A+ A-

استئناف مشاورات السلام اليمنية خطوة عملية مشجعة لاعادتها الى مسارها الصحيح

(خبر موسع) الكويت - 4 - 5 (كونا) -- يعد استئناف مشاورات السلام اليمنية في الكويت برعاية الامم المتحدة بعد ثلاثة ايام من إعلان وفد الحكومة اليمنية تعليق مشاركته في جلساتها خطوة عملية مشجعة لإعادة سير المشاورات الى مسارها الصحيح.
وحققت المشاورات منذ انطلاقها في 21 ابريل الماضي تقدما مهما بعد اتفاق الأطراف اليمنية على الإطار العام الذي طرحته الامم المتحدة بشأن هيكلية واطار العمل للمرحلة المقبلة الى جانب تأكيد التزامها بميثاق الشرف الإعلامي والتعاطي الايجابي مع مقترحات مبعوث الامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد بشأن استكمال الجهود للتوصل الى حل سلمي شامل في اليمن تماشيا مع قرار مجلس الأمن رقم 2216 والقرارات الدولية الاخرى ذات الصلة والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
الا ان المشاورات شهدت تطورا دراماتيكيا يوم الأحد الماضي اثر هجوم استهدف معسكر العمالقة في محافظة عمران ما دفع وفد الحكومة اليمنية الى تعليق مشاركته في جلسات المشاورات احتجاجا على ذلك.
وللحفاظ على الأجواء الإيجابية التي طغت على جلسات المشاورات في الأيام الماضية بذلت جهود ديبلوماسية كويتية وخليجية ودولية لدعم مشاورات السلام اليمنية وأثمرت عن استئناف المشاورات الهادفة الى إنهاء الصراع الدائر في اليمن وإعادة الأمن والاستقرار اليه.
ووسط التطلعات والامال في اليومين الماضيين باستئناف جلسات مشاورات السلام أعلن المبعوث الأممي استئناف أولى جلسات العمل المشتركة صباح اليوم الأربعاء بين الأطراف اليمنية لتعقد بعدها جلسة عمل مسائية ثانية جرى خلالهما تبادل وجهات النظر والرؤى المختلفة بشأن الإطار العام الذي اقترحته الأمم المتحدة ولاسيما فيما يتعلق بسبل تفعيل لجنة التهدئة والتواصل وقضايا الانسحاب وتسليم السلاح والعودة للمسار السياسي وملف الأسرى والمعتقلين.
وكشف مبعوث الامم المتحدة الى اليمن في بيان صادر عقب جلسة العمل الثانية عن تسلمه من رؤساء الوفود اليمنية المشاركة في مشاورات السلام قائمة من كل فريق تتضمن اسماء أعضاء لجان العمل التي تم اقتراحها اليوم الأربعاء لبحث المسارين الأمني والسياسي وقضية السجناء والمعتقلين.
وقال انه جرى خلال الجلسة استعراض المهام المدرجة في مواضيع الترتيبات الأمنية والمسار السياسي والأطر المقترحة لتنفيذ هذه المهام فيما ربط المجتمعون في مداخلاتهم بين المقترحات التي قدمت من الطرفين وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وناقشوا أفضل السبل لمقاربة الشقين السياسي والأمني.
واضاف ان رؤساء وفود الحكومة اليمنية وأنصار الله والمؤتمر الشعبي العام اعربوا خلال الجلسة عن الشكر إلى المجتمع الدولي ومجلس التعاون الخليجي على الجهود التي بذلت في اليومين الماضيين لإعادة الحوار إلى مساره.
وذكر ولد الشيخ احمد انهم رحبوا كذلك ببدء عمل آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش مشددا في هذا الصدد على أهمية الموضوع الانساني في ضوء بدء عمل آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش.
وأوضح انه حث جميع الأطراف اليمنية على بذل كل الجهود لتسهيل عمل المنظمات الانسانية لاسيما في المناطق الأكثر تضررا.
وقال "أصررت على عدم ربط الجانب الانساني بأي جانب آخر حرصا على عدم تسييس الموضوع من قبل أي طرف" مضيفا ان الوضع الانساني يعد أولوية قصوى لاسيما بعدما ساهم وقف الأعمال القتالية في تيسير وصول المنظمات الانسانية وقيامها بواجباتها.
وأعرب المبعوث الاممي عن الأمل في أن يؤدي ذلك الى تسريع العجلة الاقتصادية وتخفيف العبء على المواطن اليمني خاصة مع انطلاق عمل آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش.
وأوضح ان الأمم المتحدة أسست آلية عمل للتحقق والتفتيش خاصة باليمن ومقرها جيبوتي حتى تسهل دخول المواد التجارية الى البلاد وذلك عبر موانئ الحديدة والصليف والمخا مع الالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن 2216 والقرارات ذات الصلة.
وقال انه طلب من الهيئات اليمنية التعاون الكامل مع الآلية لتنشيط الاقتصاد واعادة الحياة الى طبيعتها معربا في هذا الصدد عن شكره للاتحاد الأوروبي وكل من هولندا ونيوزيلندا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية على الدعم السخي لتفعيل هذه الآلية.
ويسعى المبعوث الاممي الى التعاون مع جميع الأطراف رغم التباين في وجهات نظرها ازاء القضايا السياسة والأمنية الى وضع اطار استراتيجي عام يشمل مقترحات الفريقين ويبنى على القواسم المشتركة لوجهات النظر التي قدمت وتشكل تصورا شاملا عن المحاور والاليات الهادفة للتوصل الى حل متين وشامل يعيد السلام لليمن. (النهاية) ع م