A+ A-

المشهد اليمني يتصدر الاوضاع العربية الساخنة المطروحة على اعمال القمة العربية

شرم الشيخ - 27 - 3 (كونا) -- تتصدر تطورات الاوضاع الساخنة على الساحة العربية لاسيما المشهد اليمني أعمال القمة العربية في دورتها ال 26 التي تنطلق هنا غدا وتعقد وسط تحديات جسام غير مسبوقة تستوجب من الجميع حشد الجهود على الصعد كافة.
وفرضت التطورات المتسارعة للازمة اليمنية نفسها على جدول الاعمال التحضيرية للقمة خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس على ضوء استجابة الائتلاف الداعم للشرعية في اليمن طلب الرئيس اليمني مواجهة العدوان الحوثي من خلال انطلاق "عاصفة الحزم" بقيادة المملكة العربية السعودية.
وأعرب المجلس الوزارى العربى لجامعة الدول العربية في هذا الاطار عن مباركته وتأييده للاجراءات العسكرية التى يقوم بها "التحالف للدفاع عن الشرعية فى اليمن" بدعوة من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وأوضح بيان للاجتماع الوزاري العربي التحضيري للقمة العربية أن تأييد الاجراءات العسكرية التي اتخذها "التحالف للدفاع عن الشرعية فى اليمن" يأتي انطلاقا من الحرص على وحدة اليمن واستقلاله وسيادته وأمنه واستقراره وبعد أن استنفدت دول مجلس التعاون الخليجي كل السبل السلمية الرامية لحل الازمة اليمنية.
ولفت المجلس الى أن الاجراءات العسكرية في اليمن "تستند الى اتفاقية الدفاع العربى المشترك والمادة (51) من ميثاق الامم المتحدة وانطلاقا من مسؤولياتها فى حفظ سلامة الأوطان العربية ووحدتها وحفظ سيادتها واستقلالها".
ولعل اعلان الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي موافقة وزراء الخارجية العرب على مشروع قرار انشاء" قوة عربية مشتركة" تم رفعه للقادة العرب تمهيدا لاقراره يشير الى مثل هذا التوجه بشأن ضرورة التحرك العملي لمجابهة الاخطار المحدقة بالأمة.
واشار الى أنه لأول مرة يتم الاستناد الى معاهدة الدفاع العربى المشترك التى وقعت في عام 1950 واصفا القرار الوزاري ب"خطوة كبيرة للجامعة وقرار تاريخي" في اشارة الى معاهدة الدفاع العربي المشتركة.
ولفت العربي في ختام اجتماعات وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية الى أن مهام القوة العربية المشتركة ستتركز على التدخل السريع في أي دولة عربية تتعرض لتهديد أمنها القومي أو لخطر الارهاب.
ولعل التحديات المشتركة التي تواجه الدول العربية تتطلب تطوير أدوات العمل العربى وكيفية مواجهة تلك التحديات لاسيما تلك التي تتجلى فى تنامى ظاهرة الارهاب في بقاع مختلفة من العالم العربي خاصة تلك التى في سوريا والعراق وليبيا.
من جانبهما رفع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري وكذلك مجلس وزراء الخارجية العرب الى القمة العربية مشروعات قرارات متعلقة بسبل دعم العمل العربي المشترك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومواجهة التحديات القائمة.
وتعد قمة شرم الشيخ التي ترأسها مصر بعنوان (سبعون عاما من العمل العربي المشترك) الاولى من نوعها بعد أن استعادت مصر عافيتها واستقرارها في اعقاب الاحداث التي شهدتها منذ ثورة 25 يناير 2011 لتقود العمل العربي المشترك على مدى عام.
وسعت مصر من خلال الاعداد والتحضير الجيدين للقمة الى ضمان عقدها بصورة مشرفة تليق بمكانتها العربية والاقليمية ولتخرج نتائجها بما يتناسب مع حجم التحديات التي تواجه الأمة العربية- وذلك وفقا لما ذكره مسؤولون مصريون.
وجاء تعبير الامانة العامة لجامعة الدول العربية عن الشكر والتقدير لدولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا "على الأداء الرائع والمتميز في قيادة العمل العربي المشترك خلال رئاستها القمة العربية في دورتها ال 25 التى امتدت على مدار عام كامل" احقاقا لجهودها.
وحققت دولة الكويت عددا من الانجازات على المستوى العربي خلال فترة ترؤسها القمة العربية كانت موضع اشادة وتقدير من الامانة العامة لجامعة الدول العربية ومن الدول الاعضاء.
ولفت الرئيس عبدالفتاح السيسي لدى ترحيبه بانعقاد القمة العربية في مصر الى أن "الامة العربية تواجه تحديات جساما لا تخفى على بصير وبما يستوجب منا جميعا دعم جامعتنا العربية وتحركاتها لتصبح القاطرة التي توحد كلمة الدول والشعوب العربية من المحيط الى الخليج".
واشار في كلمة نشرت على الموقع الرسمي للقمة العربية على شبكة الانترنت الى الاستعداد التام لبذل كافة الجهود لانجاح فعاليات الدورة ال 26 من القمة العربية معتبرا أن انعقادها "يأتي في ظرف تاريخي عربي استثنائي".
وتشهد مدينة شرم الشيخ السياحية التي يطلق عليها (مدينة السلام) حالة من الاستنفار الأمنى المكثف لتأمين فعاليات القمة العربية وما سبقها من اجتماعات تحضيرية فى أول قمة تستضيفها مصر بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو.
ومن المقرر أن تبدأ شرم الشيخ اليوم في استقبال القادة العرب المشاركين في القمة التي ستلتئم غدا وسط تحديات عديدة وتطلعات الى مستقبل أكثر ازدهارا على صعيد العمل العربي المشترك. (النهاية) م ش / ر غ