A+ A-

مسلمو بريطانيا يتصدرون قائمة أكثر المتبرعين بأموالهم مقارنة بأتباع الديانات الأخرى

احد المساجد في لندن
احد المساجد في لندن

من مروان بلطرش

لندن - 4 - 7 (كونا) -- تتفوق الجالية الاسلامية على جميع الأقليات الدينية الاخرى في بريطانيا حيث تقدم نحو 1800 جمعية اسلامية ومسجدا حوالي 100 مليون جنيه استرليني (157مليون دولار) فيما تقدر زكوات المسلمين في بريطانيا بنحو 225 مليون جنيه استرليني سنويا.
ودأب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع حلول شهر رمضان من كل عام على التأكيد على دور الجالية الاسلامية في المجتمع البريطاني وعلى ريادتها في تقديم الصدقات والتبرعات متفوقة على جميع الأقليات الدينية الاخرى في بريطانيا.
وتحرص (لجنة الجمعيات الخيرية) وهي الهيئة الرسمية المسؤولة عن مراقبة نشاط الجمعيات والمنظمات الخيرية في بريطانيا على تنبيه المسلمين مع اقتراب شهر الصيام على تحري الجهات التي يعطونها الصدقات حتى لا يضعون اموالهم "في الايدي الخطأ".
ويعطي هذا التنبيه الرسمي الذي يتكرر مع بداية كل رمضان مؤشرا واضحا عن حجم الاموال والصدقات التي يقدمها المسلمون للجمعيات البريطانية غير انه لا رئيس الوزراء ولا لجنة الجمعيات قدما رقما ولو تقريبيا لقيمة تبرعات الجالية الاسلامية.
من جهتها امتنعت مديرة الاعلام في لجنة الجمعيات ايما كالدوال في ردها على سؤال مكتوب لوكالة الانباء الكويتية (كونا) عن تحديد رقم محدد مؤكدة ان اللجنة لا تسجل اي احصائيات بشأن تبرعات المسلمين.
واكتفت كالدوال بالإشارة الى ان الجمعيات ذات الطابع الديني تشكل خمس عدد الجمعيات والمنظمات الخيرية المسجلة في المملكة المتحدة والتي يفوق عددها اكثر من 4ر163 الف جمعية مسجلة وفق اخر احصائية رسمية منشورة بتاريخ 24 يونيو 2015.
غير ان المتحدث الرسمي باسم (منتدى الجمعيات الاسلامية) محمد شاكر كشف في اتصال مع (كونا) عن أرقاما تقريبية لحجم الصدقات والزكوات التي تجمع من المسلمين خلال شهر رمضان وفي الاشهر الاخرى.
ووفقا لاحصائيات المنتدى فان التبرعات التي تجمع من مسلمي بريطانيا في رمضان عن طريق كل الجمعيات الاسلامية والمساجد وعددها مجتمعة 1800 تقدر بحوالي 100 مليون جنيه استرليني (157مليون دولار).
واوضح شاكر ان المنظمات والمساجد المنضوية تحت مظلة (منتدى الجمعيات الاسلامية) تجمع خلال رمضان ما بين 50 و60 مليون جنيه مؤكدا ان صدقات وزكوات المسلمين في بريطانيا تقدر بنحو 225 مليون جنيه استرليني سنويا.
ويعزز هذه الأرقام التي قد تكون متحفظة نوعا ما استطلاع للرأي أجرته هيئة (اي سي ام) في يوليو 2013 لصالح صحيفة (ذي تايمز) موازاة مع مسح أعده موقع (جيست غيفينغ) الخيري المتخصص في جمع التبرعات وتوزيعها عبر الانترنت.
وأظهر الاستطلاع الذي نشرت (ذي تايمز) اجزاء منه بمناسبة رمضان هذا العام ان المسلمين هم فعلا أكثر الناس تبرعا في بريطانيا متقدمين بشكل كبير على اتباع كل الديانات الاخرى وعلى من يعتبرون انفسهم انهم لا يتبعون اي معتقد.
وتؤكد الإحصائيات المستخلصة من الدراستين ان المسلم الواحد يتبرع في المتوسط ب371 جنيه سنويا في حين يتبرع اليهودي ب270 جنيها والبروتستانتي ب202 جنيه ويتبرع الكاثوليكي بنحو 178 جنيه بينما يتبرع من يعتبر نفسه من دون دين او معتقد بحوالي 116 جنيه سنويا.
وبحساب نصيب الفرد اكد الاستطلاع ان المسلم يتبرع سنويا ب370 جنيه مقابل 165 جنيه بالنسبة للفرد الواحد في المجتمع البريطاني بشكل عام.
اما المسح الذي أجراه موقع (جيست غيفينغ) فوجد ان تبرعات المسلمين الكترونيا تزداد نموا بشكل كبير مبينا ان صدقات المسلمين عبر الموقع بلغت 116 الف جنيه العام 2010 لتقفز عامين بعد ذلك لأكثر من 200 الف جنيه.
ويخصص هذا الموقع الذي يعد الاكبر والأشهر في العالم رابطا خاصا للمسلمين ممن يرغبون في اخراج زكاتهم الكترونيا من اجل دعم حملات إنسانية معينة خصوصا في الدول الإسلامية الفقيرة او التي تعاني من كوارث وحروب.
وفي تصنيف اخر اعدته (مؤسسة المساعدات الخيرية) العام 2012 احتلت منظمة الاغاثة الاسلامية المركز ال43 ضمن اكبر ألف منظمة خيرية مسجلة في بريطانيا بمجموع نفقات فاقت 60 مليون جنيه استرليني متفوقة على منظمات مشهورة عالميا وأخرى تتلقى دعما من الدولة.
كما احتلت منظمة (العون الاسلامي) ضمن ذات التصنيف المركز ال75 بإجمالي نفقات جاوزت 3ر21 مليون جنيه.
وعن سبب ريادة المسلمين في بريطانيا في مجال الاعمال الخيرية يرى مدير عام المركز الثقافي الاسلامي بلندن (ريجنس بارك) الدكتور احمد الدبيان ان سخاء المسلمين ينبع أساسا من تعاليم ديننا الاسلامي الذي يأمر بالزكاة ويرغب في الصدقة والاحسان للمحتاجين والفقراء.
وذكر الدبيان في تصريح ل(كونا) ان المساجد والمراكز الاسلامية في كامل أنحاء بريطانيا تلعب دورا مهما في جمع التبرعات واموال الزكاة وزكاة الفطر التي يتم توزيعها على لجان مختلفة لتوزع تلك الأموال وتنفق في الكثير من المشاريع الخيرية سواء في الداخل او الخارج.
ولفت الى انه كما هو معلوم شرعا فان الصدقة تجوز لغير المسلم اما الزكاة فهي خاصة للمسلمين مؤكدا ان الكثير من صدقات المسلمين وتبرعاتهم يتم تحويلها لخدمة المجتمع البريطاني عموما كدعم منظمات مدنية وطبية تعنى مثلا بأبحاث وخدمات مكافحة السرطان.
وأعرب الدبيان عن سعادته بتقدير رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بالمساهمات الخيرية للجالية الاسلامية ودورها في خدمة المجتمع البريطاني على اختلاف دياناته.
من جانبه اكد مؤسس منظمة الاغاثة الاسلامية و(المنتدى الإنساني) ورئيس (منتدى الجمعيات الاسلامية) الدكتور هاني البنا دور الجانب الديني في دفع المسلمين الى إعطاء الصدقات وإخراج زكاة اموالهم.
بيد انه رأى في تصريح ل(كونا) ان الكثير من المسلمين في بريطانيا يتبرعون باموالهم من اجل مساعدة اخوانهم في الدول الاسلامية والعربية التي تعاني من كوارث طبيعية او أزمات من صنع الانسان.
واشار البنا في هذا السياق الى ان المنطقة العربية وحدها باتت تحصي عشرات الملايين من الفقراء والنازحين واليتامى والأرامل واللاجئين بسبب الصراعات والازمات المشتعلة في سوريا واليمن والعراق ناهيك عن السودان والصومال وغيرها.
ورغم إشادته باعتراف رئيس الوزراء البريطاني بدور تبرعات المسلمين غير ان البنا تأسف لعدم معرفة مختلف شرائح المجتمع البريطاني بشكل عام بهذه الحقيقة التي تقتصر حسب قوله على الدوائر والجهات الرسمية فقط. (النهاية) م ر ن / خ س ج