الطاقة والنفط السعودي خالد الفالح بالقرار الذي توصلت اليه الدول المنتجة للنفط من خارج منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) اليوم السبت والقاضي بخفض الانتاج واصفا الاتفاق بانه "تاريخي بكل المقاييس".
جاء ذلك في تصريح أدلى به الوزير السعودي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) عقب انتهاء المؤتمر الوزاري المشترك بين المنتجين من داخل وخارج (أوبك).
وكانت الدول المنتجة للنفط من خارج (اوبك) قد توصلت اليوم السبت إلى اتفاق مع المنظمة يقضي بخفض سقف الانتاج بواقع 558 ألف برميل يوميا اعتبارا من مطلع يناير المقبل ولمدة ستة أشهر قابلة للتجديد.
وقال الوزير الفالح الذي ستتسلم بلاده الرئاسة الدورية للمنظمة اعتبارا من مطلع العام المقبل ان الوزراء توصلوا الى هذا الاتفاق التاريخي بفضل الروح السائدة داخل المنظمة والتي غلب عليها الطرح الموضوعي حيث ادرك الجميع ان المصلحة العامة فوق كل اعتبار.
واضاف ان المنظمة بعد تبينها اعلانين هامين خلال الفترة الاخيرة من خلال اعلان دول المنظمة خفض الانتاج بواقع مليون و 200 الف برميل يوميا واعلان الدول من خارج المنظمة خفض الانتاج بواقع 558 الف برميل يوميا كل ذلك سيجعل المنظمة تغير أسلوب عملها وتدشن مرحلة تاريخية جديدة.
واعرب الفالح عن تفاؤله الكبير بان تشهد السوق النفطية العالمية خلال عام 2017 استقرارا وتوزانا في المعروض بحيث تكون سنة خير على الجميع.
وحول اولوياته كرئيس جديد للمنظمة خلال 2017 وابرز القرارات التي يستعد لاتخاذها قال وزير الطاقة السعودي ان العامل الاساسي الذي سيكون محور استراتيجيته خلال فترة ترأسه هو تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في 2016 خاصة وان السوق مازالت في حالة تعافي.
وأكد ان طبيعة عمله المستقبلي سوف تنطلق من نظرة شاملة لا تقتصر على المديين القصير والمتوسط فحسب وإنما تشمل أيضا المدى البعيد.
وفي هذا الصدد اوضح الوزير الفالح ان مسؤوليات المنظمة خلال المدى القصير تتمثل في تطبيق بنود الاتفاق التاريخي الذي تم التوصل اليه خلال الاجتماعين الاخيرين في فيينا نهاية الشهر الماضي واليوم السبت.
واكد اهمية متابعة اتفاق اليوم مشيرا الى ان ذلك سيساعد المنظمة على تثبيت مصداقيتها داحل السوق بشكل عام معتبرا هذا الهدف من أهم أولوياته خلال فترة ترؤسه للمنظمة.
وفيما يتعلق بالتنسيق المرتقب بين روسيا و(اوبك) خلال المرحلة القادمة قال الفالح ان التنسيق سيتواصل وستستمر اللقاءات الثنائية بين الجانبين.
واشار الى أنه التقى نظيره الروسي خلال الفترة القليلة الماضية اكثر من ست مرات مشددا على اهمية هذه اللقاءات في خلق اجواء من الثقة والتقارب بين الجانبين.
وحول امكانية عقد اجتماعات دورية بين الدول المنتجة للنفط من داخل وخارج (اوبك) في فيينا خلال العام المقبل قال الفالح ان الاجتماع القادم لوزراء نفط (اوبك) سيكون في شهر يونيو المقبل في فيينا لبحث مستويات الانتاح والاسعار "وبالتشاور مع زملائنا الوزراء في المنظمة سندعوا الدول المنتجة من خارج (اوبك) وبالذات الدول الاطراف في اتفاق فيينا المبرم اليوم الى لقاء جديد لتقييم ادائنا المشترك في تحقيق الاستقرار المطلوب داخل السوق النفطية اضافة الى رسم خطة لباقي السنة على المدى المتوسط".
وردا على سؤال حول امكانية انضمام دول اخرى من خارج المنظمة في المستقبل قال الوزير الفالح ان اتفاق فيينا مع الدول المنتجة للنفط من خارج (اوبك) يبقى مفتوحا ايضا امام دول اخرى ترغب في الالتحاق بهذا الاتفاق التاريخي معلنا ترحيبه كرئيس جديد للمنظمة بكل الدول من خارج المنظمة الراغبة في الانضمام الى اتفاق التعاون المشترك.
وفيما يتعلق بتوقعاته حول مستوى الاسعار خلال المرحلة المقبلة اوضح الفالح ان اتفاق الدول المنتجة للنفط من داخل وخارج (اوبك) بقدر ما يهدف الى تحقيق مستوى اسعار عادلة فان المنظمة لديها قناعة بان من يحدد السعر هي السوق النفطية من خلال إحداث توازن بين العوامل الاساسية لهذه السوق من حيث العرض والطلب.
وردا على سؤال حول انضمام روسيا وسلطنة عمان الى عضوية اللجنة الوزارية التي تراسها دولة الكويت والمعنية بتنفيذ اتفاق الخفض في الانتاج والضمانات الخاصة بعمل اللجنة قال وزير النفط السعودي ان الضمان الاول والاخير هو ان الجميع سيجني ثمرة هذا الاتفاق من خلال الالتزام بما تم الاتفاق عليه مشيرا الى ان الجميع يدرك العواقب السلبية لعدم الالتزام بالاتفاق المبرم بين الجانبين.
وفي هذا الصدد اشار الوزير الفالح الى ان السوق النفطية شهدت تقلبات كبيرة خلال الفترة الاخيرة بسبب وجود فائض في الانتاج لا يتجاوز 2 في المئة مشيرا الى ان كل المنتجين اصبحوا اليوم في نفس القارب وبالتالي فالتزامهم بالاتفاق مسالة ضرورية للجميع.
وخلص الفالح في ختام تصريحه الى القول ان كل الدول بما فيها الدول المستهلكة استوعبت الدرس اليوم مشددا على القول ان مسؤولية استقرار السوق النفطية وتحقيق اسعار عادلة تبقى مشتركة يتحملها جميع المنتجين بدون استثناء.
وكانت الدول الأعضاء في (أوبك) قد توصلت في ختام اجتماعها الوزاري في فيينا في 30 نوفمبر الماضي الى اتفاق يقضي بخفض سقف الانتاج بمقدار 2ر1 مليون برميل يوميا اعتبارا من مطلع العام المقبل.
وكانت المنظمة قد تلقت تعهدات من دول منتجة من خارجها تقضي بخفض انتاجها بواقع 600 ألف برميل يوميا.
وسيكون سقف انتاج المنظمة وفق الخفض الجديد عند معدل 5ر32 مليون برميل يوميا بهدف دعم الاسعار التي تراجعت بسبب وجود كميات كبيرة من الخام في السوق العالمية النفطية. (النهاية) ع م ق / م م ج