A+ A-

خبراء خليجيون: الامن المائي تحد رئيسي يواجه الدول العربية

الفجيرة - 3 - 5 (كونا) - اكد عدد من الخبراء العرب والخليجيين اليوم الثلاثاء ان الامن الغذائي لا يمكن تحقيقه من دون إيجاد الامن المائي في المقام الأول موضحين ان ذلك يعد من التحديات الرئيسية التي تواجه الدول العربية.
وأجمع الخبراء في حلقة نقاشية رئيسية للمؤتمر العربي الخامس للامن الغذائي ان هناك حاجة ماسة في تطوير البنى التحتية التي تعنى بمياه الري داخل الدول العربية لاسيما الخليجية لكي تكون رافدا مهما في تطوير القطاع الزراعي.
ومن جانبه ذكر عميد كلية العلوم بجامعة الامارات الدكتور احمد مراد خلال الحلقة ان دول الخليج تعاني من شح في المياه العذبة بسبب الأجواء الجافة التي تمر عليها معظم أوقات السنة ومساهمة الحرارة العالية في تجفيف منابع المياه وتبخير ما يتبقى من مياه الامطار.
وأضاف مراد ان الاعتماد الرئيسي لدول الخليج هو في تحلية المياه الامر الذي يحتاج الى طاقة كهربائية عالية في التشغيل مشددا على انه من الضروري الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة في تحلية مياه البحر لتقليل التكلفة وزيادة الإنتاج المائي والحفاظ على البيئة في الوقت نفسه.
وأوضح ان دول الخليج قادرة على استيفاء متطلباتها من المياه الصالحة للري الزراعي في الوقت الحالي "ولكن يجب الاستعانة بدراسات علمية متخصصة لاستدامة هذه المياه في المستقبل".
من ناحيته قال رئيس مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية والمشرف على كرسي الملك عبدالله للامن الغذائي الدكتور خالد الرويس ان مسألة الامن الغذائي الخليجي ترتبط بعدة مجالات مختلفة أولها تأمين مياه الري وإيجاد المخازن المناسبة لتخزين السلع الغذائية التي تنتجها دول الخليج وضمان الوصول اليها بكل سهولة عند الحاجة.
وأكد ان المملكة العربية السعودية تقوم بجهود مشهودة لتأمين احتياجاتها الغذائية سواء عبر الاستثمار داخل المملكة واستصلاح المزيد من أراضي الزراعة او من خلال الاستثمار الخارجي عبر شراء الحصص الغذائية الكافية من الدول العربية والأجنبية.
وأشار الى ضرورة وجود مراكز بحث علمي متخصصة في الامن الغذائي تقوم بعمل الدراسات اللازمة للدول الخليجية والعربية بحيث تعطي الصورة الصحيحة لأصحاب القرار عن كيفية تطوير القطاعات المرتبطة بهذه القضية.
من جهته اكد الوزير السابق للزراعة والموارد الطبيعية في السودان الدكتور احمد قنيف على ضرورة إيجاد البنى التحتية المناسبة والتي تضمن استدامة الامن الغذائي العربي من خلال زيادة الاستثمار في التكنولوجيا الزراعية وادواتها.
وذكر ان التكنولوجيا ساهمت بشكل مباشر في رفع القدرة الإنتاجية لعدة دول حول العالم داعيا الى الاستفادة من خبراتها في مجال مكافحة الأوبئة الزراعية وتحلية المياه وعمليات التوزيع والتخزين.
وقال قنيف ان التكنولوجيا عامل أساسي في تنمية الزراعة مشددا على ضرورة البدء في الانتقال من الحرث التقليدي الى الحرث الالي وتكنولوجيا (الزراعة من دون حرث) والتي تقوم بتسريع الإنتاج وتبسيط المراحل المختلفة للزراعة.
بدوره قال مستشار دعم الاستثمار في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) شكيب زواغي ان المنظمة مستعدة للتجاوب مع أي مبادرة لتطوير الزراعة في الدول الخليجية والعربية وانها تستطيع امداد تلك الدول بالأساليب المتطورة في مجال القطاع الزراعي.
وأضاف ان الامن الغذائي بات "الهاجس الأكبر" للدول حول العالم مفيدا ان منظمة (الفاو) تقوم بنشاط كبير في تحسين البيئة الزراعية لكثير منها لاسيما للدول الفقيرة والنامية.
وذكر زواغي ان الاستجابة للطلب العالمي المتزايد على الغذاء تتطلب سرعة تحرك الدول في تأمين قطاعها الغذائي من خلال التطبيق السليم لمبادئ الزراعة وإنتاج الثروة الحيوانية "ولا ننسى أهمية الاستعانة بالخبرات المتواجدة في القطاع الخاص في تأمين الغذاء لاسيما في الدول العربية".
واكد ان منظمة (الفاو) جاهزة لتقديم كافة الإمكانات في سبيل ضمان الامن الغذائي للمنطقة العربية وكافة مناطق العالم موضحا ان هناك تعاونا مستمرا بينها وبين الدول العربية ذات الثروات الزراعية والحيوانية.
يذكر ان المؤتمر العربي الخامس للامن الغذائي يناقش سبل استدامة الموارد الزراعية والثروة الحيوانية في الدول العربية بحضور عدد من الخبراء العرب المختصين في هذا المجال.(النهاية) س م ر / ع س ع