A+ A-

سوريا ساحة معركة جديدة تظهر بين أروقة الأمم المتحدة

من بدر الشرهان ومحمد العتيبي نيويورك - 2 - 10 (كونا) -- ظهرت ساحة عراك جديدة بشأن سوريا بين أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة في ظل خلاف واضح بين رئيسي الولايات المتحدة باراك أوباما وروسيا فلاديمير بوتين حول التعامل مع رئيس نظام دمشق بشار الأسد.
وبدت الساحة تأخذ منوال (العين بالعين) ففي حين أكد أوباما أن الأسد لا مستقبل له في سوريا رد بوتين بالقول إن رفض التعامل مع نظام دمشق وقواته "خطأ" في محاربة "الإرهابيين".
ويوصف الصراع السوري الذي دخل بالفعل عامه الخامس بأنه أصبح أكثر تعقيدا عسكريا وسياسيا في ظل عدم وجود أي حل في المستقبل المنظور.
وأرسلت روسيا طائرات مقاتلة لقصف أهداف تابعة لما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في خطوة قوبلت بشكوك لدى الأمريكيين الذين يخشون أن تكون الضربات الجوية موجه ضد المناطق التي لا تسيطر عليها الجماعة الإرهابية وإنما المعارضة المدعومة من الغرب.
وقال أوباما في خطابه أمام الدورة السبعين لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين الماضي إن يجب أن تكون هناك مرحلة انتقالية في سوريا لا تشمل الأسد من أجل انتخاب زعيم جديد مؤكدا ان واشنطن مستعدة للعمل مع موسكو وطهران لتسوية النزاع.
واشار الرئيس الأمريكي الى ضرورة قيام مرحلة انتقالية في سوريا بعيدا عن الاسد تتوج بانتخاب رئيس جديد وانهاء النزاع الذي خلف منذ 2011 اكثر من 250 الف قتيل وملايين اللاجئين.
وأضاف الرئيس الأمريكي أنه "حين يقوم ديكتاتور بقتل عشرات الالاف فانه يجب على المجتمع الدولي التدخل لوقف المعاناة البشرية".
لكن الأسد الذي قال الرئيس الأمريكي إنه رد على تظاهرات سلمية تطالب بالديمقراطية بتصعيد للقمع والقتل وخلق بيئة للصراع الحالي دأب على القول إن تضييق الخناق على "الإرهابيين" يجب أن يكون أولوية في العمل السياسي.
وفي المعسكر الآخر رفضت روسيا قبول هذه الحجة وأعلن بوتين أمام قادة العالم أنه سيكون من الخطأ رفض التعاون مع النظام السوري.
وكشف عن أن روسيا أبلغت الولايات المتحدة بحملتها العسكرية قبل يوم من انطلاقها في سوريا مشيرا إلى أن موسكو تقدم المساعدات العسكرية والتقنية إلى سوريا التي "تحارب الجماعات الإرهابية".
وقد اتخذت روسيا خطوة جديدة بإرسال طائرات حربية لسوريا بناء على طلب من دمشق من أجل ضرب أهداف (داعش) وهي خطوة تلقتها الولايات المتحدة التي تقود تحالفا دوليا ضد التنظيم بقلق وتشكيك نوايا وأهداف الضربات الجوية الروسية.
وقالت روسيا إن الإطاحة بالنظام الحاكم في سوريا يمكن أن يخلق فراغا في السلطة مماثلا لدول أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قال بوتين إن متطرفين وإرهابيين شغلوه.
ورغم أن التحرك الروسي بدا أنه كان مفاجأة بالنسبة للولايات المتحدة لكن ذلك لم يمنع الأخيرة من مواصلة غاراتها الجوية في سوريا.
وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري خلال اجتماع لمجلس الامن قبل بضعة أيام إن "التحالف سيواصل العمليات الجوية التي ننفذها منذ البداية".
وأوضح أن الولايات المتحدة تدعم أي جهد حقيقي لمحاربة (داعش) مشيرا إلى الاتفاق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على إقامة اتصالات عسكرية بين الجانبين لتجنب وقوع "حوادث غير مقصودة" في الهواء. (النهاية) م ا ع / ب ش / ط م ا