A+ A-

كيري يبحث مع نظرائه في مجلس التعاون سبل مواجهة التهديدات الأمنية بالمنطقة

من ياسمين السبعاوي

واشنطن - 2 - 8 (كونا) -- يبدأ وزير الخارجية الامريكي جون كيري مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال زيارته المقررة الى الدوحة غدا مباحثات بشأن سبل مواجهة التهديدات الامنية لدول المجلس.
ومن المتوقع ان تتناول مباحثات كيري مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون قضايا جديدة "واكثر صعوبة" وفق ما يراه سفير الولايات المتحدة السابق لدى دمشق والرياض ريتشارد ميرفي.
وقال ميرفي في حديث خاص مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) بمناسبة زيارة كيري ان حاجز تلك المباحثات قد يتخطى قضية التهديد الايراني لدول المنطقة وامكانية بيع المزيد من الاسلحة الامريكية لمواجهة هذا التهديد لتتناول قضايا داخلية يعتقد انها قد تسهم في مكافحة تهديد الجماعات الارهابية في المنطقة.
وأضاف ان "الوقت حان لاجراء مناقشات جدية للغاية بين دول مجلس التعاون الخليجي لتحديد مقدار تدخل الولايات المتحدة بشكل ناجع في الحملة ضد المجموعة الارهابية".
وأوضح ان تحفيز مثل هذه المواقف الايجابية "يتطلب اثارة مواضيع ينظر اليها وفق التقاليد على انها شؤون داخلية محضة لا تملك الولايات المتحدة حق التدخل فيها".
ورأى ان الادارة الامريكية "لن تتمكن من مواصلة التدخل العسكري ضد تنظيم (داعش) في المنطقة ويتعين مناقشة كيفية تحفيز مواقف ايجابية من دول مجلس التعاون وضمن حدودها بحيث تواجه نداءات تنظيم (داعش)".
ورأى ميرفي ان "تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) يشكل خطرا اكبر على دول الخليج من ايران" وان "التهديد الرئيسي لدول الخليج في الوقت الحاضر هو تنظيم (داعش) وليست ايران التي لن تهاجم تلك الدول".
وأوضح ان دول الخليج تعلم ان لديها ضمانات من الولايات المتحدة ضد اي عدوان خارجي في اطار الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين وسط تنامي الشكوك حول استمرار تفعيل تلك الضمانات امام تفاقم التهديدات التي يشكلها النزاع الطائفي على امن المنطقة.
وأعرب ميرفي عن اعتقاده بأن كيري سيركز ايضا بشكل خاص على الجهود الدبلوماسية والسياسية لا سيما ما يتعلق بالملف السوري في ضوء اجماع شركاء واشنطن على ضرورة ايجاد حل سياسي للأزمة في سوريا وليس حلا عسكريا.
واعتبر ميرفي ان دول مجلس التعاون "لم تعقد مباحثات كافية فيما بينها حول ما يتعين فعله بشأن سوريا ومع من يجب التعامل من الفصائل السورية المشتركة في النزاع".
وأكد على ضرورة ان تكون محادثات يوم غد في الدوحة "فرصة لدول مجلس التعاون لطرح المشكلات المحددة في سوريا والمشكلات المتعلقة بتنظيم (داعش)" التي لا تمتلك الولايات المتحدة حلا لها.
ومن المتوقع ان تتركز مباحثات كيري على تجديد ضمان ايجابية الاتفاق النووي الايراني الذي اعلن في الرابع عشر من يوليو الماضي.
وتأتي زيارة كيري عقب زيارة وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر الى المنطقة في يوليو المنصرم والتي سعت من خلالها واشنطن الى اعادة التأكيد على الضمانات الامنية الأمريكية في اطار التحالف الاستراتيجي مع دول المجلس.
وكان اجتماع قد عقد في الرياض تم خلاله بحث سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين الخليجي والأمريكي في ضوء ما تضمنه البيان المشترك الصادر عن قمة كامب ديفيد بين الرئيس الامريكي باراك اوباما وزعماء دول مجلس التعاون في مايو الماضي والذي أكد على الرغبة المشتركة في اقامة علاقة شراكة استراتيجية بين الجانبين لبناء علاقات أوثق في كافة المجالات.
يذكر ان كيري أطلع وزراء خارجية دول المجلس على تفاصيل الاتفاق النووي مع ايران عقب اعلانه وأكد التزام واشنطن بنتائج قمة كامب ديفيد وبمواصلة التنسيق والتشاور وتكثيف الجهود مع دول المجلس بما يسهم في تطوير المصالح المشتركة وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي السياق نفسه قال وزير الدفاع الامريكية خلال زيارته المنطقة "ان جيشنا ومن ضمنه عشرات آلاف الجنود الأمريكيين في الشرق الأوسط متحفزون الى أقصى درجة للحفاظ على وجود قوي في الخليج".
واضاف "نحن نواصل جاهزيتنا واستعداداتنا لتعزيز أمن أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة والدفاع عنهم ضد أي اعتداء وضمان حرية الملاحة في الخليج ومراقبة التأثير الايراني الضار" مؤكدا "اننا سنستخدم القوة إذا تطلب الأمر".
يذكر ان كيري كان قد وصل الى القاهرة امس في إطار جولة أوسع تستمر حتى 8 أغسطس الجاري وتشمل قطر وسنغافورة وماليزيا وفيتنام بهدف تدعيم العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع تلك الدول. (النهاية) ي س / ن ب ش (حرره : نسيبة بن شيبة)