A+ A-

أغاني الاطفال التراثية أدب شعبي أثرته قريحة المرأة الكويتية العفوية

المؤرخة الكويتية غنيمة الفهد
المؤرخة الكويتية غنيمة الفهد
من شيخة اللوغاني الكويت - 27 – 10 (كونا) -- زخر الموروث الشعبي الكويتي بأهازيج جميلة وقصائد خفيفة تغنت بها المرأة الكويتية في الماضي وظلت عالقة في الافئدة والأذهان حتى زمننا الحالي لما لها من وقع مريح على النفس بسلاسة كلماتها وسحر سجعها.
وعلى الرغم من أن المرأة الكويتية في الماضي لم تتلق التعليم الاكاديمي الا انها أديبة وشاعرة صاغت أجمل المعاني وأعذب الاشعار فأنتجت أدبا نسائيا ثريا تتناقله النساء الكويتيات الى هذا اليوم اذ يتوج هذا الادب النسائي التراثي أغنيات تتردد على مسامع المواليد والأطفال ومازالت حاضرة في روح كل امرأة كويتية.
وحول ذلك قالت المؤرخة الكويتية غنيمة الفهد في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان المرأة الكويتية قديما تتمتع بثقافة بسيطة حيث لم تتلق تعليما نظاميا الا انها حفظت القرآن الكريم فصقل موهبتها الشعرية من خلال آياته العظيمة لما تضمنته من تعبيرات قرانية مسجوعة فتشربت من خلاله السجع.
وأوضحت الفهد ان أغلب النساء كان لديهن الموهبة الشعرية فواحدة من النساء تتغنى بأهزوجة تنتشر بين جميع النساء بتلقائية وعفوية لتتناقل من حي الى آخر مضيفة ان من الاغاني التراثية المعروفة بجمال سجعها هي (فطومة بنت ابوها وسبعة تخاطبوها..واحد يقول للثاني انا عبد لأبوها) و(صباحج الصباحي والورد والتفاحي .. صباحج ألف وردة بين جمال وراعي).
وأضافت المؤرخة الفهد ايضا أن من بين الأهازيج النسائية المشهورة قديما (لولوة خطبها الجبري مندوبها الباشا نص الحسا دزتها والهير ويا قماشة) حيث تظهر في هذه الاغنية البسيطة خفة دم المرأة الكويتية حين أدخلت ألقاب الدولة العثمانية كالباشا والهير (مغاصات اللؤلؤ).
وأشارت الى وجود أغان تتسم بروح الفكاهة وخصوصا التي تستخدمها (حريم الحما) أو (الكناين) عند اغاظة بعضهن البعض ومنها (اكلي خلاله عقبي..انتي بنية منتي صبي) كذلك (دان داني دنزهن سبعة حماميل شالن فرشهن ليلة عرسهم الواوي كمشهن وخرب نقشهن) وهي تقال للبنت وترد الكنة الثانية (حمودي ياحمودي..حمودي دهن العود ياعل المسك يعدم ويدوم لي حمودي).
وقالت الفهد ان هناك العديد من الاغاني التي تتغنى بها المرأة الكويتية عند مداعبة الطفل مثل (هلا هلا بالطرشي لطوفة تجينا تمشي) و(بو اربعة ربعوه وان ماطاع طقوه) و(غنيمة من تمر بتراجيها الحمر يبسط بوحلاوة ويعزل بو التمر).
وذكرت أن هناك أهازيج تراثية خصصت للمواليد في عمر المهد فتقول (انا ماشفتك اليوم وانا ماطاب لي النوم) و(مثلك مثلك ما جابوا لو حندبوا لو شابوا).
وأوضحت المؤرخة الفهد أن المولود عندما يبلغ ثلاثة الى ستة أشهر يبدأ يعي ويستوعب المحيط البيئي فعلى سبيل المثال يرى القمر في الليل ويتعجب فتغني له الأم (ياقمير الدودو ما شفت البابا قاعد يصلي ويمه عصاته وينطر بناته وياته الغزالة ورادته) وعند وقت النوم تغني له (لولوواه لولوواه نام نومة الهنية نوم الغزلان في البرية) فيغط الطفل في سبات عميق على صوت أمه الرخيم وقلبها الطيب.
وأضافت أن المرأة الكويتية أديبة وشاعرة ومطربة تستحضر السجع على أصوله لذلك تكون أغلب اغانيها من بيتين فقط فلا تكمل لبساطة معلوماتها فكانت تمتلك الذهن الحاضر فقط.
وبينت المؤرخة غنيمة الفهد ان السبب في تداول وغناء بعض هذه الأهازيج التراثية "الى يومنا هذا يعود لسهولة وجمال معانيها ولتوقفنا عن التأليف وعجزنا عن اثراء التراث بالجديد" كون النساء في السابق عاصرن حقبة زمنية معينة.
وقالت ان هذه الحقبة تتسم باتصال اجتماعي بين افراد العائلة والمجتمع واتصال يومي مع البيئة المحيطة فاستلهمت المرأة الافكار الشعرية من جمال السماء والقمر والنجوم والبحر. (النهاية) ش ع ل / ج خ