A+ A-

منظمات انسانية دولية تناشد زعماء العالم وضع خطة متكاملة وطموحة لانهاء الازمة السورية

لندن - 3 - 2 (كونا) -- ناشد ائتلاف عالمي مشكل من اكثر من 90 منظمة انسانية وحقوقية دولية مساء اليوم الاربعاء زعماء العالم المشاركين في مؤتمر المانحين الرابع لدعم الوضع الانساني في سوريا الالتزام بوضع خطة طموحة ومتكاملة تكون بمثابة نقطة تحول بالنسبة للازمة السورية.
ورفع الائتلاف العالمي الذي يضم منظمات دولية معروفة مثل (أوكسفام) و(منظمة العفو الدولية) و(الاغاثة الاسلامية) مجموعة من التوصيات الى قادة وممثلي الدول المشاركة في مؤتمر لندن الذي ينطلق غدا الخميس بهدف بحث سبل مضاعفة حجم التمويلات للشعب السوري فضلا عن دعم تعليم الاطفال السوريين وخلق فرص العمل للاجئين في دول الجوار.
وحث الائتلاف العالمي في بيان ختامي الدول المشاركة في المؤتمر على ضرورة الاتفاق على تحقيق التزامات اضافية ضخمة لسنوات عدة توفي بالاحتياجات العاجلة وطويلة الامد للمتضررين من الازمة السورية.
وطالب بضرورة مضاعفة جهود حماية المدنيين داخل سوريا وخارجها بما في ذلك انهاء الهجمات على المنازل والمدارس والمرافق الطبية وتكتيكات الحصار ووقف اعاقة وصول المساعدات الانسانية.
كما طالب بوضع مقترحات ملموسة تمكن الدول المستضيفة للاجئين من ازالة المعوقات التي تمنعهم من الحصول على الوظائف والاستفادة من الخدمات الاساسية كالرعاية الصحية وكذا الالتزام بضمان حصول كل ابناء اللاجئين السوريين على تعليم آمن وبمستوى راق خلال العام الدراسي القادم.
وشدد البيان على اهمية الاتفاق على تأمين التزام المؤسسات المالية الدولية وقادة الاعمال بالاستثمار في اقتصاد المنطقة بهدف المساعدة على تعافيه ونموه ضمن اطر المحاسبة والشفافية علاوة على وضع حقوق واحتياجات اللاجئين السوريين المتضررين والدول المستضيفة في قمة الاولويات.
ودعا في هذا السياق الى اهمية ان يخرج مؤتمر لندن بتوصيات ومقترحات تضمن تمويلات مباشرة وكبيرة لمنظمات المجتمع المدني السوري فضلا عن تفعيل دورها في كل المجالات المتعلقة بالاغاثة الانسانية وتنفيذ المشاريع على الارض.
وحذر البيان من ان معاناة المدنيين السوريين وصلت الى مستوى غير مسبوق في ظل استمرار الاطراف المتحاربة في اقتراف جرائم ضد الانسانية بما فيها الحصار واستهداف المدنيين وتجويعهم.
واشار الى ان اكثر من 13 مليون سوري في الداخل باتوا في حاجة الى اغاثة عاجلة حيث ان متوسط عدد الاسر السورية التي تجبر على النزوح عن منازلها منذ عام 2011 وصل الى 50 اسرة في الساعة.
وعلى صعيد متصل ذكر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا توبايس الوود ان الازمة السورية باتت بحاجة ماسة الى حل سياسي عاجل ينهي معاناة الشعب واللاجئين السوريين والتي امتدت الى دول المنطقة سيما ان الازمة دخلت عامها السادس.
واكد في كلمته امام المشاركين في مؤتمر المنظمات غير الحكومية ان مؤتمر المانحين الرابع سيخرج دون شك بقرارات مهمة وتعهدات مالية تستجيب لحاجات المتضررين من الازمة السورية لكنه شدد على ضرورة التزام المجتمع الدولي بتقديم المساعدات الكافية.
واعرب الوود عن الامل في ان تخرج جلسات المحادثات في جنيف بين الاطراف السورية برؤية يمكن بلورتها الى حل سياسي مشيدا من جهة اخرى بسخاء الدول المانحة والدول المستضيفة للاجئين فضلا عن منظمات الاغاثة الدولية.
من جانبها رأت مؤسسة منظمة (سوا) للتنمية والمساعدات الدكتورة ربا محيسن انه "لن يكفي مجرد التعهد بالمزيد من الاموال برغم الحاجة الماسة اليها بل يجب ان يمثل مؤتمر لندن تغييرا حقيقيا في حجم وطموحات الاستجابة الدولية".
وذكرت "انه بعد مرور خمس سنوات على اندلاع الازمة ان الاوان لتخطي هذا التثاقل في توفير المساعدات الانسانية التي لم تعد كافية" داعية الحكومات الى عمل المزيد لمساعدة السوريين ليعيشوا حياة كريمة وتخفيف الضغط على المجتمعات المضيفة في البلدان المجاورة.
واكدت محيسن ضرورة احترام حقوق اللاجئين واتاحة الفرصة لهم للعمل ولتعليم ابنائهم الذين هم عماد المستقبل الذي تبنى عليه سوريا.
وفي ذات السياق نبه الرئيس والمدير التنفيذي للجنة الانقاذ الدولية ووزير الخارجية البريطاني الاسبق ديفيد ميليباند الى ان السوريين يواجهون حربا غير قانونية وحربا دون نهاية.
واضاف "ان تلك المشاهد المروعة الاخيرة من بلدة (مضايا) المحاصرة يجب ان تحرك ضميرنا الجماعي وتدفعنا لتحرك منسق على مستوى غير مسبوق" محذرا من ان الفشل في التحرك سيؤدي الى محاولة اعداد اكبر من اللاجئين المجازفة بالهجرة المحفوفة بالمخاطر لينتج عنها المزيد من حالات الوفاة المأساوية.
من جهته قال رئيس الجمعية الطبية الامريكية - السورية الدكتور أحمد طارقجي ان هناك حاجة الى جهود جماعية ضخمة للمساعدة على احداث الاستقرار في اقتصادات لبنان والاردن.
واوضح ان اللاجئين السوريين بحاجة الى امل وفرصة في مستقبل اكثر سلاما داعيا الى وجوب احترام حقوقهم وتوفير فرص العمل لهم وتعليم ابنائهم معتبرا ان زيادة المساعدات لا تعفي البلدان من خارج المنطقة من مسؤولياتها في اعادة توطين اللاجئين السوريين الذين يطالبون باللجوء السياسي في البلدان الاوروبية.
وبدوره رأى الامين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان ايغلاند انه لن يوقف معاناة السوريين سوى انهاء القتال والتوصل الى حل سياسي تفاوضي وهو ما يفرض على الحكومات الانخراط في الدفع الى التوصل لاتفاقيات محادثات السلام في جنيف.
وقال "انه لحين حدوث ذلك يتعين علينا ان نستثمر في الامل والتعليم والمعيشة الكريمة للمدنيين السوريين واتاحة الفرص الى مستقبل اكثر استقرارا".
يذكر ان الامم المتحدة تسعى لجمع 73ر7 مليار دولار لمواجهة تداعيات الازمة السورية فيما تحتاج الحكومات الاقليمية الى ما يزيد عن 2ر1 مليار دولار وبشكل عاجل علما بأن مساهمة الامم المتحدة كانت اقل ب 60 بالمئة من الاحتياجات في العام الماضي.
وشارك في مؤتمر المنظمات غير الحكومية اكثر من 300 ممثل عن منظمات وهيئات دولية غربية واسلامية اضافة الى مسؤولين حكوميين من مختلف دول العالم فضلا عن ناشطين حقوقيين وشهود عيان من سوريا وموظفي اغاثة في مخيمات اللاجئين من لبنان والاردن وتركيا.
وتنطلق اعمال قمة مؤتمر المانحين الرابع بمشاركة قادة وممثلي اكثر من 70 دولة يبحثون غدا الخميس سبل مضاعفة التمويلات العاجلة والاجلة للشعب السوري وتخفيف الاعباء عن دول الجوار وبخاصة الاردن ولبنان.
وتشارك الكويت في تنظيم ورئاسة مؤتمر المانحين الرابع لدعم الوضع الإنساني في سوريا بجانب كل من المملكة المتحدة ومملكة النرويج وجمهورية ألمانيا الاتحادية.
ومنذ اندلاع الأزمة السورية في مارس 2011 استضافت دولة الكويت ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا بالتعاون مع الامم المتحدة كما احتضنت ثلاثة مؤتمرات للجمعيات غير الحكومية الكويتية والخليجية والعربية والاسلامية وتستضيف اجتماعا دوريا كل ثلاثة اشهر لمجموعة كبار المانحين لمتابعة العمليات الانسانية في سوريا. (النهاية) م ر ن / م م ج