من ياسمين السبعاوي
واشنطن - 13 - 5 (كونا) -- حث المدير العام لهيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ الدكتور مشعل جابر الاحمد الصباح هنا اليوم المستثمرين الامريكيين على القدوم الى الكويت وجلب خططهم وأفكارهم للاستفادة منها في محاولة تعزيز وتوسيع القطاع الخاص ليتخطى اعتماده على صناعة النفط والغاز.
وتطرق الشيخ مشعل الجابر في كلمة ألقاها بندوة أقيمت في غرفة التجارة الأمريكية-العربية الى القانون الجديد والواعد الذي يحمل الرقم 116 والذي أقره مجلس الأمة الكويتي عام 2013 مؤكدا ان الحكومة تعمل على تعزيز الشفافية للمستثمرين المحتملين فضلا عن توفير معدل فائدة منخفض للشركات بنسبة تبلغ 15 بالمئة مع تكاليف تنافسية في ظل تمتع دولة الكويت بدخل مرتفع للفرد الواحد حدده البنك الدولي في عام 2013 بما يصل الى 52197 دولارا أمريكيا.
وألقى الضوء على آلية "النافذة الواحدة" لتسجيل الشركات وهو جهد يهدف لخفض مستوى البيروقراطية التي تعرف بها دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتحدث الشيخ مشعل الجابر لوكالة الانباء الكويتة (كونا) على هامش الندوة فأكد "ان الحكومة والبرلمان عملا بجد لإزالة كافة العوائق التي كانت تواجه المستثمرين سواء المحليين أو الأجانب حيث باتا على قناعة بأن القطاع الخاص هو الذي يجب أن يقود الاقتصاد الكويتي".
واعتبر انه "يمكننا الآن ان نقطف ثمار هذا العمل وأنا اعتقد بأننا نتحرك في الاتجاه الصحيح حيث تلقينا العديد من ردود الفعل الايجابية من المستثمرين الأمريكيين وأنا اشعر بالفرق الذي شكلته هذه الاجراءات التي نتخذها".
وأشار الى ان "الكويت تسعى لتنويع اقتصادها من أجل خفض اعتمادها على النفط وخلق شكل جديد من الدخل ولهذا أقرت الحكومة اجراءات ايجابية عديدة ومررت أو قامت بتحديث العديد من القوانين الاقتصادية التي تؤثر على بيئة الأعمال التجارية".
وأوضح ان هذه الاجراءات تسمح للمستثمرين الذين يمكنهم مساعدتنا باستقدام تكنولوجياتهم وابتكاراتهم وخلق فرص وظيفية للكويتيين".
وفي حين قال انه مبدئيا يجب على المواطن الكويتي أن يمتلك 51 بالمئة من اي شركة أجنبية تعمل في البلاد كشف عن ان هيئة تشجيع الاستثمار المباشر حصلت على استثناء في قانون الشركات وبالتالي يمكن للمستثمرين ان يستفيدوا من هذا الحافز.
واعتبر ان الهيئة هي إحدى الخيارات الكثيرة المتاحة للمستثمرين لدى دخولهم الى السوق الكويتي.
وكان الشيخ مشعل الجابر أطلق مبادرة للترويج لفرص الاستثمار والأعمال في الكويت للشركات الأمريكية سواء كانت كبيرة أو صغيرة وذلك بالشراكة مع السفارة الامريكية في دولة الكويت مشددا على ان المال ليس هو المطلوب بل التكنولوجيات والابتكارات.
وأجرى الشيخ مشعل جولة ترويجية في هذا الاطار بمناطق مختلفة من الولايات المتحدة رافقه فيها السفير الامريكي لدى الكويت دوغلاس سيليمان وهي شملت محطات في كل من هيوستن وتكساس ومدينة نيويورك قبل الوصول الى واشنطن.
وذكر الشيخ مشعل خلال هذه المحطات ان خطة التنمية في دولة الكويت لعام 2035 تتضمن الكثير من فرص الأعمال التجارية للشركات الأمريكية.
من جهته اعتبر السفير سيليمان في تصريح مماثل ل(كونا) "ان الكويت شريك تجاري هادئ جدا" حيث انها لا تسعى لاثارة الضجيج رغم انها خامس أكبر سوق للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكد سيليمان "اني ألتقي شخصيا مع عدد كبير من الشباب الكويتيين وألاحظ ان الكثير منهم يتعلمون في الولايات المتحدة ويعودون الى بلادهم لكي ينجحوا في الأعمال" مشيرا الى انه يشاهد أيضا بعض الظواهر الجديدة التي لم تكن موجودة قبل خمس سنوات.
وأضاف انه تحدث مع الشيخ مشعل الجابر "وقررنا انه ينبغي القدوم الى الولايات المتحدة وبدء عملية إبلاغ رجال الأعمال الأمريكيين بالتغيير الذي شهدته الكويت وستكون الهيئة والسفارة وهيئة الشركات الصغيرة والمتوسطة موجودة هنا للمساعدة على تجاوز أي خطوة بيروقراطية قد تكون متبقية".
وأكد "ان القانون رقم 116 سيوفر المزيد من الفرص للشركات الكويتية وللكويتيين في مجموعة أوسع من القطاعات ومنها التعليم والصحة ومشاريع البنية التحتية كما سيساعد الاقتصاد الكويتي وعملية انتاج النفط والغاز من خلال عقود خدمات مع الشركات ذات المستوى الرفيع والعالمي في التكنولوجيا والتي تتمتع بخبرة كبيرة في مسح الآبار وزيادة الانتاج".
وعاود المدير العام لهيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ الدكتور مشعل جابر الاحمد الصباح الحديث فرأى ان الكويت تحتاج الى أكثر من مجرد الترحيب بالبيئة القانونية لجذب المستثمرين معتبرا ان الشباب الذين يتمتعون بالمهارات في البلاد يشكلون عاملا محفزا "إذ ان الشباب الكويتيين من أبرز وأكثر المتعلمين في المنطقة وهم يتوقون للعمل ولذلك تريد الهيئة احتضان اختصاصاتهم".
وحول تزايد دور المرأة في عالم الأعمال التجارية شدد الشيخ مشعل الجابر على ان المساواة بين الجنسين موجودة بنسب عالية جدا في الكويت مقارنة بالمنطقة مضيفا انه "لدينا نساء في البرلمان وفي الحكومة كما ان لدينا رئيسات تنفيذيات قويات وسفيرات في جميع أنحاء العالم". (النهاية) ي س / ر ج