A+ A-

انفتاح غربي ملحوظ على ايران بعد وصول فابيوس إلى طهران

(خبر موسع)

الكويت - 30 - 7 (كونا) -- قام وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بزيارة رسمية الى ايران امس هي الاولى من نوعها لوزير خارجية اوروبي منذ سنوات بعد التوصل الى اتفاق نووي شامل بين طهران ودول مجموعة (5 + 1).
وتأتي زيارة فابيوس بعد يوم واحد من زيارة الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني إلى طهران في ظل انفتاح غربي ملحوظ على ايران بعد الاتفاق النووي الذي تم بينها ومجموعة (5 + 1) منتصف الشهر الجاري في فيينا.
وهدفت زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس التي استمرت يوما واحدا الى تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية بين بلاده وايران.
وفي الشق السياسي للزيارة عقد فابيوس محادثات مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف حيث اتفقا ان الاتفاق النووي بين ايران ودول مجموعة (5 + 1) يحقق استتباب السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وقال وزير الخارجية الفرنسي في مؤتمر صحفي مشترك مع ظريف عقب المحادثات ان الاتفاق النووي هو اتفاق فني ويحقق استتباب السلام والاستقرار على الصعيدين الاقليمي والدولي.
كما وصف الاتفاق بأنه "تاريخي تم التوصل اليه بعد 13 سنة من المفاوضات" والتركيز حاليا هو الوصول الى مرحلة التنفيذ.
وقال فابيوس ان فرنسا تحترم الثقافة الايرانية ودورها فيما تعتبر ايران فرنسا بلد الحريات والاستقلال والتكنولوجيا مؤكدا وفاء باريس بالتزاماتها الدولية وان الاتفاق يتيح الفرصة للتواصل في المستويات الاخرى ومعربا عن رغبة بلاده باستئناف علاقاتها السياسية والاقتصادية مع ايران.
وشدد على استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع ايران في مجالات صناعة السيارات والبيئة والزراعة والسياحة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي ان "استئناف العلاقات يجب ان تشمل المنطقة والعالم" مضيفا انه حمل دعوة رسمية من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى نظيره الايراني حسن روحاني لزيارة باريس خلال شهر نوفمبر المقبل.
وحول الاجتماع بين فابيوس وروحاني فقد اكد الرئيس الايراني خلال اللقاء أن التوصل الى نص الاتفاق النووي يصب في مصلحة بلاده والدول الأعضاء في مجموعة (5+1) وجميع دول المنطقة.
وأعرب روحاني عن شكره لتلقيه دعوة من نظيره الفرنسي لزيارة باريس مشيرا الى أن علاقات ايران وفرنسا الودية في شتى المجالات تعد أفضل الضمانات للتعاون المشترك بين البلدين.
من جانبه قال فابيوس ان "الحكومة الفرنسية تسعى لإقامة علاقات مبنية على الاحترام المتبادل والصداقة مع ايران وتعتبر هذا اليوم انطلاقة لفتح صفحة جديدة من التعاون الثنائي بين البلدين".
وجدد التأكيد ان الاتفاق النووي بين ايران و(5+1) يحقق استتباب السلام والاستقرار في المنطقة والعالم اجمع.
وحول الشق الاقتصادي لهذه الزيارة القصيرة فقد اجتمع الوزير فابيوس مع وزير النفط الايراني بيجن نامدار زنغنه الذي اعلن بدوره ان مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي مع شركة (توتال) الفرنسية ستبدأ قريبا لتطوير الحقول النفطية داخل الاراضي الايرانية.
واكد في تصريح صحافي عقب استقباله فابيوس انه سيكون لشركات البتروكيماويات الفرنسية حضور واسع في هذه الصناعة كاشفا عن انه من المقرر ان تتعاون الشركات الايرانية والفرنسية مع بعضها لانتاج التجهيزات المتعلقة بصناعة النفط في ايران حيث سيتم تصديرها الي دول المنطقة اضافة الى استهلاكها داخليا.
ومن جانبه وصف فابيوس المحادثات مع المسؤولين الايرانيين في مجال النفط والطاقة بأنها "جيدة" معربا عن امله في تسفر هذه المباحثات عن النتائج المرجوة.
وكشف عن ان وفدا اقتصاديا رفيع المستوى من فرنسا سيزور ايران في شهر سبتمبر المقبل وسيضم العديد من ممثلي كبرى الشركات الفرنسية العاملة في شتى المجالات الاقتصادية والانسانية.
ولفت الى العلاقات التاريخية التي تربط بين ايران وفرنسا في المجالات الانسانية كافة "رغم مرورها في فترات مختلفة بتحديات" معتبرا المباحثات التي تجري بين البلدين بأنها مؤثرة في مستقبل العلاقات بينهما.
كما عقد فابيوس محادثات مع وزير الصناعة والمناجم والتجارة الايراني محمد رضا نعمت زادة حيث اكد ان "فرنسا تريد ان تتعاون مع ايران وان الظروف اليوم قد تغيرت ويجب ان نطور علاقاتنا نظرا الى متطلبات وحاجات بعضنا البعض".
واشار الى العلاقات الصناعية بين البلدين بالقول ان "فرنسا وفي اجواء الربح - ربح مستعدة للتعاون مع ايران وان هذا التعاون يمكن ان يكون في مجال التقنيات الحديثة".
وكشف فابيوس عن انه قدم توصيات للشركات الفرنسية لاعداد الاتفاقيات لبدء نشاطاتها الصناعية مع ايران فور الغاء الحظر المفروض عليها.
وعقب لقائه وزير الطرق وبناء المدن الايراني عباس اخوندي الذي يعتبر الاخير لهذه الزيارة وصف فابيوس المحادثات التي اجراها مع كبار المسؤولين الايرانيين بالايجابية.
وقال للصحفيين في طهران "انه تم خلال اللقاءات التي جرت مع الوزراء والمسؤولين الايرانيين توفير ارضيات التعاون بين الشركات الايرانية والفرنسية في مختلف القطاعات والمشاريع الاقتصادية".
ووصف زيارة الوفد الفرنسي الى طهران بالمفيدة جدا مضيفا ان "لايران انشطة واسعة في مجالات النقل بالسكك الحديدية والنقل البحري والبري والجوي والاسكان وغير ذلك لذا فقد تم خلال اللقاء مع وزير الطرق وبناء المدن الايراني بحث ودراسة التعاون بين البلدين في هذه المجالات". (النهاية) س ع م