A+ A-

الكويت تشارك دول العالم غدا الاحتفال باليوم العالمي للتوحد

من سارة المخيزيم

الكويت - 1 - 4 (كونا) -- تشارك دولة الكويت العالم غدا احتفالاته باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد والذي يعد رسالة توعوية في ظل الزيادة المطردة لعدد مرضى التوحد عالميا اضافة الى تسليط الضوء على ما يعانيه الأفراد المصابون بالمرض وذويهم.
ويهدف الاحتفال السنوي الذي أطلقته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2007 ويصادف الثاني من ابريل كل عام إلى تحفيز دول العالم والمنظمات الدولية ذات الصلة ومؤسسات المجتمع المدني على نشر الوعي العام بمرض التوحد ودعم برامج التعليم للمرضى وغيرها من التدابير والإجراءات.
كما يهدف إلى تسليط الضوء على ما أبرزته الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة التي تؤكد أن الناس المصابين بمرض التوحد هم مواطنون متساوون ينبغي أن يتمتعوا بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
وحرصت دولة الكويت على تعزيز العديد من المجالات الإنسانية لاسيما المتعلقة بحقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وكان آخرها إصدار قانون رقم 8 لسنة 2010 في شأن الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتعتبر الكويت من الدول المتابعة والمفعلة للقوانين التي تخص ذوي الاحتياجات الخاصة ولديها العديد من المؤسسات والجمعيات التي تساهم بدور كبير في حل مشاكلهم لاسيما مرضى التوحد الذين يتراوح عددهم ما بين 2000 الى 2500 حالة تقريبا تبعا للنسبة العالمية اذ لا توجد إحصائية رسمية محلية عن عدد المصابين.
وشهدت البلاد إنشاء العديد من الجمعيات والهيئات والمراكز التي تعنى بمرض التوحد وذلك لحث الأفراد على التضامن مع هذه الفئة ودعمها وإظهار قضاياها وحقوقها منها مركز الكويت للتوحد الذي تأسس عام 1994 كمشروع وقفي للأمانة العامة للأوقاف وساهمت وزارة التربية وأهل الخير في تطوير واكتمال خدماته ليصبح أول مركز اقليمي متخصص في الوطن العربي.
ويعمل المركز على خدمة الأطفال الذين يعانون من التوحد وأهاليهم وفق أسس علمية وتربوية تلبي احتياجاتهم وتصقل مهاراتهم.
ويمتد عطاء المركز الى العديد من الدول الخليجية والعربية حتى أصبح نقطة استقطاب على المستوى العالمي للعديد من الأبحاث والزيارات والمطبوعات المتخصصة والدورات وحصل على شهادة الجودة الإدارية كأول مركز إقليمي متخصص في مجال التوحد وضعف التواصل في الشرق الأوسط يحصل على هذه الشهادة.
ومن المراكز الاخرى المعنية بالتوحد مركز (ايه.بي.سي) الذي يعمل على علاج مرضى التوحد من خلال تطبيق طريقة التحليل السلوكي التي أثبتت وفقا لعدد من الدراسات فعاليتها في حال تلقاها الطفل المصاب وهو لم يتجاوز الخمس سنوات.
وتتعاون كافة المؤسسات التعليمية في الكويت على نشر الوعي بمرض التوحد من خلال إقامة العديد من المحاضرات والحلقات النقاشية إضافة إلى توزيع النشرات التعريفية والملصقات والشرائط.
ويشخص التوحد والذي يعد حالة من حالات الإعاقة التي لها تطوراتها قبل أن يبلغ الطفل الثلاث سنوات مع وضوح أعراضه وله تأثير على طريقة معالجة البيانات في المخ وذلك بتغييره لكيفية ارتباط وانتظام الخلايا العصبية ونقاط اشتباكها.
ويظهر على الطفل المصاب خلل في التواصل والتفاعل الاجتماعي ويعد الأطفال الذكور أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض بأربعة أضعاف الإناث وليس له سبل طبية محددة لعلاجه ولكن التشخيص المبكر يساعد على تحسين الحالات.
ويرجع الباحثون أسباب اصابة الطفل بهذا المرض الى عوامل بيئية عدة كظروف في الحمل والولادة أو نقص الأوكسجين عند الولادة أو أخذ بعض اللقاحات أو نقصانها أو من خلال انتقال بعض الفيروسات والأمراض المعدية التي قد تزيد وتتحول إلى توحد.
وهناك اسباب اخرى تسبب الاصابة منها تناول بعض المواد الكيميائية السامة أو خلل في المناعة وغالبا ما يأتي التوحد بعد الحمى الشديدة وتساهل الأم في ارتفاع الحرارة التي تتجاوز الأربعين درجة والتي قد تؤدي الى اصابة الطفل بإعاقة او تخلف أو توحد.
ويعد التوحد أسرع مرض إعاقة انتشارا في العالم وفق التقديرات العالمية اذ تجاوزت نسبة المصابين به المصابين بالسرطان أو الايدز أو الإعاقات الأخرى.
وتقدر منظمة الأمم المتحدة أن نسبة البطالة بين الأشخاص البالغين المصابين بالتوحد حوالي 80 في المئة في أنحاء العالم إذ غالبا ما يفترض أرباب العمل أن الأفراد ذوي الإعاقة غير قادرين على العمل متجاهلين القدرات التي يمتلكونها مما يدخلهم دائرة مفرغة من التهميش والفقر والإقصاء الاجتماعي.
ويمتاز المصابون بالتوحد عن غيرهم بالقدرات الفريدة في إدراك الأنماط فضلا عن قدرة مذهلة في الانتباه للتفاصيل وتعطيهم هذه الصفات الأفضلية في شغل أنواع معينة من الأعمال مثل اختبار البرمجيات وإدخال البيانات والمراجعة اللغوية وغيرها من الأعمال.(النهاية) س ط م / ف ش