A+ A-

ابوالغيط: استمرار السرقات الاسرائيلية للمياه يهدد الامن القومي العربي

القاهرة - 26 - 10 (كونا) -- حذر الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابوالغيط من استمرار الانتهاكات الاسرائيلية ومواصلة استلاب الموارد المائية في اراضي فلسطين وسوريا ولبنان "ضاربة عرض الحائط بالقانون الدولي والمواثيق الدولية".
جاء ذلك في كلمة لابوالغيط امام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي "المياه العربية تحت الاحتلال" مساء اليوم الاربعاء الذي تنظمه الجامعة العربية لالقاء الضوء على الوضع المائي في المناطق العربية المحتلة.
واوضح ابو الغيط ان استلاب الموارد المائية يهدد الامن المائي العربي مشددا على ان القانون الدولي والمواثيق الدولية تقر الحقوق المائية العربية.
ودعا الى ضرورة العمل على تأمين موارد المياه للشعب الفلسطيني مبينا ان ابناء الشعب الفلسطيني يواجهون نوعا من الظلم والاقحاف "حيث ان حصة المواطن الفلسطيني تبلغ 15 لترا في اليوم قياسا بنحو 300 لتر للاسرائيلي".
ولفت الى ان 97 في المئة من الموارد المائية التي يتم ضخها في قطاع غزة غير صالحة للاستخدام الآدمى الى جانب صعوبة الوصول الى موارد المياه في الضفة الغربية.
ودعا ابوالغيط المشاركين في المؤتمر الى مناقشة تداعيات هذه القضية من جوانبها السياسية والقانونية والانسانية "للخروج برؤية شاملة حول الحقوق العربية المائية والتحرك الدبلوماسي والقانوني والاعلامي بشأنها عبر الوسائل المختلفة".
من جانبه دعا رئيس البرلمان العربي احمد بن محمد الجروان الى "تضامن عربي حقيقي" لحماية الامن المائي "باعتباره احد اضلع الامن القومي العربي" مؤكدا اهمية مواجهة اطماع الكيان الصهيوني في المياه العربية.
وقال الجروان في كلمة مماثلة "اننا مطالبون جميعا بمزيد من الجهود لتعبئة رأي عام عربي ودولي للتضامن والدفاع عن الحقوق المائية العربية وفقا لقواعد القانون الدولي للمياه وقرارات الشرعية الدولية التي تكفل سيادة الشعوب الواقعة تحت الاحتلال على مواردها الطبيعية ومنها المياه".
واكد ان البرلمان العربي يضع كل امكانياته للعمل على دعم التوجه العربي وجامعة الدول العربية في هذا الملف دوليا واقليميا موضحا انه رغم وجود العديد من الاتفاقيات الموقعة وبرعاية الدول الكبرى والامم المتحدة "الا ان اسرائيل لم تلتزم بما ورد في هذه الاتفاقيات وما زالت مستمرة في تجاوزاتها".
واعرب الجروان عن الامل في الوصول الى رؤى واجراءات ملموسة ضمن استراتيجية عربية للتحرك لحماية المقدرات العربية وعلى رأسها المياه فى ظل الانتهاكات الصهيونية المستمرة.
اما رئيس سلطة المياه في فلسطين مازن غنيم فدعا الى ضرورة توفير الدعم العربي لانشاء "شبكة امان عربية للمياه" وتوفير اكبر زخم لهذا الامر لتحقيق اهدافه دوليا.
واستعرض غنيم في كلمته التحديات الخطيرة التي تعانيها الموارد المائية في فلسطين بسبب الحصار والقيود الاسرائيلية "اللا متناهية" التي تعوق كل مناحي الحياة منددا بنهج اسرائيل الاستعماري المتمادي في مصادرة المياه الفلسطينية والعربية.
ودعا الى تعبئة الرأي العام المحلي والاقليمي لطرح السرقات الاسرائيلية للمياه في الاراضي العربية المحتلة امام المحافل الدولية لتوفير الحماية اللازمة لها لافتا الى ان قضية المياه تعد احد الملفات الرئيسة لقضايا الحل النهائي للقضية الفلسطينية.
من ناحيتها اكدت الامين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا) الدكتورة ريما خلف الالتزام بدعم جهود فلسطين لانفاذ العدالة وتمكين الشعب الفلسطيني من موارده المائية وجهود فلسطين لدراسة كلفة الاحتلال والتدهور البيئي بسببه.
وشددت خلف في كلمة القتها بالنيابة عن مدير ادارة التنمية المستدامة بالاسكوا رولا مجدلاني على ان قضية حماية الحقوق المائية العربية هي "قضية وجودية" للفلسطينيين والمنطقة العربية باسرها مشيرة الى ان اسرائيل تمارس الانتهاكات لهذه الحقوق المائية "دون ردع او محاسبة".
ويهدف المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام الى تقديم رؤية توضيحية وتحليلية للوضع المائي في المناطق العربية المحتلة فضلا عن تعبئة الرأي العام العربي والدولي للتضامن والدفاع عن الحقوق المائية العربية وفقا لقواعد القانون الدولي للمياه.
ويشارك في المؤتمر وزير الكهرباء والماء الكويتي المهندس احمد خالد الجسار وكذلك وزراء معنيون بشؤون المياه في العالم العربي وممثلون من الامم المتحدة الى جانب قانونيين وحقوقيين ومختصين في القانون الدولي وخبراء مياه من الدول العربية وممثلي منظمات وصناديق عربية ومنظمات اقليمية ودولية ومؤسسات تمويل عربية واقليمية ودولية. (النهاية) م ف م / ر غ / ط ب