A+ A-

العطية: اتفاق قطري - روسي حول ضرورة حل الازمة السورية سياسيا

الدوحة - 3 - 8 (كونا) -- اكد وزير الخارجية القطري الدكتور خالد بن محمد العطية اتفاق بلاده مع روسيا الاتحادية بضرورة ان تحل الازمة السورية بالطرق السياسية.
وقال العطية خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عقب اجتماعهما هنا الليلة "ان دولة قطر تعمل مع الاصدقاء في روسيا ومع باقي الدول الصديقة على خلق افق ينقذ الشعب السوري من الازمة التي يعيشها وان قطر تتفق مع روسيا بأن الحل للازمة السورية هو سياسي بامتياز ويقبله الشعب السوري".
واضاف "انه بالنسبة للازمة السورية نحن نعمل معا ومطالبون بخلق افق يعطي للشعب السوري ما يأمل وكنا نتمنى ان ينحاز الجيش السوري للشعب ولكن للاسف ما نجده اليوم ان الجيش السوري هو من يلقي البراميل المتفجرة على اطفال ونساء سوريا ويدمر المنازل".
وتابع قائلا "في المقابل نجد الشعب السوري الذي تحول الى معسكر الثوار هو الذي يحارب الارهابيين وهو الدور الاساسي الذي يجب ان يتحمله النظام من باب اولى لكن الثوار هم الآن من يحاربون الارهابيين وفي نفس الوقت يدافعون عن اعراضهم وممتلكاتهم من بطش النظام السوري".
واشار الى انه عقد مع نظيره الروسي جلسة مشاورات معمقة تم خلالها مناقشة العلاقات بين دولة قطر وروسيا الاتحادية الى جانب الاوضاع في المنطقة والسبل الكفيلة بحلها بطرق سياسية.
واضاف "ان المشاورات تطرقت ايضا لموضوع العراق واليمن وافضل الطرق التي يمكن التعاون فيها مع الاصدقاء في روسيا لايجاد افضل السبل السياسية للخروج من هذه الازمات التي تعتري المنطقة".
واعتبر ان العلاقة القطرية - الروسية "علاقة تاريخية بل أكثر من ذلك حيث ان العلاقة الروسية - العربية علاقة قديمة ولروسيا مواقف كثيرة داعمة للقضايا العربية واهمها القضية الام وهي قضية فلسطين".
واكد ان علاقة دولة قطر مع روسيا الاتحادية لا تقتصر على مسألة واحدة "فنحن لدينا علاقات متعددة مع روسيا سواء من ناحية العلاقات الثنائية او المسائل الاخرى الكثيرة التي نتفق عليها".
وفي هذا الاطار قال العطية "انه تباحث مع لافروف الوضع في فلسطين المحتلة والحالة في غزة والضفة الغربية وافضل الطرق للتعجيل في مشروع عملية السلام وكيف نستطيع مع الاصدقاء في روسيا ان نحرك هذه المسألة للامام كي نصل الى حل الدولتين المرجو في القضية الفلسطينية". من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "ان تفاقم الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط لا تخدم مصلحة اي طرف بل تخدم مصلحة الارهابيين مثل تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وجبهة النصرة".
واضاف لافروف ان محادثاته مع العطية تطرقت الى الاوضاع في المنطقة ومنها الازمة السورية والاوضاع في اليمن والعراق وفي فلسطين وكذلك تم التطرق الى الاتفاق النووي الايراني الذي جرى مؤخرا.
واوضح "ان الجانبين اكدا على ضرورة بذل كل الجهود لتعزيز الامن في منطقة الخليج العربي حيث كان هذا الموضوع محل نقاش ايضا مع الأصدقاء الآخرين في المنطقة".
وافاد "انه التقى خلال زيارته للدوحة ايضا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) خالد مشعل والرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة احمد معاذ الخطيب".
واشار الى انه اجرى لقاء ثلاثيا جمعه مع وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل بن احمد الجبير ووزير الخارجية الامريكي جون كيري مبينا ان الاجتماع تطرق الى الازمة السورية بما يساهم في الجهود التي يقوم بها مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دي مستورا وان يتم السير قدما في المجال السياسي لهذه الازمة بالتوازن مع الحرب على الارهاب.
واكد معارضة بلاده لاي ضربات امريكية في سوريا لان "واشنطن لم تطلب موافقة الحكومة السورية وهو امر يتنافى مع الشرعية الدولية" مضيفا "أن الضربات الجوية على الارهابيين في سوريا غير كافية ولا بد من قوات برية من قبل الجيش السوري للضلوع في هذا الامر".
واشار الى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طرح مبادرة لانشاء جبهة ضد الارهاب تجمع جهود جميع الاطراف القادرة على ضرب الارهاب.
واضاف "لقد تحدثت مع الوزير كيري بأنه من غير المجدي ارسال القوات المدربة من قبل الولايات المتحدة الى الاراضي السورية" مؤكدا ان روسيا تعارض مثل هذه المبادرة. واكد ان روسيا تقدم الدعم للشعب السوري كماتدعم دائما وقف سفك الدماء في سوريا لافتا الى ان الخطر الرئيسي في سوريا هو تنظيم (داعش) ولذلك فإن روسيا تقدم مساعدات فنية وتقنية لمحاربة ذلك على غرار ما يحصل في العراق حيث انه من غير المساعدة لكان (داعش) استولى على اراض اكثر هناك. وفي رده على سؤال اشار وزير الخارجية الروسي الى ان لقاءه مع الخطيب في الدوحة يعكس الجهود التي تقوم بها بلاده مع جميع ممثلي الشعب السوري وبدون تمييز بين المعارضة مؤكدا ان روسيا تدعم دائما حوارا يشارك فيه الجميع بما فيهم الحكومة السورية وان موسكو تتشاور دائما بهذا الخصوص مع اطراف عديدة مثل ايران والسعودية.
واكد ان روسيا تدعم وحدة سوريا التي تضمن حرية جميع الاقليات الدينية والقومية مشيرا الى ان هذا الموضوع تم مناقشته خلال لقائه مع كيري اليوم.
وقال "نحن نشعر بالقلق ازاء ازمة السورية وندعم ان يكون هناك اتفاق وفق جنيف وان تتوقف ايضا التدخلات الخارجية في هذه الازمة".
واكد ان نتائج المباحثات التي اجراها مع نظيره القطري تؤكد على رغبة البلدين في تطوير العلاقات وسبل التعاون بينهما مضيفا "ان روسيا على استعداد لتعزيز التعاون مع دولة قطر في كافة المجالات الامنية وكذلك الاقتصادية ومجال الغاز وذلك سواء في اطار ثنائي او في اطار الدول المصدرة للغاز".
واعرب عن ترحيب بلاده بالاستثمارات القطرية في روسيا وبتبادل الخبرات في مختلف المجالات لاسيما الاستعدادات والتحضيرات لاستضافة كأس العالم التي تحتضنها روسيا في عام 2018 ثم دولة قطر في عام 2022 . (النهاية) ن ن د / س ع م