A+ A-

المجموعة العربية.. عدم انضمام اسرائيل لمعاهدة حظر الانتشار النووي يهدد السلم والامن الاقليمي

فيينا - 21 - 11 (كونا) -- طالبت المجموعة العربية في فيينا اليوم اسرائيل بالانضمام الى معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية واخضاع جميع منشآتها النووية لاتفاقية الضمانات الشاملة للوكالة معربة عن قلقها البالغ ازاء تنامي القدرات النووية الاسرائيلية الخارجة عن منظومة المعاهدة.
وقال رئيس المجموعة العربية بالانابة سفير لبنان لدى النمسا وممثلها الدائم لدى المنظمات الدولية قزحيا الخوري في كلمة امام أحدى جلسات اجتماعات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية انه لا يمكننا تجاهل حقيقة ان ممارسات اسرائيل السلبية في المجال النووي أقلقت العديد من دول العالم وخاصة دول المنطقة وتناولتها محافل دولية عديدة على مدار العقود الماضية وذلك على نحو ما يتضح من القائمة الطويلة للقرارات الصادرة عن هذه المنظمات الدولية.
وحذر السفير الخوري من ان فشل الجهود الدولية في تنفيذ القرار رقم 1995 حول الشرق الاوسط والذي تم على اساسه التمديد اللانهائي لمعاهدة حظر الانتشار النووي سيؤثر سلبا على مصداقية المعاهدة وستكون له تبعات سلبية على عملية مراجعتها بل وعلى نظام منع الانتشار بأكمله.
وأشار الى رفض اسرائيل تطبيق القرارات المذكورة رفضا قاطعا وتعمدها التقليل من شأن المعاهدة واعتبارها غير فعالة في الشرق الاوسط وان عدم انضمام اسرائيل للمعاهدة هو الذي يهدد السلم والامن الاقليمي في منطقة الشرق الاوسط لا سيما انها تمتلك السلاح النووي باعتراف الكثير من المسؤولين الاسرائيليين وفق ما تم الافصاح عنه في سبتمبر الماضي من وثائق الارشيف الوطني الامريكي.
وأوضح ان اسرائيل تدعي باستمرار ان انشاء المنطقة الخالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط يشترط قبل كل شيء تحقيق السلام الشامل في المنطقة في حين انها اي اسرائيل تعمل بالتزامن ودون هوادة على تقويض جهود السلام وتلجأ لسياسات وممارسات عدوانية تجاه الدول العربية وشعوبها ولفت الى ان ما يزيد من القلق ازاء امتلاك اسرائيل السلاح النووي هو ان قيادتها تبدو غالبا غير قادرة على ضبط النفس وتميل الى الافراط في استخدام القوة ما يجعلها لا تتورع عن استخدام أفتك انواع الاسلحة ضد المدنيين العزل كما حدث مؤخرا وامام اعين الجميع في فلسطين.
واعتبر رئيس المجموعة العربية ان كل المبادرات لانشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط تصب لصالح جهود السلام وان المزاعم الاسرائيلية بهذا الخصوص لا تعدو كونها محاولة لفرض ترتيب جديد للاولويات يبقي اسرائيل خارج معاهدة عدم الانتشار الى ما لا نهاية.
ورأى ان موقف المجموعة العربية المؤيد للمبادرة التي اعلنتها مصر أمام الدورة ال68 للجمعية العامة للأمم المتحدة كشف مجددا زيف الادعاءات الاسرائيلية حيث تهدف المبادرة لاخلاء الشرق منطقة الشرق الاوسط من كافة اسلحة الدمار الشامل وقامت كافة دول المنطقة عدا اسرائيل بتوجيه خطاب الى الامين العام للامم المتحدة بتأييد المبادرة.
وفي هذا الاطار قال الخوري ان المجموعة العربية تؤكد ان التصدي للانتشار النووي في الشرق الاوسط لا يجب اعتباره تسييسا لأعمال الوكالة بل انه جهد دولي ضروري للتعامل مع الخطر النووي الاسرائيلي الذي يهدد الامن والاستقرار في الشرق الاوسط وامتلاكها برنامجا ومنشآت نووية غير خاضعة للرقابة الدولية.
واعرب عن الاسف لأن بعض الدول الاعضاء في الوكالة وبينها دول نووية لا تزال تناقض مواقفها المعلنة وتغض الطرف خاصة خلال مداولات المؤتمر العام ومجلس المحافظين على مبدأ عالمية المعاهدة عندما يتعلق الامر بالقدرات النووية الاسرائيلية ما يؤكد التعامل وفق معايير مزدوجة مع هذه المسألة.
وعبر رئيس المجموعة العربية بالانابة السفير قزحيا الخوري عن اسف الدول العربية لكون مداولات الدورة ال58 حول بند القدرات النووية الاسرائيلية والتصويت على مشروع القرار تحت هذا البند أظهر ازدواجية في المعايير التي تحكم مواقف بعض الدول عند التعامل مع مشاغل الدول الاعضاء حيال وجود منشآت نووية غير خاضعة لنظام الضمانات الشامل للوكالة ما يؤثر سلبا على عملية اخلاء الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وباقي اسلحة الدمار الشامل الاخرى وعلى السلم والامن الاقليمي والدولي. (النهاية) ع م ق / ر ج